من العمل الخيري للتطرف المسلح... أسرار إخوان الأردن في برقيات أميركية

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تسللوا إلى الأردن تحت غطاء العمل الخيري، ثم بثوا فيه سمومهم تحت جناحهم السياسي، ليتغلغلوا بمفاصل الدولة ويسكنوا قبة برلمانها، ثم عزفوا على وتر عاطفة الشعب تجاه قضاياه المركزية، لتحقيق مآربهم الخبيثة. إنهم إخوان الأردن، الجماعة التي انحلّت عام 2020 بقرار قضائي من أعلى سلطة بالمملكة، تتصدر الواجهة من جديد بضلوعها في مخطط إرهابي.

وأمس الثلاثاء، أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية، إحباط مخططات "تهدف للمساس بالأمن الوطني" شملت "تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة"، مؤكدة توقيف 16 شخصا متورطا فيها.

وجاء في بيان صادر عن دائرة المخابرات، أن الأخيرة كانت تتابع تلك المخططات منذ العام 2021.

وشملت تلك المخططات ما يلي:

- تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة.

- حيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام

- ⁠مشروعا لتصنيع طائرات مسيرة.

- تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج

ويؤكد مراقبون أن من شأن هذه المخططات أن تفقد الجماعة أي تعاطف شعبي معها في الأردن، خاصة وأن الشارع في المملكة يعتز باستقراره، ويعتبره خطا أحمر لا يجوز تجاوزه من أي طرف كان.

استغلال قضايا الشعوب

لطالما راقبت الولايات المتحدة الأميركية عن كثب إخوان الأردن وتوجهاتهم السياسية تجاه مختلف القضايا الداخلية والإقليمية أيضا.

وفي برقية سرية صدرت عن السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان، قبل سنوات، قال القائم بأعمال السفير الأميركي السابق دانيال روبنستين: "بشكل عام، يشار إلى الحركة الإسلامية في الأردن على أنها جماعة الإخوان بالمملكة وحزبها السياسي جبهة العمل الإسلامي، ولكل طرف هيكلة قيادية منفصلة ولكن كلاهما يخضعان لمجلس الشورى".

وأضاف: "يتألف مجلس الشورى من 50 عضوا، 33-35 منهم يتم انتخابهم من قبل الفروع المحلية للإخوان، و12 يتم انتخابهم من إخوان الأردن خارج المملكة، و5 آخرين يتم تعيينهم كمراقبين من قبل الأعضاء الـ 45، ويصوت جميع الأعضاء لتحديد قيادة الإخوان".

وتُلفت البرقية إلى أن العلاقة بين الجماعة والحكومة الأردنية "ازدادت توترا في السنوات الماضية، وبلغت ذروتها بعد استيلاء حركة "حماس" على قطاع غزة في يونيو 2007".

وأشارت البرقية إلى استغلال جماعة الإخوان القضايا الحساسة بالنسبة للأردنيين، مثل الهجمات الإسرائيلية في غزة، من أجل اكتساب تأييد الأردنيين.

وقالت إن "الحركة الإسلامية استخدمت الوضع في غزة ذريعة لتكرار دعواتها التقليدية لإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل الموقعة عام 1994"، لافتة إلى أن "التصعيد الخطابي يتردد صداه لدى الجمهور الأردني وهو بشكل عام غاضب من العنف في القطاع".

شبكة تمويل وإرهاب

عندما وجهت الحكومة الأردنية لجماعة الإخوان بالقيام بمخالفات مالية واسعة في شبكة مؤسساتها في يوليو 2006، كشفت برقية سرية أمريكية النقاب عن شبكة بمئات ملايين الدولارات.

وكتب السفير الأميركي حينها في العاصمة الأردنية عمان، ديفيد هيل، يقول في برقية سرية، إن "مؤسسات الجمعية (الإخوان) تقدر بنحو 700 مليون دولار أميركي" مشيرا إلى أنها "توفر للإخوان وجبهة العمل الإسلامي مصدر رعاية وعمق مؤسسي".

وفي إشارة إلى احتفاء الجماعة بفوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، كتب هيل: "يشعر الملك (عاهل الأردن) وكبار مساعديه بالقلق من جماعة تستمد النشاط من فوز حماس بالجوار، وهم غاضبون من تعازي (أبو مصعب) الزرقاوي".

وفي تلك الفترة، أشار القائم بأعمال السفير الأميركي في الأردن دانيال روبنستين، إلى أن 4 نواب من جبهة العمل الإسلامي أشادوا بالإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، وهو أحد قادة تنظيم "القاعدة" رغم أن 59 بالمائة من الأردنيين يعتبرونه إرهابيا.

واستنادا لذلك، نقلت برقية عن العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، قوله في لقاء مع ديبلوماسيين، إن اعتقال النواب الأربعة "كان محاولة من قبل الحكومة لمواجهة الإسلاميين الذين يروجون للفكر التكفيري أو تبرير الإرهاب".

فيما يشير السفير الأميركي الأسبق في العاصمة الأردنية، إدوارد غنيم، في برقية كتبها قبل سنوات، إلى أن "جماعة الإخوان المسلمين الأردنية تأسست عام 1945 كامتداد لجماعة الإخوان المصرية".

وكتب في برقيته المؤرخة في أغسطس 2003، ، يقول إن "الملك سمح لجماعة الإخوان بتصنيف نفسها مؤسسة إسلامية خلال فترة حظر فيها الأردن الأحزاب السياسية".

وتابع: "وعلى هذا النحو، تمكنت جماعة الإخوان من تطوير هيكلها التنظيمي والتأثير، بينما اضطرت الحركات السياسية الأخرى للعمل تحت الأرض، وأثناء السنوات الـ 40 الماضية، روجت الجماعة لمعتقداتها السياسية من خلال سيطرتها على الجمعيات المهنية وعبر أنشطتها الاجتماعية وبرامج رعاية متواضعة نسبيا وجهود إعلامية".

وأضاف أن "عناصر الحكومة الأردنية المسؤولة عن المراقبة تشعر بالقلق من الأهداف النهائية للمتطرفين الدينيين، وهي أكثر راديكالية من السياسة المعلنة للمنظمة، وأنه قد تكون هناك روابط بين أعضاء الإخوان المسلمين ومنظمات أكثر تطرفًا".

ونصح السفير الأميركي بـ"عدم تقديم المساعدة لبرامج الإخوان وجبهة العمل الإسلامي"، مشيرا إلى أنه "غالبًا ما تتم دعوة أعضاء الإخوان الذين شاركوا في لقاءات إسلامية على المستوى الإقليمي، ضم بعضها المزيد من المتطرفين، ولا يعرف السفير مدى مشاركة الأعضاء في الحوارات بهذه الاجتماعات".

مخطط ينكشف

ورأى القائم بأعمال السفير الأميركي ديفيد هيل أن إخوان الأردن فقدوا الكثير من تأثيرهم على مدى الزمن.

وكتب يقول ببرقية سرية في سبتمبر 2004، "كانت هناك زيادة مطردة لا لبس فيها في تأثير الإسلام في المجتمع الأردني خلال العقدين الماضيين، ولقد تبنى الجيل الأصغر على وجه الخصوص جذوره الإسلامية".

واستدرك: "لكن المثير للدهشة هو أن المشاركة بجماعة الإخوان وجناحهم السياسي جبهة العمل الإسلامي لم يرتفع بشكل ملحوظ، حيث لم يعد الأردنيون يشعرون بالحاجة للانضمام إلى هذه الجماعات لتأكيد هويتهم الدينية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق