أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية

مودة شريف

أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية تُشكّل واحدًا من أهم علوم البلاغة والتي لا يُمكن الاستغناء عنها بتاتًا في أي الأبيات الشعرية أو النثر وغيرها من النصوص البلاغية، وحيث كان الفهم الأمثل لها ينعكس بشكل مُباشر على الإجادة التامة من فرع النصوص والبلاغة معًا يُمكننا الانتقال عبر موقع فكرة إلى الشرح التفصيلي لأنواعهما.

أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية

تتعدد صور وأنواع المُحسّنات المُستخدمة وتنقسم أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية بذلك إلى ما يلي:

أولًا: المحسنات البديعية اللفظية

أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية

أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية تختلف فيما بينها وفقًا لعائد التحسين الحادث، ومن المحسنات اللفظية الآتي:

1- الجناس بنوعيه

يُعد من أهم أنواع المُحسنات اللفظية ويُحدث طربًا موسيقيًا بليغُا في الأبيات الشعرية خاصةً، حيث يكون كالآتي:

  • يكون عبارة كلمتين يحملان نفس النطق والحروف (اللفظ) إلا أن كُل منهما يحمل معنى مختلف عن الآخر.
  • يكون “الجناس تام” في حال تطابق اللفظين في كُلًا من (عدد الحروف/ شكلها/ ترتيبها/ نوعها).
  • أما إذا جاء اللفظين مُتطابقين في الأربعة جوانب فيما عدا جانب واحد فقط فيُطلق على الجناس هنا “جناس ناقص”.

2- السجع اللفظي

يعطي السجع جرسًا مُوسيقيًا يؤكد المعنى ويوضحه ويُعتبر من أكثر المُحسّنات اللفظية المُستخدمة في الأبيات الشعرية بالشكل الآتي:

  • يتخذ لفظين نفس نهايات على الرغم من اختلاف المعنى واللفظ في مكنونه.
  • يظهر ذلك جليًا في الكثير من الألفاظ فمثلًا (توبتي/ دعوتي) وغيرها من الألفاظ الحاملة للنهايات ذاتها.

3- محسنات لفظية أخرى

هناك أنواع أخرى مُستخدمة لغرض التحسين اللفظي البلاغي، ومنها نذكر الأنواع الآتية:

  • الازدواج ، يظهر في النثر فقط.
  • التصريع ، لا يُستخدم التصريع سوى في الشعر فقط.
  • حسن التقسيم ، يستخدم بكثرة في الشعر ولا يأتي في النثر وفيه يُقّسم البيت إلى مجموعة من الجمل ذات الطول والإيقاع المتساوي.

ثانيًا: المحسنات البديعية المعنوية

تختلف عن المُحسّنات اللفظية في أنها تكون مُستندة بشكل أساسي على التأثيرات المنعكسة عن المعنى، وتضم الأنواع الآتية:

1- الطباق بأنواعه

يُعتبر الطباق من أهم المُحسنات البديعية اللفظية هناك نوعين من المقابلة كما يلي:

  • طباق الإيجاب ، ويكون فيما بين الكلمة ومُضادها.
  • طباق السلب ، ويكون باستخدام الكلمة ونفيها.
  • فمثلًا (الأبيض/ الأسود) يُعتبر الطباق هنا طباق إيجاب.
  • أما إذا قيل (الكاذب / لا الكاذب) أو أي من أدوات النفي الأخرى يكون طباق بالسلب.

2- التورية بأشكالها

تُعد التورية كذلك مُحسّن بديعي لفظي يكثر استخدامه في النصوص البلاغية ويكون كالآتي:

  • يتم استخدام كلمة أو لفظ يحمل معنيين، معنى منهما قريب أو ظاهر وهو غير المقصود، والمعنى الآخر بعيد أو خفي وهو المقصود.
  • فمثلًا قول الشاعر “قلبي جارهم يوم رحلوا” فنجد لفظ “جارهم” تورية معناه القريب (الجار) والبعيد المقصود (جريان دموع الشاعر).

3- المقابلة اللفظية

على الرغم من أنها تبدو في جوهرها شبيهة بالطباق إلا أنها تختلف عنها في يلي:

  • يكون التضاد هنا ليس لكلمة أو لفظ بعينه كالطباق ولكنها تكون مقابلة فيما بين جملة وأخرى.
  • سر جمال المقابلة يكون “توضيح المعنى وتأكيده وإثارة الذهن”.
  • لها أكثر من حالة فقد تكون المقابلة ثنائية، ويظهر ذلك في الجملة التالية (ينوحوا قليلًا، ويتّرنموا كثيرًا).
  • يُمكن أن تأتي المقابلة ثلاثية أي يُستخدم فيها ثلاثة كلمات لتضاد ثلاثة كلمات مُقابلين لها.
  • فحينما نقول (يُتاح لهم المعروف، ويُحّرم عليهم المُنكر) نجد أن المقابلة هنا ثلاثية.
  • كما يُمكن أن تصل المقابلة إلى حد أقصى أربعة كلمات لتُصبح بذلك مقابلة رباعية لجملتين مُتضادتين.

4- محسنات لفظية أخرى

أنواع المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية

إلى جانب أهم المُحسنات اللفظية وأكثرها استخدامًا نجد أن هناك أنواع أخرى قد تتمثل فيما يلي:

  • المبالغة ، ويظهر ذلك في الكثير من الأبيات الشعرية التي يُبالغ فيها الشاعر في الوصف المُستحيل لشيء أو حدث بعينه.
  • حسن التعليل ، وفيها ينكر الكاتب فيها بشكل صريح أمر ما – وهو المقصود- ويأتي بعلة أخرى مُقنعة بأسلوب طريف أدبي.
  • الاقتباس ، وقد يلجأ إليه الكثير من الشعراء وخاصةً النُقاد.
  • الإيهام، تشبه التورية إلى حد ما وفيها يتعّمد الكاتب بانتقاء ألفاظ تحمل وجهين (مدح/ ذم وهجاء) لإيصال ما يُريد قوله بشكل مُنمّق.

  باختلاف أنواع المُحسّنات المُستخدمة سواء أكانت لفظية أو معنوية يختلف كذلك السر الجمالي الناجم عن الهدف من استخدامها سواء أكان توضيح المعنى أو إبرازه أو إعطاء جرسًا موسيقيًا وغيرها من الحالات…

أسئلة شائعة

  • ما هي أنواع التورية؟

    التورية (المُجرّدة/ المبنية/ المجردة/ المرشّحة).

  • يُعتبر (الالتفات) من المحسنات اللفظية أم المعنوية؟

    الالتفات من المحسنات البديعية المعنوية.