السودان في قبضة الحرب
كابوس دموي يدخل عامه الثالث، فمنذ بداية الأزمة، كانت مصر تحذر من تداعيات التصعيد في السودان، لكن الآن أصبح التحذير حقيقة مريرة، حيث دخل النزاع الدموي بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” عامه الثالث، ليُصبح كابوسًا يزداد عمقًا يومًا بعد يوم، وسط معارك عنيفة في مناطق حيوية وتدمير هائل للموارد والبنية التحتية.
المعارك مستمرة
الحرب مستمرة في عدة جبهات، أهمها غرب وجنوب أم درمان، بالإضافة إلى شمال دارفور.
في تلك المناطق، يواصل الجيش السوداني استعادة الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”، مثل استعادة سوق “قندهار” في غرب أم درمان.
أخبار تهمك
بيدري يتألق ويعتلي قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإسباني
الأهلي يشكر وزير الداخلية ويستعد لملاقاة صن داونز في نصف نهائي دوري الأبطال
لكن في قلب الخرطوم، الوضع أسوأ من أي وقت مضى: أحياء المدينة تُعاني من انقطاع الخدمات الأساسية بعد استهداف محطة توليد سد مروي، مما زاد من تعقيد المأساة الإنسانية.
وفي تطور مفاجئ، أعلن محمد حمدان دقلو، قائد قوات “الدعم السريع”، عن تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، وهو ما أثار الجدل والرفض من قبل الحكومة السودانية، التي لا تعترف بأي شكل من أشكال الحكومات الموازية.
كابوس دموي
يبدو أن حميدتي يسعى إلى تشكيل واقع سياسي موازي في وقت تدمر فيه الحرب كل شيء حوله .
ما يزيد من تعقيد الموقف هو ما تضمنته التقارير من أن قوات “الدعم السريع” ارتكبت مجازر مروعة في مخيمات النازحين بشمال دارفور، حيث لقي حوالي 500 شخص حتفهم في مجزرة مخيم “زمزم”.
كما أعلنت المنظمات الإنسانية عن تدمير منازل وأسواق ومرافق صحية، في وقت يُصنف الهجوم بأنه “جرائم حرب”.
أرقام مرعبة وواقع مأساوي
تستمر الحرب في حصاد أرواح الأبرياء، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، بينما تفيد تقارير أخرى بأن العدد قد يتجاوز 150 ألف قتيل.
النزوح أصبح مصير الملايين، مع اقتراب عدد النازحين من 13 مليون شخص، في حين يُهدد أكثر من 25 مليون شخص بالمجاعة.
في وقت ارتفعت فيه الأسعار بشكل غير مسبوق، فإن ملايين السودانيين يقفون على حافة الجوع، ولا سيما مع معاناة 5 ملايين طفل وأم من سوء التغذية.
محاولات دولية محدودة
على الرغم من الأزمة الطاحنة، لا تزال جهود المجتمع الدولي قاصرة في وقف القتال، حيث لم تُموّل خطط الأمم المتحدة للإغاثة إلا بنسبة ضئيلة، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني.
في هذا السياق، عُقد مؤتمر للمانحين في لندن، لكن رغم تعهد بعض الدول الكبرى بمساعدات مالية، تظل الحاجة أكثر إلحاحًا. الواقع على الأرض يعكس حاجة ماسة لجهود أكبر وأكثر فعالية.
يذكر أن الحرب اندلعت في 15 أبريل 2023 بسبب تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، إثر فشل المفاوضات بين الطرفين حول السيطرة على السلطة. وتحوّل الصراع سريعًا إلى معارك شرسة في العاصمة الخرطوم، مما أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، وسط انهيار تام للخدمات والبنية التحتية، ومأساة إنسانية مستمرة بلا حلول واضحة.
0 تعليق