لماذا حرم الله التبني

شيماء الخطيب

التبني، ما هو، ما حكمه، ما سبب تحريمه، موضوع جديد نتطرق إليه من خلال مقالنا اليوم عبر موقعنا موقع فكرة عن التبني ولماذا حرمه الله تعالى وما الحكمة في ذلك وحكم الكفالة في الإسلام ما هو هذا ما سنعرضه لكم اليوم.

ما هو التبني :

يقصد بالتبني عملية يفترض فيها أن شخص ما يعطي الأبوة لشخص آخر، ولكن ليس ابنه حقيقة، وكان في الجاهَلْية يتبنى الرجل غير ولده فييجعله كالابن المولود له.

ما هو حكم التبني في الإسلام :

قال الله تبارك وتعالى: ” ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ”.

فالآية الكريمة صريحة وقد أوضحت أن كل شخص يجب أن يدعى باسم أبيه الحقيقي ولا يجب أن يدعوه أحد آخر ليس أبيه.

وكان التبني في الجاهَلْية معروفاً ومنتشراً بكثرة، حتى أن زيد بن حارثة كان يدعى زيد بن محمد صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة وفيها أمر بأن كل فرد يدعى لأبيه.

وأقر الإسلام أنه يجب أن تنسب الناس لآبائهم الحقيقيين ولا يجوز بأي حال من الأحوال التبني لأي إنسان مهما كان.

وبذلك يكون التبني حراماً ولا يجوز أن يتبنى أي انسان فرداً آخر ليس ولده وأنه يجب أن ينسبوا إلى آبائهم ولا ينسبون إلى غيرهم.

أما بالنسبة للكفالة والتربية فلا بأس بذلك حيث أنه يجوز تربية ولد الغير ورعايته إلا أنه يظل نسبه لأبيه ولا يينتقل نسبه لمن ربوه.

لماذا حرم الله تعالى التبني :

لم يحرم الله شيئاً قط إلا وكانت له أسباباً لتحريمه وحكمة في ذلك، ولم يمنع الله تعالى المسلمين من أمر وابعدهم عنه إلا وكان لهم في بعدهم عنه خيراً كثيراً، وفي موضوعنا اليوم نتطرق لبعض القضايا الهامة التي تبناها الإسلام، وهي قضية التبني والتي كانت قديماً في الجاهَلْية منتشرة بشكل كبير آنذاك، ولقد حرم الله تعالى التبني بتصريح صريح وواضح في كتابه الكريم، كما أمر الله تعالى بدعوة كل شخص لأبيه ولا يجب أن ينتسب لشخص غير أبيه، حتى وإن كان هذا الشخص هو من رباه وتكفل بإعالته ورعايته طوال حياته، وهناك أسباباً عدة لتحريم التبني وهي:

  • أن الشخص المتبنى يأخذ حقاً غير حقه لم يفرض له مثل الميراث، وبه يتم حرمان غيره من نصيبه الأصلي من الميراث.
  • حرم التبني منعاً لاختلاط الأنساب بين الناس.
  • عدم انتشار الفواحش وذلك لأن الشخص المتبنى عندما يكبر سواء شاباً أو فتاة قد يراودهما شعوراً داخلياً وعواطف مخالفة لعواطف البنوة وذلك لعدم أخذ الأب والأم الحقيقيين حكم الأبوة فعلاً، مما قد ينتج عنه كوارث، ومما يدل على ذلك ما حدث مع نبي الله تعالى يوسف عليه السلام وامرأة العزيز التي قامت بتربيته وعندما كبر وأصبح شاباً يافعاً راودته عن نفسه ولولا أنه نبي من الله ومعصوم من الخطأ لكانت العاقبة وخيمة، فلذلك أيضاً حرم التبني.

ما حكم الكفالة في الإسلام لشخص آخر :

لم ينهى اللإسلام عن الكفالة سواء لليتيم أو لغيره ممن يحتاجون الرعاية والكفالة المادية والإحسان لهم وتوفير مل يلزمهم من مؤن الحياة، حتى وإن أقام المكفول في بيت الكفيل فهذا يكون من باب العطف والإحسان وليس من باب التبني، فلا يرثه ولا يكون له حقوق الأبناء على آبائهم ولا غير ذلك من صلة النسب، ولكن يؤجر الكافل عند ربه على فعل الخير ويحيا المكفول حياة كريمة تضعه على الطريق الصحيح بدلاً من أن كان يضل الطريق ويسلك سلوكاً خاطئاً.

والكفالة على عدة أنواع، كفالة لليتيم مثلاً من مأكل وملبس ومشرب ومسكن، وكفالة للمحتاج وكفالة للمسكين وكفالة للصغير الذي لا يقوى على العيش بمفرده، وكفالة لمن لا يعقل ولا يحسن التصرف وغيرها، وجميعها تجوز في حدود الشرع كما ذكرنا سابقاً دون تبني أو ادعاء الأبوة له زيفاً.