من هم الأسباط

شيماء الخطيب

الأسباط، من هم، ولما شموا بذلك الإسم، وما هي أسمائهم الحقيقية، موضوع جديد من نقدمه لكم عبر موقع فكرة، عن الأسباط وما هي قصتهم وحقيقة أمرهم.

من هم الأسباط

تعريف الأسباط :

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ” قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.

الأسباط جمع سبط، والسبط في اللغة: تعني ولد الولد أو ولد البنت أو الولد نفسه، وبمعنى آخر: القوم أو القبيلة، ولها الكثير من المعاني.

أما معنى لأسباط كما ذكرت في القرآن الكريم: هم اسباط نبي الله يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام من أبنائه الإثنى عشر.

الأسماء الحقيقية للأسباط :

أجمع أهَلْ العلم والتفسير أن الأسباط هم أحفاد نبي الله يعقوب عليه السلام من أبنائه الإثنى عشر، وكان يعقوب عليه السلام قد تزوج عددا من النساء أنجب منهن أبنائه الإثنى عشر.

وأسماء أبناء يعقوب عليه السلام الاثنى عشر هم:

يوسف، وبنيامين، وروبيل، ويهوذا، ولاوي، وشمعون، وايساخر، وزايلون، ودان، ونفتالي، وجاد، وعشير.

ولم تثبت نبوة أحدهم باستثناء يوسف عليه السلام، فهو نبي من الأنبياء مثل أبائه يعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم السلام جميعاً.

قصة الأسباط :

كما ذكرنا أن الأسباط هم أحفاد نبي الله يعقب عليه السلام من أبنائه اللإثنى عشر االذين ذكرناهم من قبل، وهم كما ثبت طوائف بني إسرائيل، فقد أجمع المفسرون أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعاً السلام.

وكن الأسباط مؤمنون بالله تعالى وموحدون به، ويعيشون مفي تآخي وسلام فيما بينهم، وكانوا يحكمون الأراضي المقدسة في فلسطين، وظلوا تحت سقف واحد ويداً واحدة حتى انتهى عهد نبي الله سليمان بن داوود عليهما السلام.

وبعد وفاة سليمان االحكيم عليه السلام انقسم الأسباط إلى قسمين، وشكلا حكومتين  هما حكومة إسرائيل وحكومة اليهود.

وكانت حكومة إسرائيل هي التي حكمها بناء يوسف عليه السلام، أما حكومة اليهود كان يحكمها أسباط يعقوب عليه السلام العشرة وسمين باليهود نسبة إلى يهوذا بن يعقوب.

عاش أسباط يعقوب عليه السلام العشرة في المنطقة الجنوبية من الأراضي المقدسة، ومن ثم أأطلق عليهم لأسباط المفقودة، ثم سكن أسباط النبي يوسف عليه السلام في المنطقة الشمالية من الأراضي المقدسة.

وقد نمت الذرية وترعرعت وكونوا ذراري كثيرة وشعوباً وقبائل، ووصلت ذرية كل سبط منهم إلى آلاف الآلاف من البشر، حتى يقال أن ذرية يوسف عليه السلام وحده وصلت إلى نحو أكثر من سبعون ألف.

والثابت أن الأسبااط واالغالبية العظمى من ذريااتهم ونسلهم كانوا صالحين مؤمنين بالله تعالى وموحدين به.

دلائل من القرآن على أن الأسباط هم من نسل يعقوب عليه السلام :

ذكر الله تبارك وتعالى الأسباط في عدة مواقع في القرآن الكريم، والمقصود بهم أحفاد يعقوب لذين جاءوا من ذريته الاثى عشر ولداً، وهم ليسوا جميعاً أنبياء على أرجح الأقوال، ومنالآيات التي ذكر فيها الأسباط وتدل على أنهم بنء يعقوب أو أحفاده كما رجح العلماء:

“وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة الأعراف.

“وَمَا  أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ 

“وَمَا  أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ 

“وَأَوْحَيْنَا  إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ 

“أَمْ  تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ”،سورة البقرة.

هَلْ الأسباط هم النقباء :

اختلف الكثير في كون الأسباط هم النقباء من بنوا إسرائيل أم لا ؟، واختلط الأمر عليهم حيث أن عدد الأسباط اثني عشر سبطاً وعدد النقباء اثني عشر نقيباً، ولكن الأسباط مختلفون عن النقباء.

فالأسباط هم الإثني عشر ابناً لنبي الله يعقوب عليه السلام ثم نمت ذرياتهم وانتشروا في البلاد، أما النقباء فهم اثني عشر نقيباً اختارهم الله من بني اسرائيل، والعيون التي فجرت بيد موسى عليه السلام اثني عشر عيناً أيضاً كانت لبنو إسرائيل كي يشربون منها ويرتوون.

ومن الثابت أن الأسباط كانوا موجودين قبل النقباء بفترة من الزمان، وكان النقباء بينهم وبين الأسباط حوالي ستمائة عام.

كما أن الله تعالى ذكر الأسباط في مواقع في القرآن وذكر النقباء في مواضع أخرى في تفاصيل الميثاق الذي أخذه على بني إسرائيل، فيدل ذلك على أن الأسباط كانوا بزمان غير زمن النقباء، ولا يوجد أي تشابه بينهم على الإطلاق.