عربي ودولي
0
الدبلوماسية أم الحرب.. من يحلّق أعلى؟
الغزيون ينتظرون حلاً ينهي معاناتهم
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي
■ نازح غَزِّي: كأن الموت يسكن بيننا ولا يريد أن يغادر خيامنا ومنازلنا
في 19 يناير الماضي، أفضت الجهود السياسية القطرية والمصرية إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة على مراحل، لكن سرعان ما عادت رحى القتل للدوران وحصد أرواح الأبرياء، وبانفلات أكثر وحشية.
وتبدو أسباب استمرار إبادة غزة كما لو أنها جاهزة ومعدة مسبقاً، لتظهر في وجه أية محاولة ممكنة لوقفها ومنع توسعها، بل إنها تبقى متحفزة ومتأهبة على الدوام أمام أولئك الذين ينشطون سياسياً، ويجهدون في إخماد كرة النار.
ثمة جهد سياسي عاد ينشط في الدوحة، يقابله جهد محموم لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يجهد لإبقاء جذوة المحرقة مشتعلة، يناصره في ذلك وزراء متطرفون يسيطرون على المشهد في الكيان الإسرائيلي، ويتحكمون في آليات ومجرى الحرب، ولا شغل لهم سوى تشجيع صب المزيد من القذائف الملتهبة على المدنيين العزل، كي لا يتمكن أحد من إطفائها.
طفح كيل الحرب في غزة، فمؤشر عداد الشهداء والجرحى والمفقودين إلى ارتفاع، والقطاع تحول إلى مكان غير ملائهم للعيش، والمدنيون هم من يدفعون الثمن، فالموت لا يتوقف للحظة، ويطال حتى المناطق التي كانوا يعتقدون بأنها أقل خطراً.
ولم يعد الحديث عن مجزرة جديدة، كافياً لتوصيف المحرقة التي تحيق بأهل غزة، فحرب الإبادة متواصلة بل وتتجدد مع كل جهد سياسي، واللافت أن نارها لم تعد تصيب أهل غزة فقط، وإنما أخذت تلفح وجوه الفلسطينيين في جنين وطولكرم ونابلس، وربما تتعدى ذلك لتطيح بكل مدن الضفة الغربية.
العدوان الإسرائيلي يغشى كل ما يرتبط بالحياة الآدمية في قطاع غزة، ويحاول عرقلة كل محاولة سياسية، فماذا يقول الغزيون؟.
«كأن الموت يسكن بيننا، ولا يريد أن يغادر خيامنا ومنازلنا» عبارة قالها النازح بركات الأنصاري من غزة، في إشارة إلى كثرة سقوط الشهداء، واستمرار تدمير المباني والحياة، في كل مرة تنفذ فيها مقاتلات الاحتلال الحربية غاراتها، أو تطلق المدفعية نيرانها، باتجاه منازل المواطنين أو خيام النازحين، مبيناً أن الموت لا يعرف الراحة، ويواصل حصد الأرواح على مدار الساعة.
وتابع: «في الدقيقة الواحدة تنفذ المقاتلات الحربية عدة غارات، تأتي على شكل أحزمة نارية، وتستهدف المساحات المتقاربة والمباني المتراصّة، لايقاع أكبر قدر من الضحايا، وهذا ما جرى في مجازر الشجاعية وحي التفاح بغزة.. هذه الطائرات تنشر الرعب والخوف والموت في كل مكان، فمن يوقف هذه المحرقة»؟.
«جيش الاحتلال لا يستثني أحداً، ولا فرق بين مواطن في بيته أو نازح في خيمته، الكل في قلب النار، وحتى الأطقم الطبية والصحفية لم تسلم» قال محسن الكردي من حي الشجاعية، مبيناً أنه لا تكاد تمر ساعة دون غارة هنا أو قصف هناك، منوهاً إلى أعداد هائلة (أحياء وأموات) تحت ركام المنازل.
ويصف مراقبون ما يجري في غزة، بأنه إبادة جماعية للإنسان والمكان، حيث امتدت الحرب لتطال مختلف أشكال الهوية الفلسطينية، المدارس والمساجد والمستشفيات، والآثار والأماكن التاريخية، التي ستبقى شاهدة على فظاعة الجريمة.
فيرى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن المجازر التي يشنها جيش الاحتلال في غزة تستهدف الشعب الفلسطيني برمته وليس فقط حركة حماس، منوهاً إلى مخطط إسرائيلي للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، من خلال فرض الهيمنة.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق