من هم الأعراف

شيماء الخطيب

من هم الأعراف، أصحاب الأعراف، معنى الأعراف، جاء في القرآن الكريم ذكر الأعراف وأصحاب الأعراف، ولكن لا يعرف الكثير من هم وما قصتهم ولما سموا بذلك، وفي مقالنا اليوم سوف نسرد قصة أصحاب الأعراف وكل التساؤلات حولهم.

معنى الأعراف :

قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ”.

الأعراف في اللغة هي جمع عُرف بضم العين ومنها عرف الديك وعرف الفرس.

وفي الاصطلاح القرآني كلمة الأعراف تعني موضع أو سور مرتفع بين الجنة والنار، والتسمية مستعارة من المعنى اللغوي.

والأعراف أيضاً مكان مرتفع بين الجنة والنار ويُشرف منه على أصحاب الجنة وأصحاب النار.

من هم أصحاب الأعراف :

أصحاب الأعراف في القرآن الكريم، قال الله تعالى: ” وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ . وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ . أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ”.

يرجح القول أن أصحاب الأعراف هم قوم على سور عال بين الجنة والنار يطلعون منه على أصحاب الجنة وأصحاب النار ولكن في نهاية الأمر يدخلون الجنة بأمر الله، والأرجح أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم معاً.

وقال حذيفة وعبد الله بن العباس في تعريف أصحاب الأعراف: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت حسناتهم بهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته.

وعن ابن مسعود قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهَلْ الجنة وأهَلْ النار، فإذا نظروا إلى أهَلْ الجنة نادوا عليهم: ” سلام عليكم”، وإذا صرفوا أبصارهم إل أصحاب النار: “قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين”.

لماذا سمي أصحاب الأعراف بهذا الاسم :

أصحاب الأعراف كما ذكرنا هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم معاً، وسمي أصحاب الأعراف بهذا الاسم قيل لأنهم يعرفون أصحاب الجنة بسيماهم وأصحاب النار بسيماهم أيضاً، وقيل لأنهم يقفون على الأعراف وهو المكان المرتفع بين الجنة والنار.

ما هو مصير أصحاب الأعراف :

لم يصرح القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة عن مصير أصحاب الأعراف، ولكن ما جاء في كتب التفسير يوضح مصيرهم وهو:

  • عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيرهأن الله تعالى وتبارك سيرحمهم ويدخلهم الجنة.
  • وقال ابن كثير في قوله تعالى: ” ليم يدخلوها وهم يطمعون”، فكان الطمع في دخول الجنة وهو اللائق بسعة رحمة الله عز وجل، وإذا كان الله تعالى سيخرج أقواماً من النار بعد ما عذبهم فيها، ويدخلهم الجنة برحمته، فإن أهَلْ الأعراف أولى بذلك.
  • قال الحافظ الحكمي: في معارج القبول عن أصحاب الأعراف: يوقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يوقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة.
  • عن مجاهد عن عبد الله بن الحارث قال: (أصحاب الأعراف ينتهى بهم إلى نهر يقال له: الحياة، حافتاه قصب من ذهب، قال سفيان: أراه قال: مكلل باللؤلؤ، قال: فيغتسلون فيزدادون، فكلما اغتسلوا ازدادت بياضاً، فيقال لهم: تمنوا ما شئتم، فيتمنون ما شاءوا، فيقال لهم: لكم ماتمنيتم وسبعون ضعفاً، قال: فهم مساكين أهَلْ الجنة”.
  • عن ابن عباس أنه قال: (الأعراف سور بين الجنة والنار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتى إذا بدا لله – هكذا بالأصل – أن يعافيهم؛ انطلق بهم إلى نهر يقال له: الحياة، حافتاه قصب الذهب، مكلل باللؤلؤ، ترابه المسك؛ فألقوا فيه، حتى تصلح ألوانهم ويبدو في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها، حتى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرحمن، فقال: تمنوا ما شئتم، قال: فيتمنون، حتى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الذي تمنيتم ومثله سبعين مرة، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها، يسمون مساكين الجنة”.

 

وخلاصة القول أن أصحاب الأعراف هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ويقفون على سور بين الجنة والنار يرون أهَلْ الجنة ويعرفونهم بسيماهم، ويرون أهَلْ النار ويعرفونهم أيضاً بسيماهم، ويظلون يقفون إلى ما شاء الله تعالى أن يقفوا تكفيراً لهم على ذنوب اقترفوها ولم تغفر لهم،ثم يكون أمرهم بيد الله تعالى وأرجح القول أن الله تعالى سيدخلهم الجنة رحمة بهم