لماذا حرم الله تعالى النمص

شيماء الخطيب

النمص، ما هو، وما حكمه، وما رأي الطب فيه، أمور تكاد تكون بسيطة في نظرنا نراها لا تأثير لها ولكن لم يترك الإسلام شيئاً خاصاً بالإنسان إلا أوضحه وبين الحكمة في ما إذا كان حلالاً أم حراماً، واليوم نتعرض لموضوع النمص ونتعرف ما هو ما هو حكمه وكيف ينظر الشرع إليه وما رأي الطب فيه وذلك من خلال مقالنا اليوم عبر موقعكم موقع فكرة.

 

النمص ما هو :

يعرف النمص على أنه النتف.

وهو نتف الشعر وإزالته من الوجه والحاجبين، بغرض تحسين الشكل وترتيبه، أو تغيير رسم الحاجبين وتشكيلهما بشكل جديد.

وكان النمص قديماً يقتصر على النساء فقط أما الآن فأصبح بعض الرجال يفعلونه أيضاً.

حكم النمص في الإسلام :

اجتمع أهَلْ العلم على أن النمص حرام شرعاً وأنه ملعون من يفعل ذلك، وهذا لأنه تغيير في خلق الله تعالى وتدليس وخاصة للذين لم يتزوجوا بعد فيكون تدليس على الخاطب.

أدلة التحريم من السنة النبوية على النمص :

رويت عدة أحاديث اشتملت جميعها على تحريم النمص مطلقاً ولم يستثنى منها شيئاً، ونسرد اليوم الأدلة من السنة والأحاديث النبوية الشريفة على ذلك:

  • في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله.

  • قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما لي لا ألعن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”.

  • روى أبو داوود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء”.

  • عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي خَيْرُ الْجَعَافِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله النَّامِصَةَ وَ الْمُنْتَمِصَةَ وَ الْوَاشِرَةَ وَ الْمُسْتَوْشِرَةَ وَ الْوَاصِلَةَ وَ الْمُسْتَوْصِلَةَ وَ الْوَاشِمَةَ وَ الْمُسْتَوْشِمَةَ”

رأي آخر في حكم النمص :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي خَيْرُ الْجَعَافِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله النَّامِصَةَ وَ الْمُنْتَمِصَةَ وَ الْوَاشِرَةَ وَ الْمُسْتَوْشِرَةَ وَ الْوَاصِلَةَ وَ الْمُسْتَوْصِلَةَ وَ الْوَاشِمَةَ وَ الْمُسْتَوْشِمَةَ”

في هذا الحديث أوضح الراوي وهو علي بن غراب معنى النمص وأن المراد به هو نتف الشعر وهو ما يتطابق مع المعنى اللغوي للنمص حقيقة، ولكن لماذا حرم الله النمص، ومن ناحية أخرى هناك أحاديث وردت عن تزين المرأة لزوجها واهتمامها بزينتها له ومن بين الزينة الظاهرة نتف شعر الوجه وترتيب الحاجب، وفيه القول بأن الزينة للزوج لا بأس بها طالما لم يكن هناك تدليس ولا تزوير.

فالحكم بالتحريم كان من أجل أن لا يكون هناك تدليس عند خطبة أحد الرجال للمرأة، ولكن يستحب للمرأة أن تتزين لزوجها وتهتم بنظافتها وزينتها له.

وقد رجح العلماء أن ما فيه نص صريح ولا يوجد فيه استثناءات يؤخذ كما هو فالنمص حرام بنص الحديث.

رأي الطب في النمص :

لم يحرم الله شيئاً على الانسان إلا وكان في تحريمه رحمة به ودفع ضرر وأذى عنه، ولما كان النمص محرماً شرعاً فهناك آراء من أهَلْ الطب يعللون ذلك التحريم طبياً، وهي:

  • في أوقات كثيرة تحدث التهاب للنسيج الخلوي حول العين بسبب نتف الحاجبين.
  • قد يتسبب في نقل العدوى نظراً لاستخدام أدوات غير معقمة.
  • قد يؤدي النمص إلى اإصابة بالسرطان نتيجة تأكسد الدمم وتحول الخلايا على مرور السنين.