لماذا حرم الله تعالى الزنا

شيماء الخطيب

الزنا، أضراره، حكم الزاني، سبب تحريم الزنا، موضوع جديد نتطرق إليه اليوم من خلال موقعنا موقع فكرة نعرض فيه حكم الزنا وسبب التحريم وأنواعه وما عقوبة الزاني، كل ذلك من خلال مقالنا اليوم.

ما هو الزنا :

الزنا مصطلح مرادف للفحشاء، والرذيلة، وهو إشارة إلى إقامة علاقة جنسية بين رجل وامرأة بدون وجود زواج شرعي.

حكم الزنا في الإسلام :

حرم الإسلام ممارسة العلاقات الجنسية بدون وجود إطار شرعي يحكم تلك العلاقات وهو الزواج الشرعي الصحيح، المتعارف عليه بين الناس، أو ما ملكت يمين الرجل من إناث، هاتان هما الحالتان التي تكون فيها العلاقات الجنسية حلالاً.

وعلى ذلك فقد أجمع العلماء وأهَلْ العلم والفقهاء أن الزنا محرم تحريماً نهائياً، ولا تحل أي علاقة جنسية بين رجل وامرأة دون زواج شرعي.

أدلة تحريم الزنا :

حدد الإسلام شكل العلاقات بين الرجال والنساء ووضع ضوابط وقواعد تعمل على عدم الاختلاط الذي ينتج عنهه ارتكاب الفواحش والمعاصي، والزنا، وجعل العلاقات لها شكل وإطار ديني وقد حدد أيضاً مظهر المرأة في ملابسها حتى لا تثير فتنة الرجال فيقع المحظور.

وهناك أدلة كثيرة على تحريم الزنا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ونقدم اليوم ىيات القرآن الكريم التي تحدثت عن الزنا وعقوبته:

قال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. سورة النساء.

قال تبارك وتعالى:  {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. سورة النور.

قال الله تعالى { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. سورة الإسراء.

قال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}. سورة المؤمنون.

قال عز وجل: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانً}. سوررة الفرقان.

قال تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. سورة النور.

وقد أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على تحريم الزنا في أحاديثه الشريفة ومنها:

قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزن وهو مؤمن”.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: “إذا زنى العبدُ خرج منه الإيمانُ فكان على رأسِه كالظُّلَّةِ، فإذا أقلع رجَعَ إليه”.

 

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “إذا ظهر الزِّنا والرِّبا في قريةٍ فقد أحلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ”.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله قال: “ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ”.

حد الزنا في الإسلام :

الزنا من الكبائر التي حرمها الله تعالى ورسوله، ومن الكبائر التي وضع لها عقوبة في الإسلام في الدنيا، وتنقسم عقوبتها تبعاً للشخص والحالة الاجتماعية فالأعزب والبكر لهما عقاب والثيب والمحصن لهما عقاب آخر، ونوضح عقوبة كل صنف منهما فيما يلي:

عقوبة الزنا للغير متزوج أو البكر :

إذا ثبتت واقعة الزنا على غير المتزوج من الشاب والفتاة عند الحاكم المسلم فيجب إقامة الحد عليهما وهي الجلد مائة جلدة لكل منهما أي يجلد الشاب مائة جلدة والفتاة مائة جلدة والتغريب من البلد لمدة عام، دون رأفة وهذا ما أمر الله تعالى به.

عقوبة الزنا للمحصن والمحصنة ( المتزوجون):

أما المحصن أو المتزوج والمتزوجة الذي قد وطأ زوجة له في زواج صحيح والتي وطأها زوجها في زواج صحيح، فعقابهما الرجم حتى الموت لكل منهما، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحدود والعقوبات وكذلك كل شيء حسن وسيء، ولم يفرق بينهما أبداً.

قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ . الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: خُذوا عني، قد جَعَل الله لهنّ سبيلاً، البكْر بالبِكْر جَلْدُ مائة وتغريب عام، وعلى الثيب الرجم”.

هَلْ للزنا كفارة :

قال الله تعالى: ( إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).

فبهذه الآية تكون كفارة الزنا التوبة، ولكن يجب أن تكون توبة نصوحاً أي يترك المسلم الزنا ويبتعد عنه نهائياً ويتجنب الاقتراب من أي فعل يقربه من الزنا ويلزم الطاعات والأعمال الصالحة التي تقربه من الله تعالى وتصلح شأنه ويتضرع إلى الله تعالى بالدعاء والتذلل والندم على ما فعل كي يقبل الله تعالى توبته،التوبة تشمل جميع الكبائر ما عدا الشرك بالله تعالى، بالمؤمن أوهبه الله تعالى طريقاً لتكفير ذنوبه وهو التوبة الحق، وعليه فيجب أن يسلك الطريق الصحيح ليت

السبب في تحريم الزنا :

من الواجب على المسلمين أن يمتثلوا لأوامر الله تعالى دون أن تبدى لهم الأسباب، فالمؤمن الحق يتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقربه من االله تبارك وتعالى وهو طريق الفلاح والصراط المستقيم، فكان أول الأسباب أن يمتثل المسلمون لأوامر الله تعالى.

  • أول أسباب تحريم الزنا بعد الامتثال لطاعة الله تبارك وتعالى هو الغيرة على العرض، وهي الفطرة التي فطر الله الانسان عليها.
  • عدم اختلاط الأنساب فلا يعرف من ابن لمن ولا يعرف ما له وعليه من حقوق وما هو محرم وغير محرم بالنسبة له من باقي أفراد الأسرة.
  • الزنا يدمر البيوت ويفسدها ويشتت شملها فكان التحريم من باب المحافة على البيوت المسلمة والحياة الأسرية.
  • من بين العواقب الربانية لجريمة الزنا انتشار الأمراض والأوبئة مثل السيلان والإيدز، وهي أمراض موبئة تتسبب في الوفاة ولا تنتشر إلا عن طريق الرذيلة والزنا، فكان التحريم للحماية من تلك الأمراض.
  • الحفاظ على المرأة وعدم سلبها كرامتها وعدم وضعها كسلعة تباع وتشترى أو متاعاً يورث، فجاء الإسلام للمحافظة عليها وعلى حقوقها ووضع كرامة لها.
  • أيضاً المحافظة على النفس من انتشار الجرائم وارتكابها فمن يعرف أن زوجته زانية أو أخته أو ابنته قد يقوم بقتلها هي ومن زنى بها أيضاً، فيكون ارتكب جريمة وضاعت نفسه.