تبادل سجناء في أبوظبي وجولة مفاوضات «بنَّاءة» يُعزّزان مسار التطبيع بين موسكو وواشنطن

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تلقّت جهود تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن دَفعةً جديدةً، أمس، مع انطلاق جولة مفاوضات تفصيلية في إسطنبول، تناولت تسوية ملفات ظلت عالقة لسنوات، بالتزامن مع تبادل للسجناء بين الطرفين بوساطة إماراتية، منحت، مع خطوات مماثلة سابقة، زخماً جديداً لتعزيز الثقة بين البلدين.

وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، عن نجاح عملية تبادل مواطن روسي ومواطن أميركي، بحضور ممثلين عن الجهات المعنية من كلا البلدين.

منذ 46 دقيقة

منذ 56 دقيقة

وتابعت أن «اختيار أبوظبي لإجراء عملية التبادل من قبل البلدين يعكس علاقات الصداقة الوثيقة التي تربطهما بدولة الإمارات»، لافتة إلى تطلعها إلى «أن تُسهم هذه الجهود في دعم مساعي خفض التوتر وتعزيز الحوار والتفاهم بما يحقق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي».

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون راتكليف، الذي كان حاضراً في عملية التبادل في مطار أبوظبي: «اليوم (أمس الخميس)، أعاد الرئيس (دونالد) ترامب إلى الوطن أميركياً آخر (...) من روسيا».

وأعلن مستشار الأمن القومي مايك والتز، أن راقصة البالية الروسية - الأميركية كسينيا كارلينا (32 عاماً)، التي كانت تقضي حُكماً بالسجن لمدة 12 عاماً بتهمة الخيانة بسبب التبرع للقوات المسلحة الأوكرانية، جرى تسليمها لواشنطن.

في المقابل، أعلن الأمن الفيديرالي الروسي أن «المواطن الروسي آرتور بتروف عاد إلى وطنه عبر مطار أبوظبي بوساطة إماراتية، بعد أن احتجز بطلب أميركي عام 2023 في قبرص التي سلمته لواشنطن عام 2024، حيث اتهم بانتهاك قانون مراقبة الصادرات وكان معرضاً للسجن 20 عاماً في الولايات المتحدة».

وكان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قال بعد تبادل سابق للسجناء، إن موسكو وواشنطن تواصلان العمل على تبادل الأسرى وتعملان على تعزيز الثقة بينهما.

ونقلت «وكالة نوفوستي للانباء» الحكومية، أن التبادل كان علامة على بناء الثقة بشكل يُعزّز سعي الجانبين إلى تسوية الملفات المتراكمة، والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

وقال ناطق باسم «سي آي إي» إن هذا التبادل «يُسلّط الضوء على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة».

مفاوضات «بنَّاءة»

في غضون ذلك، أجرت موسكو وواشنطن جولة تفاوض جديدة، أمس، في إسطنبول، شكّلت امتداداً لجولات سابقة ناقشت مجمل الملفات التي تُعرقل تطبيع العلاقات.

وركّز الجانبان في الجولة الجديدة على مناقشة «مسائل تفصيلية» تتعلق بتحسين العلاقات الثنائية، وتجاوز مشكلات وتعقيدات تراكمت لسنوات.

وخلال النقاشات التي استمرت لخمس ساعات ونصف الساعة، قال مصدر مطلع لـ«وكالة نوفوستي للأنباء» الروسية إن المفاوضات «تسير بهدوء وبطريقة بناءة».

وجرى اللقاء في القنصلية العامة الروسية. ومثّل موسكو ألكسندر دارشيف، السفير لدى الولايات المتحدة، بينما مثّل واشنطن نائبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية، سوناتا كولتر. أما بقية المشاركين من الوفدين فهم موظفون في وكالات الشؤون الخارجية في البلدين.

وحسب دارشيف، فإن أهمية جولة المفاوضات الجديدة أنها تساعد على «التخلص من الإرث السام» الذي خلَّفته إدارة الرئيس جو بايدن. وخلال الجولة الجديدة، ركّز الجانب الروسي على إعادة الممتلكات الدبلوماسية المصادَرة، واستئناف حركة الطيران المباشر.

وأضاف أنه بفضل الاتصالات بين الرئيسين فلاديمير بوتين وترامب، اتفقت روسيا والولايات المتحدة بالفعل على ضمانات للخدمات المصرفية للبعثات الدبلوماسية، وإرسال المساهمات الروسية إلى المنظمات الدولية. وأضاف أنه جرى بالفعل تحقيق بعض التقدم في إصدار التأشيرات وتخفيف قيود السفر.

ووفق وزارة الخارجية، فإنه في هذه المرحلة من المشاورات لن يُنظَر في قضايا الأمن والسياسة وحل الصراع في أوكرانيا، فيما قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، إن تطبيع العلاقات الكامل لا يمكن أن يحدث إلا عندما «يكون هناك سلام بين روسيا وأوكرانيا».

وبدأت استعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن باجتماع للوفود في الرياض في 18 فبراير. واتّفق الطرفان على تهيئة الظروف لاستئناف التعاون الثنائي بشكل كامل، وإزالة القيود المفروضة على عمل السفارات، وإطلاق عملية حل الوضع في أوكرانيا.

وفي نهاية فبراير، وخلال جولة مفاوضات في إسطنبول، اتفق الطرفان على خطوات لتمويل عمل البعثات الدبلوماسية، وناقشا إمكانية استعادة حركة النقل الجوي المباشر.

صفقة التعدين

وفي كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لدفع أموال للولايات المتحدة مقابل إمدادات جديدة من الأسلحة والمعدات، في مسعى لتسوية مسألة خلافية مع واشنطن، بعدما طالب ترامب كييف بدفع تعويضات عن المساعدات السابقة.

وقال زيلينسكي للصحافيين في كييف، الأربعاء: «طلبت أوكرانيا من واشنطن ما بين 30 و50 مليار دولار مساعدات، وهي مستعدة لدفعها -إمّا مباشرةً إلى الولايات المتحدة وإما كمساهمة في صندوق صفقة التعدين المشترك الذي لم يجرِ إنشاؤه بعد».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق