التحلية قبل التخلية في علم التزكية

صفاء حسن

 التحلية قبل التخلية في علم التزكية من خلال موقع فكرة التخلية قبل التحلية للوصول إلى التحلية هي عبارة نثرية منمقة يكثر استخدامها بين علماء تزكية النفس في الإسلام وبين الصوفية المهتمين بعلاقة القلب بربه . 

وتهتم هذه المقولة في وصف الدرب الذي يجب أن يسير عليه المؤمن ويسمو بروحه إلى السماء ويتلقى عن الله التجليات النورانية وصفاء النفس والروح .

معنى التخلية والتحلية والتجلية 

  • التخلية اصلاحا تعني الهدم أو الإزالة بينما معني تعني تطهير النفس البشرية والقلب من أمراض القلوب التي تصيبه في رحلته الى ربه من حقد وغل وحسد وكبر وبغض . 
  • التحلية تعني في اللغة البناء وتعني في كتب التزكية هي ملء النفس البشرية وحثها على الإكثار من الطاعات والقربات والفرائض والأعمال الصالحة التي تؤهَلْ القلب للوصول للتحلية . 
  • التجلية هي الإشراق أو الانكشاف والظهور وتعني وصول النفس البشرية الى السمو البشري واستقبال اسرار القدسية وصفاء الروح . 

شاهد ايضًا : فروع بنك ساب في المملكة العربية السعودية

هَلْ تأتي التخلية قبل التحلية أم العكس 

  • يحتاج المؤمن للوصول إلى التحلية المرور بمرحلتين أساسيتين هما التخلية والتحلية وبدونهما لا يصل الإنسان إلى سمو الروح . 
  • وقد نص الصوفية أن التخلية يجب ان تاتى اولاً لأن القلب الملئ بالأسقام لا يمكنه الوصول الى جرعات كبيرة من الطاعات وعمليات التحلية التي تصل بدورها الى التجلية . 
  • بينما رأى بعض العلماء أن التحلية تأتي قبل التخلية لأن الإنسان بطبيعته البشرية كثير الوقوع في الخطأ والذنوب والعيوب التي لا يمكنه التخلي عنها بسهولة . 
  • بينما يمكنه الإكثار من الطاعات ومزاحمة الذنوب والإكثار من الحسنات كما قال الله تعالى ” إن الحسنات يذهبن السيئات ” لقول رسول الله ” كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ” 
  • من خلال تلك الأدلة يتضح أنه عندما يزاحم الإنسان ذنوبه وأخطائه بالحسنات والإكثار من الطاعات تأتي التحلية قبل التخلية فهي أيسر على النفس من التخلي عن العيوب التي هي أصل الخلقة . 
  • يرى فريق ثالث من الباحثين والعلماء أنه لا يمكن المرور بتلك المراحل كل واحدة منفصلة عن الأخرى بل جميعهم متداخلين في حياة الإنسان . 
  • فدائما نرى أن الإنسان يخطئ و تذل قدمه ثم يتوب عن زلاته يصل أحيانا السمو النفسي وينحدر طائرة أخرى وطالما أنه في جهاد مع النفس فهو على خير الا ان يلقي الله . 
  • وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ” وفي ذلك دليل على أن مجاهدة السيئات توصل الانسان في النهاية الى سمو الروح والنفس والهداية . 

أنواع التخلية في الصوفية 

  • اولا : تخلية الخاطر والقلب من الآفات والأمراض القلبية التي تحلق الحسنات مثل الشرك بالله والكفر و الحقد والغل والحسد والكبر والرياء . 
  • ثانيا تخلية النظر وهو البعد عن النظر عن الحرام حيث أنه من العوامل الأساسية المؤدية إلى قسوة القلب غارقة في ظلمات الذنوب والآفات القلبية . 
  • ثالثا : تخلية الخطوات فالإنسان إن لم يمشي ويهرول في طريق الله فلا بد له أن يستخدم خطواته في معصية الخالق كما قال السلف ” نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ” . 

ثمار الوصول إلى التجلية بعد التحلية والتخلية 

  • يؤدي الوصول الى التجلية الى إشراق النفس وظهور صفاء الروح على صاحبها المؤمن فلا يعيشون كدر الدنيا ومنغصاتها  . 
  • يملأ الله المؤمنون طمأنينة حيث يعيشون حياة هادئة مطمئنة وان ملتها المنغصات لان قلوبهم متعلقة بالله واثقه في قضائه وقدره . 
  • فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ” . 

الى هنا نصل الى نهاية مقال ” التحلية قبل التخلية في علم التزكية  ” في حالة وجود استفسار يرجي ترك تعليق في الاسفل