كل ما يخص نظرية التعلم الاجتماعي

الاء الشافعي

سوف نستعرض معكم من خلال هذا المقال نظرية التعلم الاجتماعي وتأثيرها المستمر في العملية التعليمية من خلال موقع فكرة Fekera.com ، سنتعرف معا علي ماهي نظرية التعلم الأجتماعي وماهي نواتج وآليات التعلم الاجتماعي. 

ما المقصود بالتعلم الاجتماعي؟ 

  • هي نظرية تقوم على أساس أن الإنسان كائن اجتماعي يتأثر بمشاعر واتجاهات وتصرفات وسلوكيات الأشخاص المحيطين به، لذلك فهو بمقدره التعلم منهم، لذلك عملية التعليم هي عملية تربوية لأنها تتم في محيط اجتماعي. 
  • أطلق على هذه النظرية العديد من المصطلحات  الأخرى منها نظرية التعلم بالنمذجة أو التعلم بالملاحظة، وتعمل هذه النظرية على الوصل بين كلا من النظريات السلوكية والنظريات المعرفية. 

  نواتج التعلم الاجتماعي 

تظهر نتائج التعلم بهذه النظرية في ثلاث أنواع من التعلم وهما :

1- تعلم استجابات جديدة

  • يمكن للمتعلم أن يكتسب أنماط جديدة للسلوك عن طريق ملاحظة ما يفعله الآخرين مثال على ذلك الطفل الذي يقوم بتقليد أمه عند روأيتها واقفة على كرسي لتجلب شئ من مكان مرتفع. 
  • كما يتأثر سلوك المتعلم بالتمثيلات الصورية والنظرية التي توجد في الكتب والمجلات والسينما. 

2- الكف والتحرير

المقصود هنا بالكف أنه ابتعاد عن فعل سلوك معين نتيجة رؤيته عواقبه مثل السائق الذي يسير بسرعة عالية عندما يرى حادث سير نتيجة لزيادة السرعة فأنه سوف يعمل على تقليل السرعة لتجنب الحوادث. 

3- التسهيل

التسهيل يضم السلوكيات التي من النادر حدوثها بسبب النسيان وتظهر عن طريق الملاحظة مثل الفرد الذي يعيش في دولة تستعمل لغة أجنبية (الفرنسية مثلا) يتعود على هذه اللغة وبعد عودته إلى بلاده يرجع إلي أستعمل لغته الأصلية ألا أنه عند زيارة صديق له من الدولة الأجنبية فأنه يستطيع التعامل معه باللغة الفرنسية. 

آليات التعلم الاجتماعي 

يتضمن التعلم الاجتماعي أربعة آليات لتنفيذه وهذه الآليات هي :

1- التفاعلية التبادلية

  • يحدث السلوك الإنساني بناء على التفاعلية التبادلية التي تضم كلا من السلوك والمتغيرات البيئية والعوامل الشخصية. 
  • والتفاعلية التبادلية تظهر في تعريف الكفاية الذاتية الذي يمثل توقعات واعتقادات الفرد عن مدى كفاءته في أداء مجال معين. 
  • والكفاية الذاتية تؤثر على نوعية اختيار الأفراد لأهدافهم وقدرة الأفراد على اختيار هذا السلوك من عدمه، كما أنها تؤثر علي مستوى الأداء والمثابرة للفرد. 

2- العمليات الإبدالية

يستطيع الفرد الحصول على الخبرات بطرق غير مباشرة وذلك من التأثر بسلوك الفرد ومن الثواب والعقاب الذي يحدث له على نحو بديل مثال على ذلك تعلم خوف الأنسان من الحشرات والحيوانات ولا يشترط أن يأكل الأنسان أسد كي يعرف أنه خطير. 

3- العمليات المعرفية

  • تحدث عمليات التعلم بالملاحظة عند يقوم الشخص بملاحظة سلوك الأفراد من حوله ثم يسجل هذه الاستجابات ويخزنها ليستخدمها بعد ذلك كمرشد له عندما يريد فعل هذه الاستجابات على نحو ظاهري وفعل هذة الاستجابات يتم عن طريق عمليات وسطية مثل الاستدلال والتوقع والإدراك وعمليات التمثل الرمزي. 
  • وذلك يؤكد أن بعض العمليات المعرفية تستطيع أن تفسر عملية التعلم. 

4- عمليات التنظيم الذاتي

يقوم الفرد بتنظيم وترتيب الأنماط السلوكية وفقا لنتائج المتوقع أن تحدث، وهذه النتائج المتوقع حدوثها تحدد تعلم هذا السلوك أم عدم تعلمه. 

مصادر التعلم الاجتماعي 

أولا التفاعل المباشر مع الأشخاص الحقيقيين في الحياة الواقعية

يتعلم الفرد كل يوم من خلال التفاعل مع حياته اليومية وتفاعله مع الآخرين مثل الوالدين أو الأصدقاء وأفراد المجتمع من حوله مثال على ذلك تعلم الأطفال اللغات واللهجات من خلال التفاعل المباشر مع أفراد المجتمع من حولهم. 

ثانيا التفاعل غير المباشر ويتمثل في وسائل الإعلام المختلفة كالراديو والتلفاز 

  • تساعد هذه الوسائل علي تعلم الكثير من أنماط السلوك حيث أن الصور لديها قدرة كبيرة على نقل المعلومات مقارنة بالأشكال التي تقوم على فكرة الوصف اللفظي.
  • فقد جاءت كثير من الدراسات الأخيرة التي تشير إلي كم التأثير السلبي الذي أحدثه التلفاز على الأطفال، حيث ساعد علي أكسابهم سلوكيات عدوانية. 

ثالثا مصادر أخرى غير مباشرة يمكن من خلالها تمثل بعض الأنماط السلوكية

وتلة المصادر من الممكن أن تكون قصص دينة أو تاريخية أو روايات أدبية أو روايات تضم حكايات وشخصيات أسطورية. 

مراحل التعلم الاجتماعي 

يتطلب لحدوث التعلم الاجتماعي توافر أربعة من العناصر وهم :

1- الانتباه والاهتمام 

يعد الانتباه من أهم العوامل التي تساعد على تعلم سلوك معين وبدون توفر هذا العنصر الأساسي لا يمكن للفرد التعلم. 

2- الأحتفاظ

عندما يقوم الفرد بمشاهدة السلوك المطلوب منه تعلمه، فلا تظهر النتائج بعدها مباشرة، أنما يقوم الفرد بالاحتفاظ به وعندما تقتضي الحاجة يلجأ إليها، لحدوث ذلك لابد أن يتوفر في الفرد قدرات معرفية وهي التخزين والتذكر والاستدعاء. 

3- الاستخراج الحركي

حتى يمكنا التأكد من نجاح التعلم بالملاحظة، لابد من امتلاك الأفراد قدرات لفظية وحركية، حتى يستطيع أن يخرج هذه التعلم على هيئة أداء يكون قابل للقياس والملاحظة. 

4- الدافعية

تقوم نظرية التعلم الاجتماعي على وجود دافع لدى الشخص لفكرة تعلم نمط سلوكي معين، يتوقف الدافع على النتائج الخارجية التي تترتب على سلوك الفرد.