النرجسية في الإسلام

النرجسية في الإسلام، كل إنسان يعيش على هذه الأرض له  شخصية مميزة خاصة به سواء هذه الشخصية تكونت بناءا على البيئة التي يعيش فيها الإنسان أو طبيعة التربية والقواعد المستخدمة مع الإنسان منذ مرحلة الطفولة ولكن واحدة من الشخصيات التي أثارت الجدل بشكل كبير جدا أن هي الشخصية النرجسية فدعونا نتعرف على رأي الإسلام في هذه الشخصية وكيف يتم علاجها وكيف يتم التعامل معها أيضا.

نبذة عن الشخصية النرجسية

• ‏عدد كبير جدا من الأشخاص لا يفضلون التعامل مع مثل هذه الشخصية، الشخصية النرجسية هي من الشخصيات التي تمتلك جنون العظمة تشعر دائما بالتفاخر وكل شخص يحمل هذه الصفه يشعر بأنه أفضل من الجميع ويمتلك مؤهلات تجعله أفضل من كل الأشخاص الموجودين حوله.
• يكون شخص دائما ينظر إلى نفسه وجماله وأنه مختلف عن الآخرين يسعى لتحقيق طموحاته وأمانيه حتى وإن كانت على حساب الآخرين دائما يسعى إلى النظر إلى مصلحته فقط حتى وأن قام باستغلال جميع الأشخاص من حوله لتحقيق هذه المصلحة الخاصة به، إن هذا الشخص غير محبوب من قبل جميع من حوله لأن الحياة تحتاج إلى مشاركة وتعاون وتبادل منفعة بشكل كبير جدا.
• ‏لابد أن نعلم أن الشخص الذي يحمل صفة النرجسية هو شخص مريض نفسي دائما ما يرى نفسه أعلى من أي شخص آخر و أنه يحتاج إلى التقدير والاهتمام دون أن يقدم هذه الصفات إلى أي شخص آخر يرى أنه يستحق كل الأمور الجيدة على عكس الآخرين يعتبر هذا مرض النفسي ويحتاج إلى العلاج بشكل كبير جدا لأنه يعرض نفسه للأزمات ويكون معرض للاضطرابات النفسية.
• ‏أيضا واحد من مساوئ هذه الشخصية أنه يكون متكبر للغاية لا يحترم أي شخص سواء كبير أو صغير بالإضافة إلى أنه يتمتع بصفات الغرور والكبرياء. 

علاج النرجسية في الإسلام

• ‏تتعارض صفة النرجسية مع جميع صفات الدين الإسلامي التي دعا إليها حيث أن الأساس الخاص بهذه الصفة هو التكبر والتعالي ولذلك  دعي الإسلامي كل شخص يحمل هذه الشخصية النرجسية إلى أن يحاول الرجوع إلى الله عز وجل.
•  ويرى حجم الإنسان الطبيعي وأنه كائن ضعيفا لا يقدر على فعل أي شيء بدون قوة الله سبحانه وتعالى وأن نهاية جميع البشر واحدة وأن جميع البشر سواء خلقوا جميعا من طين.
•  عندما يستطيع الإنسان النزول على أرض الواقع يستطيع التخلص من الصفات السيئة التي تدفعه إلى جنون العظمة وأيضا عندما يتعظ من مشاكل الآخرين والابتلاءات المعرضين لها. 

وذلك في قوله -تعالى-: (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ).

• ‏لابد أن يطالب الإنسان من الإصابة بمرض معين فكيف يتحول هذا الشخص المتكبر إلى شخص ضعيف هذيل فلابد أن تكون هذه الأشياء عامل قوي جدا لكي يتخلص الإنسان من صفة النرجسية مهما كانت الأسباب التي دفعته إليها. 

عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (لا أرى أحدًا يعملُ بهذه الآيةِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} حتى بلغ: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] فيقولُ الرجلُ للرجلِ: أنا أكرمُ منك! فليس أحدٌ أكرمُ من أحدٍ إلا بتقوى الله).

رأي الشريعة الإسلامية في الشخصية النرجسية

‏كما ذكرنا في السابق أن الشخصية النرجسية بما تحمله من صفات سيئة جدا نهي عنها الدين الإسلامي لذلك فإن الدين الإسلامي يتعارض تماما مع الشخصية النرجسية لأنه نهي عن التكبر وعن التعظم فإن الإنسان المتكبر المغرور سوف يتعالى ويتكبر على الله سبحانه وتعالى لأنه سوف يكون حامل لصفات تمنعه عن الخضوع لله عز وجل كما فعلا إبليس عندما أبى واستكبر ولم ينتبه إلى أمر الله عز وجل وهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد هذا الكلام.

قال -تعالى- في المتكبرين: (الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ). وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (إِنَّ أهلَ النارِ كلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ، وأهلُ الجنةِ الضُّعَفَاءُ المَغْلوبُونَ).

عزيزى القارئ نستبشر أن نكون قد قدمنا لكم جميع المعلومات عن موضوع النرجسية في الإسلام، ونحن على أتم الاستعداد للرد على استفساراتكم في أي وقت.