هل يجوز الترحم على أهل الكتاب غير المسلمين ؟

ماريهان

هل يجوز الترحم على أهل الكتاب؟ وما هو حكم الترحم على غير المسلمين؟ نعلمُ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بالمعاملة الحسنة لأهل الكتاب، وهو من كان يُحسن القول معهم ويُعاملهم بخلقه الحسن، لكن هل الترحم عليهم وتعزيتهم يُعتبر من جُملة تلك المعاملات التي حثنا عليها ديننا الإسلامي؟ هذا ما نتطرق إليه تفصيلًا في موقع فكرة.

هل يجوز الترحم على أهل الكتاب؟ وما هو حكم الترحم على غير المسلمين؟

هل يجوز الترحم على أهل الكتاب وما هو حكم الترحم على غير المسلمين

 

يُمكن التفرقة بين ثلاثة أمور في الشريعة الإسلامية، أولاهما الترحم على أهل الكتاب، ثانيهما تعزيتهم، ثالثهما أن ننعتهم بالشهداء، أما بصدد مسألة الترحم فلا يجوز الدعاء لغير المُسلمين بالرحمة أو المغفرة بعد وفاتهم.

فقد أشار الإمام النووي رحمه الله أنّ الصلاة على غير المُسلم أو الترحم عليه غير جائز وفقًا للنصوص الدينية المنقولة من القرآن والسُنة.

الدليل على عدم جواز الترحم على أهل الكتاب

من المُسلمين من يعتبر أنّ الترحم على غير المسلم يُظهر للجميع أنّ الإسلام هو دين الرحمة، لبيان خطأ المزاعم باعتباره يدعو إلى القسوة والعنف، ولمّا أنّ رحمة الخالق تسع كل شيء فإن الكافرين تشملهم رحمته سُبحانه أيضًا.

إلا أنه على الرغم من حُسن نواياهم، إلا أنّ العقيدة أشارت إلى أنّ الترحم على أهل الكتاب غير جائز، وهو ليس اجتهادًا من العلماء، إنما الحكم موفور ببراهين مؤكدة من كتاب الله وسُنة نبيّه، تُعتبر أدلة قاطعة على عدم جواز الترحم عليهم، فنُقدم منها ما يلي:

قد قال الله تعالى في سورة العنكبوت: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)“.

كما قال تعالى في سورة التوبة: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)”.

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ” (صحيح مسلم).

حكم تعزية غير المُسلمين

  • لا بأس أن يُعزي المسلم أهل الكتاب في فقيدهم.
  • تكون التعزية على غرار زيارة المرضى غير المُسلمين، فهي جائزة.
  • تعزية أهل الكتاب لا تُعتبر على نحو الموالاة لهم تهنئتهم في أعيادهم مثلًا، فلا نعتبرها إقرارًا بالكفر أو المعصية.
  • لم ينه الرسول الكريم أو الأئمة والفقهاء عن تعزية أهل الكتاب.
  • كما أنها تُعتبر من قُبيل المواساة في المصائب، وهو ما لا جُناح فيه.
  • على أن تكون التعزية بانتقاء الكلمات التي تتناسب مع المواساة بشأنهم، كحثهم على الصبر وما إلى ذلك.

هل يجوز تسمية أهل الكتاب بالشهداء؟

ذكرنا أعلاه هل يجوز الترحم على أهل الكتاب وما هو حكم الترحم على غير المسلمين، أما من قُتل منهم في مقاومة أو ما شابه، فهل من الجائز ذكرهم كالشهداء على غرار المُسلمين؟

  • نذكر أنّ الشهادة من المصطلحات الشرعية التي لها أحكامها.
  • لا يجوز إطلاق مُصطلح الشهيد على غير المُسلمين.
  • يُمكن أن يُنعت بالمقاوم أو المناضل.
  • الشهيد لا يُصلى عليه ولا يُغسّل، فلا يجوز أن يُطلق اسم الشهيد على أهل الكتاب.

من الأحرى بالمُسلم أن يتفقه في ضوابط وأحكام دينه، ويعلم أنَّ من صفات الله تعالى الرحمة، والله هو من يتقبل الدعاء بالرحمة لمن يترحم على غيره عند وفاته.

أسئلة شائعة

  • هل يجوز الترحم على المسيحي عند القرضاوي؟

    نعم يجوز الترحم.

  • هل الطفل المسيحي يدخل الجنة؟

    إنّ المولود يدخل الجنة ما إن توفي بغض النظر عن ديانته.