في خطوة للحفاظ على إمبراطوريته، عرض مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، دفع 450 مليون دولار للجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لتسوية قضية احتكار تتعلق باستحواذ الشركة على تطبيقي «إنستغرام» و«واتساب»، وفقاً لما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتعدّ هذه التسوية أقل بكثير من المبلغ الذي طالبت به اللجنة، والذي بلغ 30 مليار دولار، ما دفع رئيس اللجنة الجديد، أندرو فيرغسون، إلى رفض العرض واعتباره «غير جدي»، مؤكداً أن أي اتفاق يجب ألا يقل عن 18 مليار دولار.
ورغم مساعي زوكربيرغ لتقريب وجهات النظر، بما في ذلك لقاءات متكررة مع الرئيس السابق دونالد ترامب وكبار المسؤولين، رفض ترامب التدخل في القضية، ووافق على المضي قدماً في المحاكمة، بحسب ما ذكرته «العربية. نت».
وقد بدأت جلسات المحاكمة الإثنين الفائت، حيث استُدعي زوكربيرغ للإدلاء بشهادته على مدى أربع ساعات. وتواجه «ميتا» اتهامات باتباع إستراتيجية ممنهجة لاحتكار السوق ومنع المنافسين من النمو، بينما تتمسك الشركة بدفاعها بأن السوق يشهد منافسة قوية من منصات مثل «TikTok» و«YouTube».
وفي الشكوى التي قدّمت قبل 5 سنوات إبّان ولاية ترامب الرئاسية الأولى، تتّهم السلطات الأميركية المجموعة التي تتّخذ في كاليفورنيا مقرّاً لها، بشراء التطبيقين لسحب البساط من تحت أقدام منافسين محتملين.
وتسعى (FTC) إلى إثبات أن «ميتا» التي كانت حينذاك «فيسبوك» استغلّت موقعها المهيمن لشراء «إنستغرام» سنة 2012 في مقابل مليار دولار و«واتساب» في 2014 في مقابل 19 ملياراً.
وكشفت وثيقة، نُشرت يوم الثلاثاء 15 أبريل، عن أن زوكربيرغ درس في العام 2018 فصل تطبيق «إنستغرام» عن الشركة، تخوفاً من دعوى محتملة قد تتهم الشركة بالاحتكار.
وأتى ذلك تزامناً مع اليوم الثاني من إدلاء الرئيس التنفيذي للشركة بشهادته في المحاكمة.
وذكر زوكربيرغ، في الوثيقة التي رفض فيها خطة لإعادة هيكلة «Meta» وربط تطبيقاتها معاً بشكل أقوى: «أتساءل ما إذا كان يجب علينا التفكير في خطوة جذرية تتمثل في تحويل (إنستغرام) إلى شركة منفصلة»، بحسب وكالة رويترز.
ولم تنفذ الشركة مقترح الرئيس التنفيذي واستمرت خطة الدمج في العام التالي. لكن مجرد دراسة الفكرة تعتبر علامة على مدى الجدية التي كان زوكربيرغ يتعامل بها مع تهديد محتمل مثل محاكمة مكافحة الاحتكار، والتي أصبحت حقيقة في الوقت الحالي.
وتضمنت الوثيقة، أن الرئيس التنفيذي لـ Meta كتب قائلاً: «مع تزايد الدعوات لتفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى، هناك احتمال ليس بالضئيل أن نضطر إلى فصل إنستغرام، وربما واتساب، خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة على أي حال».
وذكر زوكربيرغ، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، خلال المحاكمة، أنه اشترى «إنستغرام» بسبب تزوده بخاصية لالتقاط الصور «أفضل» من تلك التي كانت شركته تحاول تصميمها لتطبيق «فيسبوك».
0 تعليق