قصص الحلقة الثانية الموسم التاسع مسلسل صراع العروش

دكتور عمرو زيدان

 

سنتابع في هذا المقال الحلقة الثانية من الموسم التاسع في تكملة افتراضية لأحداث المسلسل الشهير ” صراع العروش ” من خلال موقع فكرة في سيناريو خاص للموسم التاسع من المسلسل .

  • وبامكانكم متابعة الحلقة الأولي من هنا

 

الحلقة الثانية الموسم التاسع

(◕2Game of Thrones s09e01 ◕)

(◕ Game of Thrones s09e02 ◕)

〠 Chapter Two : ” Ice & Fire “

– Adult content & Adult language
– Nudity & Violence Writing +18

 

 

  • ما وراء الجدار – Beyond the Wall

 

** استمر جون وصديقته الجديدة ايفلين ورجال الهمج في مطاردتهم لذئبه الأبيض بعيونه الزرقاء الجديدة والذي انطلق بعيدا عنهم الي أنياب الصقيع في تلك الليلة شديدة الظلام وليثير خلفه الكثير من التساؤلات، كانت الأشجار تتشابك في الظلام من شدة الرياح ولكن القمر كان مكتملا في ذلك اليوم وكان ضوءه ينعكس في السيوف لينير لهم الطريق في رحلتهم مجهولة المعالم والمخاطر.

وكانت الرياح الباردة تصدر صوتا خفيفا اثر تصادمها مع أوراق الأشجار الكثيفة كأنها تعزف لحنا لهم لتشجعهم علي المضي قدما في رحلتهم المرهقة تلك مع الثلوج الكثيفة، لكن الصوت أصبح غريبا فجأة بعض الشيء عن ذلك العزف فتوقفوا عن السير وسكنوا في أماكنهم لا يتحرك شيء الا معاطفهم الثقيلة بسبب الرياح.

– ” ثمة شيء قادم نحونا علي ما يبدو” قال أحد رجال الهمج

أنصت جون قليلا الي مصدر الصوت الذي يقترب شيئا فشيئا، وكانوا جميعا مستعدين للهجوم ” أعتقد أنه قد يكون دبا عملاقا حدث هذا من قبل، استعدوا” قال جون

وكما توقع جون ظهر ذلك الدب وكان أكبر حجما عن ذلك الذي توقعه، وبدأت احدي أيدي رجال الهمج بالارتجاف الشديد عند رؤية ذلك الدب.

– ” فقدت شخص بسبب احد الدببة من قبل وكان أقل حجما من هذا، لا نريد أن نفقد أحد مننا الآن لدينا مهمة أهم” قال جون مشجعا رفاقه

أصبح ذلك الدب العملاق علي بعد أمتار قليلة والسيوف تلمع اثر انعكاس ضوء القمر المكتمل عليها استعدادا للهجوم، لكن سهمين فقط كانا كفيلين باصابة عيني الدب وجعله لا يري الا اللون الأسود الداكن الي الأبد.

– ” لماذا تنظرون الي أنا فقط قمت بتسهيل المهمة عليكم لا أكثر .. ما زال لديكم عمل تؤدوه اذهبوا واقضوا عليه” قالت ايفلين

ابتسم جون وانطلق رفقة رجاله وقاموا بقتل ذلك الدب الضخم بسهولة بعدما فقد عينيه، ثم ذهب الي ايفلين ” لم أكن أعلم أنك جيدة في الرماح أيضا” قال جون لها

– ” تهديدي تلك الفتاة بالسيف لا يجعلني جيدة مع السيوف أكثر .. أنا أجيد الرماية أكثر من المبارزة بالسيف” قالت ايفلين

– وتابعت ” الرجال الشجعان أغبياء، لماذا تنتظر عدوك القادم من بعيد بكامل قوته مشيرا سيفك اليه فقط وأنت بامكانك القضاء عليه بسهم واحد من مكانك أو اضعافه حتي”

– ” يبدوا أنك قد تكونين أفضل منها حقا” قال جون مبتسما

– ” لا أحب تلك المقارنات، لكن عندما تتحدث معي مرة أخري لا تقم بذكرها مجددا اذا أردت أن تحتفظ بلسانك” قالت ايفلين

– ” تبدوا كصفقة عادلة” رد جون ضاحكا

– ” حسنا .. كيف ماتت؟” قالت ايفلين

– صمت جون لوهَلْة .. ” أصيبت بسهم في قلبها ” رد جون متعجبا

– ” لماذا ترددت في الاجابة؟ أنا فقط لدي الحق بالسؤال عنها لا تخف لن أقوم بقطع لسانك القصير” قالت ايفلين مبتسمة

– ” دعني أخبرك كيف ماتت ملكة التنانين اذن” قال جون

– ” لقد قمت بطعنها بسكين في قلبها، ما رأيك هَلْ ستقطعين لساني أم ستهربين من امامي حتي لا تلاقي نفس مصيرها” تابع جون

– ” يبدوا أنك بدأت تروقني، ولمعلوماتك قد تكون أول من يفعل ذلك” قالت ايفلين

– ابتسم جون لها وقال لرجاله ” هيا أسرعو لا نريد قضاء باقي حياتنا بَحثا عن جوست”

 

 

  • القلعة السوداء – CASTLE BLACK

** وصل تورمند الي الجدار سريعا وطلب بارسال رسالتين واحدة الي الشمال والأخري الي الجنوب والرسالة تنص أن آخر ذئاب عائلة ستارك تم قتله وتحولت عينيه الي اللون الأزرق والقاتل ما زال غير معروف وجون يقود الآن رحلة لايجاد ذئبه وليعرف الفاعل.

 

 

  • فاليريا – Valyria

** كما وصل داريو نهاريس رفقة كينفارا وأربعة من رجاله الي ( فاليريا) ، وقاموا بالابحار بمركب صغير بَحثا عن اي أثر للتنين، وكانت السماء صافية في فاليريا والمياه هادئة، لكن كما كان متوقعا تم الهجوم عليهم باثنين من الرجال المتحجرين.

– ” حافظ أنت علي سلامة الكاهنة ونحن سنتولي أمرهم” قال داريو لأحد أتباعه

– ” الأهم من قتلهم لا تدعوهم يقوموا بلمس أي جزء من جسدكم” قال كينفارا

تسلل واحد من الرجلين المتحجرين من الخلف وباغت الرجل الذي كان يقوم بحراسة كينفارا وقام بدفعه لينزلق من القارب الي المياه بعد مهاجمته، والرجل المتحجر الآخر كان في مهمة صعبة أمام داريو والثلاثة الآخرين المنشغلين به لكنهم كانو يهاجموه بحذر حتي أمسك بأحد السيوف بيديه لكن داريو فاجأه بسكين في عنقه طرحته قتيلا، لكنهم تأخروا قليلا اذ أمسك الرجل المتحجر الأول بيد كينفارا .

– ” اللعنة، لقد انتقلت العدوي اليها الآن” صرخ داريو

– وتابع داريو ” انها في عداد الموتي عاجلا أم آجلا، لكن اهجموا عليه”

لكن كينفارا قامت بالتحديق بعينها للرجل المتحجر وهي تهمس ببعض الكلمات ، لتشتعل يديها بالنار مما أدي الي اشتعال يد الرجل المتحجر الذي كان يمسك يد كينفارا بها ولتنتشر النار في جسده لتقوم بحرقه مما أدي الي سقوطه في الماء، وفي تلك اللحظة صعد الرجل الرابع من أتباع داريو والذي كان من المفترض أن يحرس كينفارا الي المركب مجددا والماء يتساقط من فمه.

– ” هَلْ قام بلمسك؟” قال داريو للرجل الرابع

نظر الرجل الي يديه ليجد علامة علي ذراعه مكان انتقال العدوي وأشار برأسه الي داريو بنعم قد لمسه، ليطمأنه داريو ويقول ” لا عليك، قم بتغيطها”

قام الرجل بتغطية يديه مطمئنا، لكن داريو لم يمهَلْه ثانية أخري وقام بقطع عنقه بضربة واحدة بالسكين الذي كان بيده، ونظر الي كينفارا مبتسما ” لقد نال ما يستحق، المضحك في الأمر أنك تستطعين تدبر أحوالك بنفسك”

– ” بل أنا في رعاية الاله، ما كنت لأنجوا من ذلك الا بارادته ولأنني ما زلت بخطته” ردت كينفارا

– ” وما دورك في خطته تلك، تقومين بالقاء خطبك الدينية المملة؟” قال داريو ساخرا

– ” بل شيء أكبر مني ومنك، انصت الي ذلك الصوت ” قال كينفارا

وكان التنين قد ظهر علي قمة احدي التلال ويقوم بالصراخ وصوته قد أرهب جميع الطيور الأخري والتي قامت بالطيران بعيدا عنه وعن المكان وكأنها تريد اخلائه له ولأمه الميتة ليحزن في صمت، ورسي داريو وكينفارا ورجاله الثلاثة الناجين معه عند ذلك التل للصعود الي التنين.

 

  • وينترفيل – WinterFell

** وصلت الرسالة الي ( الشمال) ، وقامت ملكة الشمال سانسا بفتحها وكانت في الحقيقة تنتظر دعوة من جون لزيارته في الكاستل بلاك ولكنها كانت متعجبة من سرعة ارسالها، تعجبت سانسا أن جون لم يكتب الرسالة بنفسه لكن الرسالة سقطت من يديها عندما أكملت قرائتها ولم تصدق ما حدث لجوست، لكن في الحقيقة لم تشعر سانسا بسقوط الرسالة من يديها لأنها صدمت أكثر عندما علمت أن جوست أصبح يمتلك تلك العيون الزرقاء لأنها قد فهمت أن الأمور قد تصبح أسوأ والشمال الذي تملكه قد يكون في خطر كبير.

– ” ماذا بك يا سيدتي؟” قال الحكيم لسانسا

– ” لا شيء، فقط أرسل الي كل الأمراء واللوردات في الشمال، وقل لهم أن ملكتهم تريد مقابلتهم في أسرع وقت ممكن” قالت سانسا

– ” وقم بارسال هذه الرسالة الي الغرب لأختي آريا” تابعت سانسا

 

 

  • كينجز لاندينج – Kings Landing

** وفي العاصمة ( كينجز لاندينج ) يقوم مساعد الملك ” تيريون لانيستر” بجولته في شوارع المدينة لتفقد أحوالها وبرفقته هذه المرة فارس معركة بلاك ووتر ووزير المالية “برون”

– ” كم كنت أفتقد تلك البهجة التي في المدينة” قال برون

– ” حقا؟ منذ متي وأنت تهتم بالمدينة أو شعبها؟ لا تخدعني وتخبرني أن ذلك المنصب الشكلي قد غيرك؟” سأل تيريون

– ” حسنا لن أخدعك، كنت أهتم في الماضي بقتل الناس وترهيبهم من أجل أناس آخرين، لدرجة أنني كنت أحمي قزم أحمق سكير من الموت لكسب المال” قال برون

– ” لكني أمتلك الآن قلعة وزوجة تقوم بتدفأت فراشي وكرسي ذهبي في المجلس الصغير بجانب مساعد الملك بالاضافة الي ثروتي ، أخبرني ما الذي ينبغي علي أن أهتم به الآن” تابع برون

– ” أظن أنك مدين لبهجتك تلك لذلك القزم الأحمق السكير اذن” قال تيريون

– ” لست مدين لأحد بشيء، انه رد الدين لخدمة عائلتك اللعينة تلك، لكن أخبرني لماذا ما زلت لا تبتسم رغم عودة الحياة للمدينة والأمان الذي أصبح يسودها، لم أعتادك قليل الكلام و كئيبا هكذا” سأل برون

سكت تيريون برهة ثم نظر الي برون والحزن واضح علي وجهه أو قد فسر برون تعابير وجه تيريون تلك أنها شعلة غضب ستشتعل

– “أخبرني كيف لي أن أبتسم وكل شارع بل كل بيت لا بل كل حجر في تلك المدينة يذكرني بعائلتي؟ هاا أخبرني كيف لي أن أبتسم وأنا أصبحت آخر أفراد اللانيستر عمليا بعد أن تم قتل أخي وأختي بسبب الملكة التي اخترت أن أكون مساعدا لها؟” قال تيريون بصوت مرتفع

” كيف لي أن ابتسم وأنا رأيتهم مدفونين معا تحت الحجارة بسبب جنون ملكة التنانين الساقطة تلك، لم يكن لي صديق حقيقي في هذا العالم الا أخي، والآن هو ميت بسببي” تابع تيريون بنبرة غضب والدموع تملأ عينيه

– ” أختك كانت حقيرة متبلدة المشاعر عديمة الرحمة واستحقت ما حدث لها وأنت تعرف ذلك” قال برون

– ” نعم كانت كذلك وكانت تريد موتي أكثر من أي شيء آخر لكنها ما زالت أختي بعد كل شيء” رد تيريون

– ” أما أخوك جيمي لانيستر اللعين فقد حصل علي الأمنية التي تمناها وحصل علي ما أراد مثلما كان يحصل دائما علي ما يريد وهو حي” قال برون

– ” كيف ينبغي له الحصول علي ما أراد وهو مدفون الآن؟” سأل تيريون

– ” أختك كانت في عداد الموتي وأنت تعرف ذلك قبل بدأ الحرب، لكنني سألت جيمي ذات مرة ونحن في دورن، كيف تريد أن تموت؟ وأجابني أنه يريد الموت بين أيدي المرأة التي يحب وها هو قد مات بين يديها كما قلت” قال برون

– ” أشياء نفعلها من أجل الحب، وها هو قد فعلها، وفي المقابل قام الحب بقتله” قال تيريون والدموع تنهمر من عينيه

– ” أظن أنه عليك التفكير في المستقبل الآن والا سأجعلك تقابلهما قريبا اذا لم تبتسم مجددا” قال برون

لكن قطع حديثهم أحد الرجال والذي قام بتسليم تيريون رسالة ليقوم بتسليمها الي الملك ” بران ستارك ”

– ” من أرسل هذه الرسالة؟ ” سأل برون

– ” أظن أنها من الجدار من حرس الليل، لا بد من وجود أمر خطير هناك، يجب أن نذهب الي الملك الآن” قال تيريون

 

 

  • فاليريا – Valeria

** بالعودة الي (فاليريا) أخيرا صعد داريو ورجاله الثلاثة المتبقيين والكاهنة الحمراء كينفارا الي قمة التل حيث يتواجد التنين وأمه التي بين جناحيه وكأن دروجون قد وجد في تلك المدينة وقمة التل السلام الذي كان قد رحل من هذا العالم ولم يعد الي الآن.

– ” حسنا .. ماذا الآن؟ ” قال داريو لكينفارا

– ” نأخذ أمه منه” ردت كينفارا

– ” حقا؟ بهذه البساطة؟ انه تنين وليس بخروف ستطلبين منه ذلك وسيقوم بقول اوووه تفضلي طلبك أيتها السيدة الجميلة .. هَلْ تمزحين معي؟ ” قال داريو ساخرا

– ” هَلْ يعرفك التنين؟ أقصد هَلْ يعرف أنك صديق أمه؟ سألت كينفارا

– ” لا أظن ذلك ” رد داريو

– ” حسنا دعنا نجرب ” قال كينفارا

– ” هَلْ جننتي؟ نجرب ماذا؟ ” سأل داريو

– ” في الحقيقة أحدكم هو من سيجرب، التنين لم يرني ولا مرة من قبل ولم أكن أنا التي تتواجد بجانب أمه ” قالت كينفارا

– “هَلْ جعلتينا نقطع كل هذه المسافة لنحظي بتلك المناقشة السخيفة؟ حسنا أخبريني ما فائدتك هنا؟” سأل داريو

– ” أنا أقوم بتفسير رسائل الاله علي قدر استطاعتي” قال كينفارا

– ” اللعنة عليك وعلي رسائلك تلك، حسنا سيقوم أحد رجالي الثلاثة بالذهاب اليه، وأختار أقواهم ذلك الذي يقف في المنتصف” قال داريو

– ” بل سيذهب اثنين من رجالك وليس واحدا فقط، وأنا أختار الاثنين الآخرين” قالت كينفارا

– ” لا يهم .. كما سمعتما اذهبا الآن الي التنين واطلبا منه برفق أن يترك لنا أمه لنقوم بدفنها ولا تزعجناه لكي تكون الكاهنة سعيدة” قال داريو لرجاله بسخرية

نظرا الرجلان الي بعضهما البعض وبدأ عليهما القلق ولم يتحركا من مكانهما، ” ألم تسمعوا ما قلت، اذهبوا الي ذلك التنين اللعين الآن والا قتلتكما في الحال لنري ماذا سيفعل” قال داريو لهما بعنف في هذه المرة

تحركا الرجلان ببطيء حتي أحسوا أنهم قد امضوا أسبوعا كاملا لكي يقتربوا منه، واذ يقومان بخطو خطوة أخري نحو التنين للاقتراب منه أكثر حتي قام دروجون بفتح فمه وقام بنفث نيرانه عليهما وأحرقهما أحياء علي الفور.

– ” اللعنة، فليحفظني الاله” قال مساعد داريو الأخير بعد أن رأي صديقيه يتحولان الي قطع فحم بنيران التنين في ثانيتين فقط

– نظر داريو الي كينفارا وقال ” تبا لتفسيراتك اللعينة، هَلْ كنتي تنوين قتلي بنصيحتك الخبيثة تلك؟” سألها مشيرا سيفه نحوها

– ابتسمت كينفارا له وقالت ” الموت بالنار هو أنقي موت، حياة شخصين من رجالك من أجل ملكة التنانين وتجادلني؟”

– ” هَلْ كنتي تعلمين أن التنين سيقوم باحراقهما أيتها العاهرة الشريرة؟” سأل داريو وسيفه علي عنقها

لكن كينفارا لم تأبه بالسؤال ولا بسيفه وذهبت تجاه التنين وعندما اقتربت منه تحركت ببطيء وهي تهمس باللغة الفاليرية ” ايكسوز اونيو آووس اونيوس ايلون ميسكاس، ايكسوز اونيو ايلون ميساس، كيسريو سي بانتوس، زآبري ايساس أوسينجنوتي ليدوس” وظلت ترددها حتي أصبحت علي بعد أمتار قليلة من التنين والذي لم يدع لها الفرصة أن تقترب أكثر وقام بصراخه الشديد فاتحا فمه وقام بنفث النيران عليها لتلتهما النيران من فروة شعر رأسها الي أظافر أصابع قدميها.

– ” اللعنة يا رجل انها كانت آخر فرصنا، لقد تم نكحنا الآن” قال داريو لآخر رجاله

– ” أرجوك يا الهي ، أريد أن أودع أمي آخر مرة قبل أن أموت ” قال مساعد داريو وهو يبكي

في هذه اللحظة اختفت النيران وظهر شخص عاري منها، نعم نار التنين لم تؤذي الا ملابس كينفارا الحمراء فقط ولم تبقي منها شيء، وظهرت كينفارا عارية ولكن بدون أي أذي لتكون ثاني من لا يتأثر بنيران التنين بعد ملك الليل، نعم كينفارا كانت تردد التعويذة الفاليرية الشهيرة لخادمي اله النور وهي التي حفظتها من أن تحرقها النار، والتي استخدمتها أيضا الكاهنة الراحلة مليساندرا كثيرا وكانت آخرها في بداية الحرب العظمي عندما أشعلت سيوف الدوثراكي، تلك التعويذة التي يستخدمها جميع خادمي اله النور المخلصين وكلماتها تعني : ” اله النور، ألق بضوئك علينا، اله النور دافع عنا، لأن الليل مظلم ومليء بالأهوال” .. وتابعت كينفارا السير الي ملكة التنانين الميتة تلك عارية وتركها التنين لأن نيرانه لم تؤذيها فعلم أنها صديقة لأمه.

– ” يجب أن نشكر ذلك التنين اللعين علي جعل رحلتنا ساخنة ومثيرة ” قال داريو عندما رأي كينفارا تخرج من النار عارية ومساعده ينظر اليه متعجبا وخائفا لما شاهده .

انفردت كينفارا بأم التنين ودروجون يضم جناحيه عليهما من بعيد كأنه يقوم بحمايتهما بتغطيته تلك، ووضعت يديها علي رأس أمه وهي تهمس بالفاليرية ثم قامت كينفارا بوضع يديها بقوة علي الثدي الأيسر لملكة التنانين دانيرس تارجاريان وبالتحديد حيث يتواجد القلب، وقامت بتكرار الحركة والضغط بعنف أكثر من مرة.

– ” اللعنة علي هذا، كان ينبغي أن أولد كاهنا ” قال داريو وهو يراقب من بعيد

ظلت كينفارا واضعة يديها علي هذا المكان لدقائق وهي تهمس، حتي قامت بالصراخ الشديد باللغة الفاليرية ثانية وهي أيضا اللغة الأم لدانيرس وبدأت في تعويذتها الأخري وقالت بصوت عال : ” نسأل الرب أن يشع نوره علي تلك الروح ويقودها خارج الظلمة، ويتقبل الروحين اللتين تم التضحية بهما من أجل اعادة تلك الروح، نرجوك يا اله النور أن تشارك نارها وأن تضئ شمعة انطفأ نورها، من الظلمة الي النور، ومن الرماد الي النار، ومن الموت الي الحياة ”

نظرت كينفارا الي داريو ولكنه أدار وجهه عنها وقال : ” تبا لهذا الهراء ” ، لكن التنين قام بنفث نيرانه بشدة كما لم يفعل من قبل، وتم سماع صوت أنفاس تخرج من الملكة الميتة، تسارعت الأنفاس بالخروج من أنفها، تحرك قفصها الصدري، بدأ قلبها بالنبض القوي المسموع، تلك العيون الخضراء أطلقت أشعتها وفتحت ملكة التنانين دانيرس تارجاريان عينيها لتعود الي الحياة مجددا ويشرق نورها ثانية وليتم ميلاد آخر التنانين في الكون من جديد.

 

  • كينجز لاندينج – KING’S LANDING – RED KEEP

** بالعودة الي ( كينجز لاندينج ) تلقي الملك المكسور ” بران ستارك” برفقة حارسته السير بريان الرسالة من مساعده تيريون لانيستر وقام بفتحها علي الفور.

– ” الرسالة من السور من حرس الليل وقام بارسالها تورمند وليس جون يبدوا أن هناك شيئا مريبا حدث ” قال الملك

– ” كما كنت متوقعا ” قال تيريون

– قرأ بران الرسالة ولم تتغير معالم وجهه وتعجب تيريون من ردة فعل الملك لأنه توقع شيئا كبيرا حدث، وصدق شعوره فعلا حيث قال الملك ” جوست تم قتله ثم تحولت عيونه الي اللون الأزرق وجون ذهب للعثور عليه ويجب أن نرسل بعض من رجالنا هناك ليعرفوا حقيقة الأمر”

– ” من برأيك قام بفعل ذلك يا جلالة الملك ؟ ” قال تيريون

– ” ومن برأيك يستطيع فعل ذلك غيره؟ ” قال بران

– ” ماذا؟ أتريد القول أنه عاد بالفعل من جديد؟ لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ مستحيل” قال تيريون

– ” ما زلت لا أعرف السبب ولا أظن عودته من جديد سأتكد من الأمر في الحال بنفسي ” قال الملك

– ” بنفسك؟ كيف ذلك؟ ” سألت الفارسة بريان بتعجب

– ” لأني سأطير الي هناك الآن ” قال بران

 

 

  • الغرب – West Sea

** في الغرب ما زالت تبحر قاتلة ملك الليل “آريا ستارك” الي غرب ويستريوس علي أقل مهَلْها لتستمتع برحلتها وبالتحديد الي أبعد نقطة في الغرب هناك، وتقود تلك السفينة التي تحمل علي أشرعتها ذلك الذئب الشهير الذي يرمز لشعار عائلتها والذي يزين سفينتها تلك.

– ” تفضلي يا سيدتي، هذه الرسالة وصلتنا للتو من الشمال” قال قبطان السفينة

– ” رسالة بهذه السرعة؟ ومن وينترفيل لماذا؟ ” قالت آريا

– ” لا أظنه شيئا مهم، يبدوا أن أختك تريد الاطمئنان عليك فقط يا سيدتي ” قال القبطان

– بدأت آريا بفتح الرسالة وهي تقول ” لن تتوقف سانسا أبدا عن التصرف كالأم وأنها السيدة والأخت الأكبر وأنني بحاجة دائما الي من يقوم بالاطمئنان علي ” وابتسمت ابتسامة خفيفة

– قرأت آريا الرسالة وتغيرت تعابير وجهها تماما وأصبحت حادة وشديدة أكثر واختفت تلك الابتسامة من علي وجهها وقالت بشدة للقبطان : ” قم بتغيير اتجاه السفينة وعد الي الشمال في الحال ”

– ” لقد اقتربنا من الوصول الي غرب ويستريوس يا سيدتي، كيف لنا أن نعود الآن بعد كل تلك المسافة وبعد أن اقتربنا من نهاية رحلتنا لنري ما الذي يتواجد هناك؟ ” قال القبطان

– ” أنا آأمرك ولست أقوم بطلب رأيك ” قالت آريا لقبطان السفينة

– ” أخي في خطر الآن، وذئبه تم قتله وتحويله وأختي طلبت مني القدوم لأن الشمال قد يكون في خطر حقيقي وتريد أن تجادلني في قراري؟ اللعنة علي غرب ويستريوس واللعنة علي ما يتواجد هناك ” تابعت آريا بعنف

– ” حسنا ما الذي سنفعله الآن اذن ” قال القبطان لآريا

– أخرجت آريا سيفها “نيدل” ووجهته ناحية القبطان وقالت بعنف وببطيء العبارة الشهيرة : ” فالار مورغوليس ” – كل الرجال سيموتون –

– رد القبطان ” فالار دوهايرس ” – كل الرجال سيخدمون –

– ” قوموا بتغيير الاتجاه في الحال سنبحر الي الشمال وسنعود الي وينترفيل ” قال القبطان لطاقم السفينة

– ” من قال أننا سنعود الي وينترفيل؟ بل سنقوم بالابحار الي ( برافوس ) أولا ” قالت آريا

 

 

  • ما وراء الجدار — Beyond the Wall

** بالعودة الي ما وراء الجدار وتحديدا الي رحلة جون وايفلين ورجال الهمج الذين يبَحثون عن جوست وسبب تحول عينيه الي اللون الأزرق، كان الارهاق واضح علي الجميع من تلك الرحلة المرهقة والظلام الشديد والرياح الثلجية وأمر جون الجميع بالراحة عند ذلك الكهف القريب منهم واشعال النار لتقوم بتدفأتهم في ذلك البرد القارس وليستطيعوا اكمال رحلتهم في الصباح الباكر.

– ” اننا نبَحث عن أعداء هنا، النار آخر شيء نحتاجه هنا الا اذا تود أن تقوم بقتلنا ” قال أحد رجال الهمج لجون

– ” بالعكس النار ستبعد بعض الأعداء الذين لا نريدهم كالدببة ، أما الآخرين فنحن نبَحث عنهم من الأساس ونتمني أن يأتوا ليقصروا علينا الطريق ” قال جون

وقاموا باشعال النار وتناولوا عشاءا خفيفا وجهزوا أماكنهم استعدادا للنوم، لكن ايفلين كانت تقوم بتجهيز رماحها بعيدا استعدادا لرحلة الصباح، وذهب جون اليها قبل أن يخلد الي النوم وقال : ” يكفي تلك السهام، يجب أن تأخذي قسطا من الراحة لكي تستطيعي استكمال الرحلة غدا ”

– ” أود أن يكون غدا آخر أيام الرحلة البائسة تلك، لذلك يجب أن يكون العدد كافي لقتل ذئبك اللعين ومن فعل به ذلك ” قالت ايفلين

– ” لن نقوم بقتل جوست ” قال جون بصوت عالي

– وقفت ايفلين ونظرت في عيني جون وقالت ” اأنت خائف أن تقتله؟ لن أقطع كل تلك المسافة بسبب ذلك الذئب الغبي لأقوم بتدليله ”

– ” لن يقتل أحد جوست غيري انه يخصني، ومن سيقترب منه سيكون ذلك اليوم آخر يوم في حياته ” قال جون

– ” يبدوا هذا جيدا، ابتعد من طريقي الآن حتي لا أقوم بقتلك قبل أن يأتي ذلك اليوم في هذا الجو البارد ” قالت ايفلين

– ” ما رأيك أن أقوم بتدفأتك في ذلك الجو البارد اذن ” قال جون

– ” ألم أقل لك أنك بدأت تروقني، يبدوا أنك تعرف بعض الأشياء ” قال ايفلين مبتسمة

– ابتسم جون وقال ” أعرف أن الفتاة الهمجية عندما تهدد أحدا بالقتل وتتكلم عن قتله كثيرا فهذا يعني أنها تحب ذلك الشخص ”

لم ترد ايفلين لكنها قامت بالهجوم علي جون كما يهجم الأسد علي فريسته وبدأت بتقبيل شفتاه بل لم تقم بتقبيلهم فحسب بل قامت بالتهام شفتاه وبدأ جون بالمداعبة

– ” انتي متوحشة وجامحة ” قال جون لايفلين مبتسما

– ” ألا تحب الفتيات الجامحات؟ انها ستكون أول مرة لي وأنت الذي يخاف ويظهر عليه القلق ” قالت ايفلين ساخرة

– ” حسنا، لندخل ذلك الكهف ونري، أنا جيد في ذلك داخل الكهوف” قال جون ضاحكا

– ” لنري ذلك، جون سنووو ” قالت ايفلين

هم الاثنين بالدخول لذلك الكهف، لكنهوا سمعوا صوت عواء شديد وكان أشد عواء لذئب يمكن أن تسمعه.

– ” انه جوست ” قال جون

قام جون بأخذ سيفه واستعدت ايفلين وجهزت رماحها وسيفها واستيقظ رجال الهمج واستعدوا للذهاب الي مصدر الصوت والهجوم.

– ” لنذهب اليه متجمعين لا تتفرقوا ” قال جون

وذهب جون وايفلين ورجال الهمج الي مصدر الصوت، وكان عند بداية الساحل المتجمد بعد أن تجاوزوا أنياب الصقيع، وكان بالفعل جوست يقف عند قمة جليدية والأشجار الكثيفة تغطي المكان والظلام سائد، لكن عينيه الزرقاوتان تلمعان في الظلام.

أحس الجميع بالخطر وقاموا بالاقتراب من جوست ببطيء بالكاد يمشون بحذر شديد، وجوست في المقابل أوقف عوائه فقط ينتظرهم يقتربون محدقا بعينه الزرقاء، وبينما الجميع مركزا مع الذئب ولا ينظر الا اليه، ظهر مئات الموتي علي يمينهم ويسارهم وبدأو باحاطاتهم من الخلف أيضا ومن كل الجوانب الا الجانب الذي يقف فيه جوست، فاما الاقتراب من الذئب أو يبتلعهم مئات الموتي.

أصبح الجميع في حيرية هَلْ يهجمون علي الذئب ويأتي الموتي ويقومون بطعنهم من الخلف، أم يحاربون الموتي الذين يفوقونهم عددا بمراحل عديدة ولا يعلمون هَلْ سيقف جوست في مكانه بلا حركة أيضا أم لا.

– ” اثنين يأتون معي لنهاجم جوست ونفتح الطريق، والثمانية الآخرون يهجمون علي الموتي لتعطيلهم” قال جون

انطلق الثمانية من الهمج وكانت منهم ايفلين ليهاجموا الموتي ويقوموا بتعطيل حركتهم وتفرقوا علي كل جنب لكن ايفلين سكنت في المنتصف وبدأت باطلاق سهامها وكانت فعالة جدا لكنها لم تتوقع أن العدو سيكون بالمئات، في أقل من دقيقة سبعة من أقوي رجال الهمج لم يصمدوا أمام مائة من الموتي، نعم حاولوا وقتلوا عشرات منهم لكنهم لم يستطيعوا الدفاع عن بعضهم البعض ولا عن نفسهم ليبتلعهم الموتي والحصار يشتد وايفلين في المنتصف وقد أيقنت أن السهام لن تفي بالغرض، نظرت الي جون والاثنين اللذان يحاربان بجانبه وجوست لم يتحرك فقط ينظر، والموتي لم يمهَلْوهم ثانية واحدة وكانوا قد هاجموهم أيضا لكن بعدد أقل وكان جون يحارب بضرواة وكان أفضل من رجال الهمج في ذلك، جرح جون قليلا ولكنه كان صامدا عكس الرجلين الآخرين اللذان لم يصمدا أمام عشرات الموتي متجمعين، لكن جون كان يعرف الموتي حق المعرفة ويعرف كيف يقتلهم ويقتل من هو مقتول فالأساس كيف لا وهو الذي كان قد كرس حياته دفاعا عن البشر من أولئك الموتي، استمر جون في الصمود ولكنه لم يشعر أن من معه من الرجال قد تم قتلهم جميعا ومنهم من قطع رأسه وأن ظهره أصبح مكشوفا وهناك هجوم من الموتي من ورائه، رأت ايفلين ذلك وأمسكت بسيفها وانطلقت للدفاع عن ظهر جون وقامت بقتل كل الموتي الذين كانوا بينها وبين جون، أحس جون بايفلين لكنه كان مشغول بمقاتلة الموتي الذين أمامه ولم يشعر بمن يحاول طعنه في ظهره، لكن ايفلين كانت بالمرصاد تحمي ظهره وصدت تلك المحاولة بسيفها وقامت بقتله، ولكن العدد كان كثيرا ويأتي آخرون ليطعنوها في قدمها وجنبها ويسقط سيفها من يدها والدماء تسيل منها، لكن ذلك لم يمنعها من صد محاولة أخري لطعن جون من خلفه وهذه المرة قامت بصدها بجسدها ليطعنها أحد الموتي بالسيف في قلبها وتسقط ببطيء علي الأرض وهي تصرخ ” جون ” لكن الصوت كان خافتا ضعيفا بعد أن انهارت قوتها لكن سمعه جون، نظر جون اليها ورأي الدماء التي تسيل من قلب ايفلين وهي تصبح جثة هامدة علي الثلج.

– ” ايفلين .. لا أرجوك ” قال جون كأن ايفلين هي من اختارت الموت

غضب جون وقتل بعض من الموتي الذين كانوا ورائه، لكن جوست قام بالعواء ليلتفت اليه جون ويتلقي طعنات في ظهره أسقطته هذه المرة وأفقدته سيفه من قبضة يديه، لكن جوست لم يقم بالعواء ليشتت انتباه جون بل قام بالعواء لقدوم ملك الليل الذي ظهر من وراء جوست عند القمة الجليدية، لكن جون كان قد سقط والموتي مستمرون بطعنه ليقضوا عليه والدماء تسيل منه ولم ينتبه لقدوم ملك الليل، ولم يستطع حتي رفع بصره لأنه كان يشعر باختراق تلك الطعنات جسده وتمزقه تمزيقا.

رفع ملك الليل يديه مشيرا للموتي بالوقوف وبدأ بالسير اتجاه جون حتي وصل اليه وجون ساقطا علي ركبتيه لا يستطيع الحركة، وضع ملك الليل قدمه علي المخلب الطويل سيف جون وقام بالتقاط ذلك السيف، وضع جون يده علي مكان الطعنات كأنه ينتظر رصاصة الرحمة تلك وحاول أن يستجمع قواه ويرفع بصره ويري من التقط سيفه هذا، لينظر جون ويري ملك الليل ومعه سيفه وصعق جون عندما رآه.

– ” ماذا؟ العم بينجن؟ ” قال جون بصوت خافت كأنه يهمس من شدة ألمه

لكن ملك الليل قام بتصويب الضربة القاضية الي قلب جون وهو يقول : ” والآن انتهت حراستك للأبد ”

وقام بطعنه بسيفه الذي أسقط به جون كل من قابله ووقف في طريقه من قبل، وها هو الآن يسقط به جون، الذي تلقي الضربة لتنتهي آخر أنفاسه في هذا العالم مستلقيا علي الجليد غارقا في دمائه، وليضع ملك الليل ذلك المخلب الطويل علي صدر جون حتي لا يفارقه أبدا.

  • كتابة و تأليف : عمرو زيدان 

 

 

ننتظر أرائكم في نهاية المسلسل الشهير المثيرة للجدل و في هذه التكملة الافتراضية الحصرية لموقع فكرة خلال التعليقات