من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم

من هو ذو القرنين؟ وما سبب تسميته بهذا الاسم؟ يزخر القرآن الكريم بكثير من القصص التي نأخذ منها العبرة والعظة، فيكون في سردها حكمة بالغة لنسير على نهجها، ومن تلك القصص ما وُرد عن ذي القرنين.. وفي موقع فكرة نوافيكم بالحديث عنه.

من هو ذو القرنين

هو ذلك الملك العادل من أربعة ملوك عظام حكموا الأرض، كان من عباد الله الصالحين، وهو من مكّنه الله من دفع أذى يأجوج ومأجوج.

• اختلف المفسرون في تحديد هوية ذي القرنين، فقيل إنه الاسكندر الأكبر المقدوني.
• كما عزم البعض على أنه ملك كورش.
• البعض الآخر ذهب إلى أنه كان حاكم حمير في الحضارات القديمة.
• كما ذهب آخرون إلى أنه هو ذاته نبي الله سليمان، لتشابه الملك والسلطان.
• إلا أنّ الأرجح هو التفسير المستند إلى آيات الله تعالى لا أكثر ولا أقل.. بأنه ملكًا عادلًا ليس نبيًا.

قصة ذي القرنين

يمكنك أن تعلم من هو ذو القرنين بتدبر آيات الله تعالى في خواتيم سورة الكهف.

• فقد دبّ الأرض من كل حدب وصوب بجيشه واتجه بالأخير إلى منتهى الأرض آنذاك.
• أتاه الله أسباب الأرض، وفتح له البلدان، حتى وصل إلى ذلك المكان الذي تبدو فيه الشمس وكأنها تغيب ورائه.
• كان يقطن ذلك المكان كفارًا، وأخبرهم بأنه سيعاقب المعتدين منهم في الدنيا ثم حسابهم عند الله في الآخرة.
• حينما وصل إلى مطلع الشمس وجد أن عندها قومًا ليس لهم ستر منها، فلا تغرب عندهم.
• ثم وصل إلى ما بين السدين، قاصدًا في وجهته الشمال، ليجد القوم الذين لا يفقهون قولًا، وقد شكوه من أذى يأجوج ومأجوج.. تلكما الأمتان العظيمتان من بني آدم.
• طلب من القوم مساعدته بالحديد والنحاس، وبعض الأمور الأخرى التي تجعل السد الذي عزم على بنائه محكمًا لا يمكن ثقبه، من خلال ذوبان النحاس على إثر النفخ في الحديد ثم سكب القطر.

سبب تسمية ذي القرنين بهذا الاسم

يعتبر ذلك من الأمور الغيبية التي لم يتم التوصل بصددها إلى تفسير بيّن، حتى في ظل ما جاء به المفسرون من أسباب متعددة:

• أنه كان يمتلك ضفيرتين من الشعر تسمى قرونًا.
• يقال إنه كان يمتلك قرنين تحت عمامته.
• أنه سمي بذلك لوصف ضربتين في رأسه واحدة جهة اليمين وأخرى يسارًا.
• لأنه وصل إلى الشرق والغرب، وهو ما يعبر عنه العرب بقرني الشمس.

سبب نزول قصة ذي القرنين في القرآن

نقلًا عن كتب التفسير، وجد أنّ قصة ذي القرنين تناولتها الآيات في محكم التنزيل بسبب إرسال مشركي قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى يثرب برسالة إلى أحبار اليهود.

كانت مفادها سؤال رسول الله عن بعض الأمور ومنها ذلك الرجل الطواف الذي بلغ مشارق ومغارب الأرض، وهو ذو القرنين.. إلا أنَّ هذا السبب لم يثبت يقينًا.

الدروس المستفادة من قصة ذي القرنين

• على الداعي أن يكون على علم بيّن بما يدعو إليه.
• إنّ الله يجازي من آمن وعمل صالحًا بدار النعيم، ومن اقترف من الإثم يجازيه عذابًا في الدنيا والآخرة.
• مهما بلغ المرء من مراتب الدنيا ورزقه الله بالعديد من النعم، عليه أن يشكر ربه ويعود إليه، تمامًا كما فعل ذو القرنين.
• تعفف ذو القرنين عن أخذ مقابل عن بنائه السد، فأخبر القوم بأن ما مكنه به ربه هو خير وأبقى.
• ضرورة التوكل على الله في كل الأمور، فهو من حسن إيمان المسلم.

لم يُذكر عن ذي القرنين في الأدلة النقلية وكتب التفسير إلا لمامًا، فالقصة الكاملة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا زالت بالنسبة إلينا من الغيبيات.