مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، تعد واحدة من أكبر المدن الصحراوية في مصر وأهمها على الإطلاق. تحتضنها ضفاف البحر الأبيض المتوسط، لتكون مركزاً حضارياً واقتصادياً وسكانياً في قلب شبه جزيرة سيناء. ومع تاريخ طويل وموقع استراتيجي متميز، تحتفظ العريش بمستقبل واعد يجعلها محط أنظار الجميع.
تقع العريش في منتصف قاعدة مثلث سيناء، ويخترقها وادي العريش الذي كان يروي البحر بمياهه خلال فصل الشتاء، قبل أن يُحد من خطر السيول بإنشاء سد الروافعة جنوب المدينة.
وهي تتمتع بموقع استراتيجي بين البحر الأبيض المتوسط من الشمال، ومدن الشيخ زويد ورفح من الشرق، ومدينة بئر العبد من الغرب، ومحافظة جنوب سيناء من الجنوب.
أخبار تهمك
أوقاف شمال سيناء تُنظم مجالس فقهية حول “مخاطر المقامرة الإلكترونية”
تفاصيل حادث يخت “فاير بيرد” في شرم الشيخ: إنقاذ جميع الركاب والطاقم
كما تتوسط الطريق البري الذي يربط القنطرة ورفح، ما يجعلها نقطة وصل حيوية بين شرق وغرب مصر.
تتميز العريش بمساحتها التي تبلغ نحو 762 كم²، وطقسها شبه الصحراوي المداري الذي يتسم بدرجات حرارة معتدلة في الشتاء، وارتفاعها في الصيف.
الرياح الشمالية الغربية الممطرة تضيف لمسة من التنوع البيئي. والنخيل الذي يزين المدينة يعد رمزاً لها، حيث تشكل زراعة النخيل وإنتاج الزيتون من أهم الأنشطة الاقتصادية، وهو ما يتجسد في شعار المدينة الذي يبرز نخلة تحيط بها شمس وسمكة تحمل غصن زيتون.
العريش قلب سيناء النابض
العريش ليست مجرد مدينة، بل هي مجموعة من الأحياء والمناطق السكنية مثل المساعيد، ضاحية السلام، الريسة، وغيرها، إضافة إلى 4 قرى تابعة لها، مثل الميدان والسكاسكة.
بلغ عدد سكان المدينة نحو 214,799 نسمة في عام 2023، مقسمين بين أبناء قبائل بدو سيناء، سكان المدينة الأصليين، والوافدين من مختلف محافظات مصر للعمل في مجالات التنمية والإعمار.
تتمتع المدينة بثروات طبيعية هائلة، من الرمال الصفراء والسوداء، إلى رمال البناء، وتعدد فرص الاستثمار في الاستزراع السمكي، الإنتاج الحيواني، وتقطيع الرخام، فضلاً عن استصلاح الأراضي الزراعية عبر ترعة الشيخ جابر. كما تملك العريش إمكانيات كبيرة في السياحة البيئية بفضل محمياتها الطبيعية.
تُعد العريش مركزاً هاماً في سيناء، مع معالم بارزة مثل ميناء العريش البحري، مطار العريش الدولي، قلعة لحفن، ومتحف العريش القومي. المدينة تتمتع بجاذبية ثقافية وتراثية، بالإضافة إلى مركز ثقافي تابع لمؤسسة الأهرام.
العريش، بموقعها الفريد وثرواتها الطبيعية والبشرية، تواصل سعيها لتكون ركيزة أساسية في تنمية سيناء، مما يضمن لها دوراً محوريًّا في مستقبل مصر الاقتصادي والسياحي.
0 تعليق