هل يرث أبناء الأخ من عمتهم

هل يرث أبناء الأخ من عمتهم؟ وهل يوجد فرق بين الإخوة لأب والإخوة الأشقاء؟ وهل ترث العمة أبناء إخوتها؟ ذلك أن الله عز وجل قسم الميراث، وفرض الفرائض بما فيه نفع ومصلحة للجميع، وكان حجْب من حُجِب، وتوريث من قدّر الله له فرضًا من عظيم حكمته سبحانه، ولما كانت إقامة حدود الله فرض على كل مسلم، وجب العلم بمن يرث ومن لا يرث، وهذا ما نوافيكم إياه عبر موقع فكرة.

هل يرث أبناء الأخ من عمتهم؟

• أبناء الأخ، سواء كان شقيقًا أو لأب يعتبروا من الورثة، لذا فإنهم يرثون من عمتهم، بيد أن لذلك شروطًا.
• عدم وجود أصل ذكر وارث: وهم (الأب- أب الأب، وإن علا بمحض الذكورة).
• عدم وجود أخ شقيق أو أخ من الأب.
• عدم وجود فرع ذكر وارث للميت: وهم (ابن، ابن الابن وإن نزل بمحض الذكور).
• يختص ابن الأخ لأب بشرط آخر، هو عدم وجود ابن أخ شقيق، فعند وجوده يُحجب ابن الأخ للأب.
• فإذا توافرت كافة تلك الشروف في أبناء الإخوة فإنها ترث، وإلا فلا.
• ابن الأخ لأم لا يرث مطلقًا؛ لأنه ليس من الورثة، وإنما من ذوي الأرحام.

اقرأ أيضًا:  ما هو مقدار الثمن من الميراث 

ميراث أبناء الإخوة

1- حالات أبناء الأخ الشقيق

• يعد أبناء الأخ من الورثة بالتعصيب، أي أنهم عصبات بالنفس، من ثم ليس لهم فرضًا مقدرًا شرعًا.
• يأخذ أبناء الإخوة في حالة عدم وجود أحد من أصحاب الفروض جميع المال، أو يأخذون ما تبقى من التركة بعد أخذ أصحاب الفروض أنصبتهم المقدرة شرعًا.
• ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن عبد الله بن عباس: “أَلْحِقُوا الفَرائِضَ بأَهْلِها، فَما بَقِيَ فَهو لأوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ.”
• في حال وجود أبناء وبنات أخوة أشقاء، فإنهم يرثون للذكر مثل حظ الأنثيين، وذلك عملًا بقوله تعالى: “وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ…” [النساء: 176].

2- حالات أبناء الأخ لأب

• إذا توافرت في أبناء الإخوة لأب كافة الشروط اللازمة لأجل استحقاقهم الإرث، فإنهم يرثون كذلك بالتعصيب.
• في تلك الحالة إما يأخذون جميع المال في حال لم يوجد صاحب فرض، أو نصف التركة عند وجود صاحب فرض.

3- حالات أبناء الأخ لأم

• لا خلاف بين أهل العلم على أن أبناء الأخ لأم لا يرث، وذلك في حال وجود صاحب فرض غير الزوجين، أو في حالة وجود أحد العصبات.
• إذا لم يوجد أي وارث للميت، بأن انعدم أصحاب الفروض والعصبات.. فقد اختلف أهل العلم في إرث أبناء الأخ لأم في تلك الحالة أم لا.
• القول الأول: أنهم يرثون كامل الميراث في تلك الحالة؛ بسبب عدم وجود أي صاحب فرض أو عصبة، في تلك الحالة يرثون ما تبقى من المال في حال وجود أحد الزوجين، وهذا ما ذهب إليه الحنفية والحنابلة.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم توريث أبناء الإخوة لأم مطلقًا، سواء تواجد أحد الزوجين أم لا، وأنه في حال عدم وجود أي فرد من الورثة، فإن المال يذهب إلى بيت مال المسلمين، وإذا وجد أحد الزوجين فإنه يأخذ فرضه، وما بقي يذهب لبيت المال، وهو قول الشافعية والمالكية.

اقرأ أيضًا:  شرح كيفية تقسيم الميراث في السعودية حساب المواريث 

هل العمة ترث؟

• بينما توجد حالات يرث فيها أبناء الإخوة عمتهم، وحالات أخرى يمتنعون من الميراث.. فإن العمة لا ترث مع وجود أحد العصبات، أو أصحاب الفروض.
• ذلك أن العمة ليست من أصحاب الميراث، وإنما هي من ذوي الأرحام.
• بيد أنه في حال وجود الزوجة.. فقد وقع الخلاف بين أهل العلم في إرثها من عدمه، الراجح أن الزوجة تأخذ فرضها كاملًا، وما بقي من المال وُزّع على العمة ومن معها من ذوي الأرحام.

إن علم الفرائض من أعظم العلوم التي حث عليها رسول الله، كما أخبر بأنها نصف العلم، لذا لا ينبغي للمسلم أن يجهلها، من أجل إقامة حدود الله على الوجه الأكمل.