هند: الاحتفال بطريقة بسيطة تعكس شخصيتنا
فاطمة: التغيير يبدأ من داخل المجتمع
دانة: الثقافة القطرية تحمل عادات جميلة
سارة: منصات التواصل الاجتماعي لها ثأثير
لا تزال ثقافة البذخ والمبالغة في تكاليف الأعراس تشكل تحديًا كبيرًا أمام الكثير من الفتيات وعائلاتهن. فعلى الرغم من أن العرس هو لحظة احتفالية مميزة، إلا أن ما يرافقه من إسراف قد يترك آثارًا اقتصادية ونفسية غير محمودة. وأعرب العديد من الفتيات عن قلقهن من الضغوط الاجتماعية والتكاليف الباهظة. وبينما أكدت بعضهن أهمية التيسير والاعتدال بما يتماشى مع القيم الدينية، أشارت أخريات إلى ظهور توجه جديد نحو حفلات زفاف بسيطة، تعكس تحولًا في الفكر المجتمعي، مدفوعًا بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتغيرات الوعي الثقافي، مما يدعو إلى إعادة النظر في التقاليد المتبعة لتحقيق توازن أكبر.
ويمكن القول إن هناك تغييرات إيجابية في التفكير تجاه الأعراس في المجتمع القطري، خاصة بين الأجيال الجديدة. ورغم أن ثقافة البذخ لا تزال تشكل جزءًا من العادات والتقاليد، إلا أن الفتيات بدأن في تبني أفكار جديدة نحو البساطة والترشيد، ويرغبن في الاحتفال بزواجهن بطرق تتناسب مع شخصياتهن واحتياجاتهن المالية. ومع تزايد الوعي والمشاركة المجتمعية، من المتوقع أن تشهد الأعراس في المستقبل تحولًا نحو الأنماط الأقل تكلفة والأكثر انسجامًا مع القيم الشخصية والعملية.
ثقافة البذخ
أشارت الطالبة هند، وهي طالبة في كلية الهندسة، إلى أن ثقافة البذخ في الأعراس لا تزال منتشرة، سواء في قطر أو في معظم دول الخليج.
وقالت: «الفتيات يشعرن أحيانًا بالضغط الكبير من قبل العائلة والمجتمع للمشاركة في هذه التقاليد، رغم تكاليفها الباهظة.»
وتابعت: «أمرنا ديننا بتيسير أمور الزواج، والله عز وجل قال في كتابه الكريم في الآية 32 من سورة النور (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ›.) وهذا الوضع يجعل الفتاة تتساءل أحيانًا عن مدى أهمية هذه المظاهر في الاحتفال بمناسبة عاطفية مثل الزواج. يمكننا أن نحتفل بطريقة بسيطة تعكس شخصيتنا».
تحول ملحوظ
أما الطالبة فاطمة، فعبرت عن رأيها قائلة: «أعتقد أن هناك تحولًا ملحوظًا في فكر الفتيات، خاصة في جيلنا. العديد من صديقاتي يُفضلن إقامة حفلات زفاف بسيطة أقل تكلفة، وربما لا يتم إحياء الكثير من التقاليد القديمة مثل القاعات الفخمة أو المهر المرتفع. الجيل الجديد يريد تغيير الثقافة السائدة. الزفاف في النهاية ليس عن المال أو المظاهر، بل عن الحياة الجديدة التي تبدأ بين الزوجين».
عادات جميلة
وأشارت الطالبة دانة إلى أن التقاليد المتعلقة بالأعراس غالبًا ما تكون ثقافة اجتماعية متجذرة في المجتمع.
وقالت: «المبالغة في هذه التقاليد ليست ضرورية.. أعتقد أن الثقافة القطرية العميقة تحمل العديد من العادات الجميلة التي تساهم في خلق جو من الفرح والترابط الاجتماعي، ولكن المبالغة في النفقات قد تؤدي إلى شعور بالإجهاد والتوتر. يمكننا بالتأكيد دمج التقاليد بطريقة بسيطة وأنيقة، دون الحاجة إلى الإسراف».
الأعراس البسيطة
وأكدت سارة، الطالبة في كلية التسويق، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مؤثرة في تغيير تصورات الأعراس.
وقالت: «في الماضي، كانت الصور ومقاطع الفيديو من الأعراس الفخمة تشكل معيارًا للجمال والنجاح، لكن اليوم أصبح هناك توجه نحو مشاركة الأعراس البسيطة. منصات مثل إنستجرام وسناب شات بدأت تعرض حفلات زفاف بأفكار بسيطة وأنيقة، وهو ما يخلق نوعًا من التغيير في المجتمع».
وأضافت: «هذا الاتجاه قد يساعد في تخفيف الضغط على الفتيات، وجعلهن يشعرن أنه لا بأس في اختيار الزفاف الذي يناسبهن دون الحاجة للإفراط في الإنفاق».
راحة نفسية ومالية
وعبرت طالبة في كلية إدارة الأعمال عن رأيها حول أهمية الراحة المالية والنفسية التي تأتي من الزفاف البسيط، قائلة: بعد أيام طويلة من التخطيط والتحضيرات، قد تجد الفتاة نفسها تحت ضغط كبير بسبب النفقات العالية.
وتابعت: «يمكن أن يسبب ذلك القلق والتوتر. لكن إذا تم تنظيم العرس بشكل بسيط، فإن ذلك يخفف من التوترات ويوفر للفتيات الشعور بالراحة والطمأنينة المالية».
وأضافت: «على الرغم من أن البعض قد يرى أن الزفاف الكبير هو مقياس للنجاح، فإنني أعتقد أن الأهم هو الحياة التي ستبدأ بعد العرس. ويجب أن نضع خططًا أفضل لأموالنا في المستقبل، بدلاً من صرفها على ليلة واحدة».
0 تعليق