أمريكا تعلن عن خطط لإنشاء قاعدة قمرية تعمل بالطاقة النووية في سباق الفضاء المتزايد

خطط أمريكية لبناء مفاعل نووي على القمر بحلول 2030 في إطار التنافس الفضائي مع الصين
في إطار تصاعد التنافس الفضائي العالمي، أعلن شون دافي، وزير النقل الأمريكي والقائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، عن خطة طموحة تهدف إلى تسريع بناء مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 2030.
تأتي هذه الخطوة في سياق “سباق فضائي” متزايد مع الصين، حيث تسعى الولايات المتحدة لتأمين وجود دائم على القمر كجزء من برنامج “أرتميس”. ويعتمد نجاح هذا المشروع على التغلب على تحديات سياسية وتقنية، في وقت تسعى فيه الصين ودول أخرى لتحقيق أهداف فضائية مماثلة.
خلال مؤتمر صحفي في مقر ناسا بواشنطن، أكد دافي أن الطاقة تعد العامل الحاسم لإقامة قاعدة قمرية مستدامة، مشيرًا إلى أن “الطاقة النووية ستكون العمود الفقري لعملياتنا على القمر، خاصة خلال الليل القمري الذي يستمر أسبوعين”. وأضاف: “نحن في سباق مع الصين للوصول إلى مواقع رئيسية على القمر تحتوي على جليد وموارد طاقة، وسنستخدم الطاقة الشمسية في بعض المناطق، لكن المفاعل النووي سيضمن استمرارية العمليات”.
تفاصيل مشروع المفاعل النووي
تستهدف الخطة الأمريكية بناء مفاعل نووي بقدرة 100 كيلوواط، مما يمثل ترقية عن الخطط السابقة التي كانت تتضمن مفاعلًا بقدرة 40 كيلوواط. ومن المتوقع أن يتم فتح باب تقديم المقترحات من الشركات الخاصة خلال 60 يومًا، مع تعيين مسؤول تنفيذي للإشراف على المشروع خلال 30 يومًا. يُعتبر المفاعل جزءًا أساسيًا من استراتيجية ناسا لتأمين مصدر طاقة موثوق يدعم المهمات القمرية طويلة الأمد، بما في ذلك استخراج الموارد وإنتاج الوقود لاستكشاف المريخ.
السياق السياسي والتنافسي
يأتي هذا الإعلان في وقت تزداد فيه المخاوف الأمريكية من تقدم الصين في برنامجها الفضائي، الذي يتضمن خططًا لإقامة محطة بحث قمرية بالتعاون مع روسيا بحلول عام 2036. وقد حذر دافي من أن التأخر في الوصول إلى المناطق الغنية بالجليد على القطب الجنوبي للقمر قد يتيح للصين فرض “منطقة محظورة”، مما يعزز دوافع ناسا لتسريع خطتها.
ومع ذلك، يواجه دافي انتقادات داخلية بسبب توليه منصبي وزير النقل ومدير ناسا في آن واحد، مما أثار جدلًا في الكونجرس حول تضارب المصالح. جاء تعيينه كقائم بأعمال مدير ناسا بعد سحب ترشيح جاريد إيزاكمان بشكل مفاجئ في يوليو 2025، مما زاد من الضغوط على الوكالة لتحقيق أهدافها الطموحة.
تُعتبر خطة المفاعل النووي جزءًا من رؤية أوسع لناسا تهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر بحلول 2028، وإقامة قاعدة دائمة تدعم الاستكشاف العلمي واستغلال الموارد القمرية. كما أصدر دافي توجيهًا لتسريع استبدال محطة الفضاء الدولية بمحطات تجارية، مما يعكس تحولًا نحو الشراكات مع القطاع الخاص لدعم طموحات أمريكا الفضائية.