لماذا حرم الله الربا

شيماء الخطيب

الربا، ما هو الربا، وما حكمه، وما جزاء الرابي والمرابي، ولماذا كان الربا من المحرمات،موضوع جديد نقدمه لكم عبر موقعنا موقع فكرة عن الربا وكل ما يخص الربا من مسائل فقهية، وذلك خلال مقالنا اليوم.

لماذا حرم الله الربا

الربا ما هو :

قال الله تعالى ” الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.

يعرف الربا بأنه المكاسب التي تأتي عن طريق استغلال أو ظلم في أعمال التجارة.

وفي اللغة يعرف الربا عل أنه الزيادة من ربا يربو ومن الربوة.

واصطلاحاً يعني زيادة مخصوص في أنواع المعاوضات أو في تأخير في العوضين، أو أحدهمان وهو كل زيادة مشروطة مقدماً على رأس المال مقابل الأجل وحده.

ما حكم الر با في الإسلام :

الربا كما ذكرنا هو الزيادة التي تأتي عن طريق الاستغلال في التجارة أو غيرها من المعاملات المالية، وقد أجمع أهَلْ العلم والفقهاء على تحريم الربا وعدم جواز التعامل به نهائياً، كما أن من تعامل بالربا ملعون من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أدلة تحريم الربا من القرآن والسنة النبوية :

وردت آيات التحريم في الربا كثيرة معظمها في سورة البقرة وهي أطول سورة في القرآن الكريم تشتمل على الكثير من الأحكام والعبر والمواعظ، ونستدل بتلك الآيات الكريمة على تحريم الربا وعدم جواز التعامل به:

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}.

قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.

قوله سبحانه: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا .وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ }.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم التعامل بالربا وأقر بتحريمه على الأمة الإسلامية وأخبر بأن من تعامل به ملعون والدليل على ذلك هو:

ما أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله  صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله» .

قال مغيرة: قلت لإبراهيم: وشاهديه وكاتبه؟ فقال: إنما نحدث بما سمعنا.

وفي رواية الترمذي وأبي داود: «لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه».

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذهب بالورق ربا، إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا، إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا، إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا، إلا هاء وهاء».

أسباب تحريم الربا :

لم يحرم الله تعالى شيئاً بدون أن يكون له أسباب حتى يستطيع العقل البشري أن يفهم ذلك ويدرك لماذا منع الله عنه أو حرم الله تعالى عنه شيئاً، فالعقل البشري بتفكيره يريد دائماً تعليل ما يقال له، ولما كان الربا منتشراً في عهد الجاهَلْية وجاء الإسلام بتحريمه كان لابد من أن تكون هناك أسباب لذلك:

  • الربا كما ذكرنا سابقاً أخذ أموال من الناس بزيادة بمعنى أن من اقترض درهماً يرده درهمين وهذا يكون شرط المقرض حتى يدفع للمقترض ما يريد من أموال، فيكون فيه استغلال لحاجة الغير، وهو محرم في الإسلام أخذ مال مسلم دون عوض.
  • لما كان في الربا سهولة ويسر في تحصيل أموال إضافية وكثيرة دون جهد وتعب فسوف يظل الغني بدون عمل لمجرد أنه يقرض الناس ويسترد ماله ضعفاً وضعفين وثلاثة حسب المدة دون عناء.
  • الربا يزرع الضغائن في النفوس ويجعل الطيبات تنقرض ببين الناس وتندثر فلا يصنع المعروف ولا يكون هناك مساعدة للناس فيما بينهم.
  • من يقرض الناس غالباً يكون الغني الذي يملك المال، والمقترض فقيراً وإجازة عقد الربا يكون تمكين للغني أن يأخذ أموال زيادة من الفقير دون وجه حق ولكنه مجرد استغلال لحاجة الفقير للمال في البداية.
  • أخيراً أن ما يثبت تحريمه في القرىن الكريم والسنة النبوية المطهرة يجب أن يتم تنفيذه دون جدال.

قال الله تعالى: ” ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”.