علاج القلق وعدم النوم بالقرآن والسنة النبوية

احمد المدبولي
  • كثيرا ما يشعر الإنسان بالأرق وقلة النوم، وهو ناتج عن التفكير الزائد والقلق، فيكون الأمر بالنسبة له مزعج جدا، ويسبب له مشاكل وأزمات صحية ونفسية.
  • والأرق وقلة النوم يكون مقدمة لزمات عديدة تواجه الشخص قد تكون نفسية وقد تكون صحية، إذا لم ينتبه سريعا ويتدارك الأمر، لأن عقب الانسان هو ما يديره، وإذا حدث به خلل فهذا يُعنى أن هناك شئ ما، ومن ضمن هذا الخلل قلة النوم.
  • حيث أن النوم من العوامل الطبيعية لعقل الإنسان، لأنه يمد الجسم كافي بالراحة، وحدوث خلل وارتباك في النوم قد يكون له أسباب أخرى يجب التعرف عليها سريعا.

القلق وقلة النوم : 

  • يحتار الإنسان كثيرا على سريره وهو غير قادر على النوم، أو ينام بشكل متقطع وغير منتظم، فيستيقظ كثيرا في أوقات الليلة، ويتعرض للصداع نتيجة قلة النوم، فهو يريد النوم ولكنه غير قادر  على الانخراط فيه أو الحصول على قدر كاف منه.
  • فيقف ليسأل نفسه لماذا لا ينام، من المؤكد أنه يفكر في شئ، أو هناك شئ ما يثير قلقه أو يثير مخاوفه يجعله عقله يعمل باستمرار ولا يتوقف من أجل النوم.
  • ويعتبر الكثير أن القلق أو قلة النوم هو عبارة عن هروب من المشاكل عن طريق خلق مشكلة جديدة، وقد يحدث القلق أثناء النوم للإنسان أمور محمودة مثل أن يقلق الإنسان خشية من الله ومن تقصيره، أو خوفا من المستقبل أو من الأيام القادمة.
  • وينقسم الأرق الى قلق مؤقت نتيجة ازمة بسيطة او أرق حاد مستمر لفترات طويلة، أو أرق مزمن يسبب أزمة كبيرة للشخص المريض.

تأثير القلق وقلة النوم : 

  • يسبب القلق وقلة النوم مشاكل وتدهور في صحة الإنسان النفسية والجسدية، ويعتبر مرض إذا كان مستمر لفترات طويلة واذا ارتبط بظروف وعوامل معينة.
  • وقد يكون نتيجة أزمة نفسية تعرض لها الانسان في سن مبكر، ويظهر آثار الأرق على صحة الإنسان وعلى شكله ومظهره العام وعلى تفكيره وذهنه، وبالتالى يؤثر بالسلب على حياته وعمله حتى يصبح مثل الكابوس الذي يجب التخلص منه.

القلق في الاسلام : 

  • هناك كلام مختلف ومتباين عن القلق في الاسلام، فهناك القلق المحمود وهو الخوف من الله والقلق من ارتكاب المعاصى، وهذا مطلوب لأنه يجعل الإنسان يتبع الطريق الصحيح ويبعد عن ارتكاب الذنوب، حتى ولو ارتكب الأخطاء، فإنه يحرص على الابتعاد عنها.
  • أما هناك القلق من المستقبل أو من الموت أو أقدار المولى عز وجل، وهذا القلق قد يكون نابع من ضعف في الإيمان، وعدم التوكل على الله، وترك المستقبل والأقدار بيده سبحانه وتعالى هو من يدير الأمور، حتى يجعل نفس الإنسان مطمئن.

علاج القلق وعدم النوم بالقرآن : 

  • منح المولى عز وجل في كتابه الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ما يمكن الإنسان من محاربة الوساوس التي تسبب الأذى للإنسان وتجعله في حالة قلق.
  • فهناك آيات الرقية الشرعية آيات طرد الشيطان وايات قرانية تجعل الإنسان يشعر بالاطمئنان والأمن والأمان. 
  • استخدام قوة القرآن الكريم يساعد الإنسان على طرد الشيطان والتمكن من الحصول على النوم ويشفي من الأمراض، وهناك من الآيات ما هو علاج من الأرق، مثل ما يلي، قراءة آية الكرسي، التي تقول” اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.
  • أيضا قراءة آخر آيتين من سورة البقرة،والتي تقول “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

السنة النبوية في علاج الأرق والقلق : 

  • رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأفعال حتى تساعد الإنسان على النوم بسهولة في كل ليلة.
  • حيث وعن عائشة رضي الله عنها، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِي كفيه وقَرَأَ فِيهِما: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، ويَبْدَأُ سيد الخلق أن يمسح بهِما علَى رَأْسِهِ وعلى وَجْهِهِ وعلى ما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، ويَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ قبل النوم.
  • روى عن الترمذي قال: شكى خالدٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله؛ ما أنام الليل مِن الأرَقِ.
  • فقال له النبي صلى الله عليه وسلم،إذا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ “اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَواتِ السَّبْع وَمَا أظَلَّتْ، ورَبَّ الأرَضِينَ، وَمَا أَقَلَّتْ، وربَّ الشَّيَاطينِ وما أضَلَّتْ، كُنْ لَى جاراً مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جميعاً أنْ يَفْرُطَ علىَّ أحدٌ مِنْهُمْ، أَوْ يَبْغيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُك، وجَلَّ ثَنَاؤُكَ، ولا إلهَ غَيْرُك”.
  • وعن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جده أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كان يُعَلِّمُهم مِنَ الفَزَعِ “أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التامَّةِ مِنْ غَضِبهِ، وعِقَابِهِ، وَشرِّ عِبَادِه، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وأعُوذُ بِكَ رَبِّ أنْ يَحضُرُونِ”.

أقوى سلاح لعلاج القلق : 

  • الإيمان بالله والتوكل عليه والرضا بقضائه وقدره من أقوى الأسلحة التي تقضي على القلق، وبقدر ايمان الانسان بربه، بقدر احساسه بالأمن والأمان والاطمئنان.
  • سلاح الإيمان يساعد الإنسان على أن يعيش حياة كريمة، ومهما تعرض الى فواجع الأقدار ومصائب وأزمات فإن الإيمان بالله والصبر، تجعل من الانسان شخص قوى قادر على مواجهة كل ما يتعرض له في حياته.