منذ اطلالة رغد، ابنة الديكتاتور صدام حسين، من على احدى شاشات قناة عربية خاصة، بلقاء مدفوع الثمن، كان بداية لدور سياسي تجهز فيه نفسها له لتؤدي دوراً سياسياً في مستقبل قريب.
في اللقاء الذي اعد جيداً، ووضع الكلام في فمها، وظهورها على الشاشة كامرأة، وابنة زعيم، ومتحدثة تجيد الحوار، والرد على قياس السؤال.
رغد جاءت الى القناة التلفزيونية، وقد تخلت عن اي قطعة من ملابسها تدل على انها ابنة ديكتاتور، وقاتل شعب ومغامر حروب فاشلة، وهزائم متكررة.
رغد عزلت شخصيتها عن شخصية ابيها، لكي تكون مقبولة عند الشعب العراقي بكل اطيافهم، كرد وعرب، سنة وشيعة كلدان واشوريين وايزيديين.
الا أنها بين طيات السؤال كانت تجد نفسها مجبرة ان تلبس رداء ابيها الديكتاتور، وأن تظهره بالزعيم القائد، الذي قاد الشعب، و"لكن كانت له اخطاؤه كأي حاكم".
لقاء رغد التلفزيوني، الذي باعتقادي لقاء لم يتكرر ظهورها في لقاءات، او قنوات تلفزيونية بديلة.
عندما وافق العاهل الاردني الراحل الملك حسين استقبال اسرة صدام، او بقايا اسرة صدام، وبخاصة البنات، قيل بشرط الا يمارسوا اي عمل او نشاط سياسي، لكن الملك حسين الرفيق اللدود لصدام مات اثر مرض خبيث، وتولى نجله الاكبر الشاب الملك عبدالله الثاني.
رغد من ذلك اللقاء شعرت انها مؤهلة لتأدية دور سياسي كمواطنة عراقية، وتأمل في داخلها العودة الى العراق، لا كمواطنة عراقية عادية، وتؤدي دور الام وسيدة منزل، لكنها في قرارة نفسها،عبرت عن ذلك بكلمات مبهمة، انها تنتظر العوة الى العراق في الوقت المناسب، وهذا الوقت يبدو لم يحن، او لا يزال سيناريو العودة لم يرسم.
في مقطع منعزل عن اللقاء التاريخي ظهرت رغد مجدداً اذ زفت، او بشرت العراقيين بعودتها للعراق، وان والدها سيدفن في موكب مليوني مهيب في بلدته تكريت.
رغد التي تجاوزت الخمسين، وام لخمسة ابناء، تأمل تأدية دور لا ينقص عن دور والدها، باعتبارها الابنة الكبرى، والوريثة عن ابيها لقيادة العراق خلفا لوالدها.
احلام وربما قد ينقلب الحلم الى واقع، ونرى رغد وقد وضعت اقدامها على ارض العراق في مطار بغداد، او في مكان اخر سري ثم تظهر على الناس.
انا شخصياً اخال ان ابنة صدام تحاول ان تؤدي دور بينظير بوتو، ابنة الزعيم الباكستاني ذو الفقار، الذي شنقه ضياء الحق، ثم اكملت بينظير دور ابيها إلى ان اغتيلت في تجمع انتخابي في مدينة كراتشي.
فهل نرى رغد صدام حسين قريبا في العراق كما وعدت لتكمل جرائم والدها بحق العراقيين والايرانيين والاكراد والكويتيين؟
انا شخصيا لا استبعد ذلك فهناك دوائر سرية قد ترتب الدور المناسب، لكن يبقى السؤال: هل تلقى مصير بينظير بوتو، ام سيتلقفها العراقيون بالورود والرياحين، ام يتلقفونها بالقنادر والنعل؟
صحافي كويتي
0 تعليق