عقوبة اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها

إن عقوبة اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها تختلف بالتأكيد من دولة لدولة، كما يحاسب عليها الإنسان في الآخرة، فهي تمثل ضررًا للمتهم البريء، ولها تفاصيل عدة نطرحها بالسطور التالية عبر موقع فكرة.

  عقوبة اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها

إن سلوك اتهام شخص بريء، من السلوكيات المشينة في حق الإنسان والبشرية، ويمكن معرفة العقوبة بالسعودية على النحو التالي:

• القانون السعودي يعتمد في نص ارتكاب الجرائم على مبدأ “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”.
• كما يحذر القانون السعودي من فكرة اتهام الأشخاص دون دلائل كافية، وذلك استنادًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم} [الحجرات: 12].
• إذا تبين أن الدعوة للاتهام دعوة كيدية يكون العقاب من خلال التأديب، وللتأديب بالقانون السعودي.
• عدة أنواع منها التأديب من خلال التوبيخ، وذلك يتم عن طريق نشر اسمه في الصُحف.
• كما يُمكن مُعاقبته من خلال دفع غرامة مالية قد تصل إلى 100 ألف ريال سُعودي.
• في بعض الأحيان تكون العقوبة هي السجن، وتتراوح من سنة إلى 3 سنوات حبس.

عقوبة إشغال السلطات بالقانون السعودي

بعد أن قمنا بمناقشة عقوبة اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها يمكننا مناقشة عقوبات إشغال السلطات من خلال السطور التالية:

• تنص المادة الخاصة بعقوبة إشغال السلطات بالقانون السعودي على: “أنه من تقدم بدعوى ما وثبت أنها كاذبة أو غير صادقة، فتوقع العقوبة على مقدم الدعوى هذا، لكن تحديد العقوبة يرجع إلى القاضي، ويحق للمدعى عليه أن يطالب بالتعويض في حال طاله ضرر أو إزعاج من الدعوى”.
• تكون العقوبة حسب حالة البلاغ، ونوعه فقد يكون بلاغًا كيديًا أو بلاغًا كاذبًا ناتج عن استهتار الشخص، أو لمجرد التسلية، وغيرها من الحالات.
• حيث إن العقوبة تكون تقديرية حسب حالة البلاغ كما ذكرنا، وحسب الرأي القانوني لكل قاض في تشخيصه للقضية.

تعويض المتهم عن البلاغ الكاذب تجاهه

لا تقتصر العملية على معاقبة الشخص فقط، بل يحتم عليه أحيانًا تعويض الشخص الذي قام باتهامه، وتعتمد قيمة مبلغ التعويض على الآتي:

• مدى الضرر الحادث للشخص المتهم بالبلاغ الكاذب.
• وجهة النظر التقديرية للقاضي.
• تقدير نتائج الأضرار ومعرفة عدد الأفراد الذين وقع عليهم ضرر الاتهام الكاذب.

يمكن للمتهم بالبلاغ الكاذب أن يطالب بحقه في التعويض مع مراعاة هذه الشروط:

• أن يكون التعويض من خلال دعوى قضائية مستقلة أخرى.
• وأن يكون التعويض من خلال إظهار الرغبة، بتقديم طلب من المتهم المتضرر للقاضي.

  إحصاءات عن البلاغات الكاذبة بالسعودية

ازدادت أعداد البلاغات والاتهامات الكيدية الكاذبة عام 1440 هجريًا عما كانت بالعام السابق، ويمكن مناقشة فيما يلي:

• 3% هي نسبة الزيادة في البلاغات الكاذبة المقدمة لهيئة القضاء السعودي لعام 1440 هجريًا.
• بلغت أعداد البلاغات والاتهامات في مكة المكرمة 76 بلاغًا كاذبًا، بينما جاءت من بعدها مدينة الرياض بعدد 61 بلاغًا كاذبًا.

الاتهام الكاذب في النظام الإسلامي

حرم الله التحدث عن الناس بسوء في غيابهم، وفيما يلي بعض الآيات والأحاديث عن الاتهامات الكاذبة وجزاؤها:

• من أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم في هذا الصدد: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ) [صحيح المسند]، والمقصود هنا هو الظن الثابت بالذهن عن شيء معين، وليس الظن العابر السريع، فلا يحاسب عليه المرء.
• قال الله تعالى عن موضوع الاتهام الكيدي الكاذب والظن: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [صحيح المسند].
• كما قال الله تعالى أيضًا في كتابه الكريم: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ} [الحجرات: 12]، فالله دائمًا ما يحذرنا من الظن وعواقبه، والإنسان قد يكون على خطأ بأحيان كثيرة وهو يجهل ذلك، لذا تجنب مخاطر عقوبة اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها.

  كثيرٌ من الناس تقع في فخ الظنون، وكثيرٌ أيضًا يحمل الحقد تجاه الآخرين ليقوموا باتهامهم كذبًا، ولكن الله دائمًا ما ينصر الحق على أصحاب الكيد والكذب.