سنتابع من خلال موقع فكرة الكثير من التفاصيل عن شهر جمادى الآخرة، وهو الشهر السادس من شهور السنة وفق التقويم الهجري؛ لذا من الخطأ تسميته جمادى الثاني أو جمادى الثانية فلم يرد عن العرب قبل الإسلام أو بعده إلا جمادى الآخرة.
قد سُمي الجماديان بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرّة الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك نحو عام 412م، وترجع التسمية بهذا الاسم لأن الماء كان يتجمد في شهري جمادى الأولى والآخرة من شدة البرد القارس.
لذا نجد أن العرب كانوا يعنون جمادى الآخرة عندما يقولون جمادى ستة، فهو يأتي بعد (الصفران: محرم وصفر)، و(الربيعان: ربيع الأول والآخر)، وجمادى الأولى.
ومن الأسماء التي أطلقت عليه قبل الإسلام واستعمله العرب “زبّاء” .. والزباء تعني الداهية العظيمة، وهو اسم المرأة التي قتلت جُذيْمة الأبرش، وانتقم منها عمرو بن عَديّ بحيلة من قصير.
وفي كتابه (الآثار الباقية عن القرون الخالية) يقول أبو الريحان البيروني: إن الزباء تعني الداهية العظيمة المتكاثفة؛ وقد سمي هذا الشهر بهذا الاسم لكثرة القتال فيه وتكاثفه؛ فهو يسبق الأشهر الحرم وهو الشهر الأصم (رجب).
كما أطلق عليه وعلى جمادى الأولى “شيبان” و”ملحان” لابيضاض الأرض نتيجة الثلج والصقيع، كما تسمى آخر ليلة من جمادى الآخرة بـ “الفلتة”.
شهد شهر جمادى الآخرة عدد من الأحداث المهمة التي شكلت تاريخ ووجدان المسلمين، ومن أهمها وفاة خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق مساء الثلاثاء 21 من جمادى الآخرة عام 13 هـ وهو في الـ 63 من عمره، كما تم مبايعة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أميرًا للمؤمنين في نفس الوقت، وبعد توليه الخلافة بخمسة أيام أي في 26 جمادى الآخرة تم عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش الفاتح للشام.
كما تم وضع التقويم الهجري المعمول به الآن يوم الأربعاء الموافق 20 جمادى الآخرة عام 17هـ.
وفي غرة جمادى الآخرة من عام 20هـ فتح عمرو بن العاص مدينة الإسكندرية.
تعليقات (0)