في خطوة تعكس توجه الدولة نحو توظيف طاقات الشباب كعنصر محوري في خطط التنمية، استقبلت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان وتنمية الأسرة، وفدًا من اتحاد “بشبابها”، في لقاء موسع هدفه رسم ملامح دور الشباب في التوعية المجتمعية وتغيير السلوكيات السكانية، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان.

وخلال اللقاء، أكدت الدكتورة عبلة الألفي أهمية تمكين الشباب وتأهيلهم كقادة رأي قادرين على نشر الوعي الأسري والصحي، معتبرة أن بناء شخصية شبابية واعية هو أحد أعمدة تحسين الخصائص السكانية إلى جانب التمكين الاقتصادي، خاصة للنساء والشابات، وتعزيز الصناعات المحلية.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن اللقاء تطرق إلى العلاقة الوثيقة بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للتنمية، مشيرًا إلى أن الوزارة وضعت خطة عاجلة للتعامل مع 73 منطقة تم تصنيفها وفق مؤشرات الخصائص السكانية، ترتكز على مبادرة “الألف يوم الذهبية” التي تركز على صحة الأم والطفل من خلال التوعية بالمباعدة بين الولادات.

وتناول الحوار محاور شديدة الأهمية، أبرزها التوعية بالصحة الإنجابية، الاستعداد الجيد للزواج، التغذية السليمة، الرضاعة الطبيعية، إلى جانب مواجهة تحديات مجتمعية مثل الزواج المبكر وعمالة الأطفال، عبر تدريب الشباب على تقديم رسائل توعوية جذابة لأقرانهم.

كما ناقش اللقاء أفكارًا مبتكرة لتحفيز الشباب على الانتقال للمدن الجديدة، والاستماع إلى مقترحاتهم لرفعها للجهات المعنية، بهدف توزيع الكثافة السكانية بشكل أكثر توازنًا.

من جانبها، استعرضت الدكتورة شيماء ربيع، المدير التنفيذي لاتحاد “بشبابها”، رؤية الاتحاد الذي يضم أكثر من 312 ألف شاب وشابة، ويعمل من خلال لجان ومجالس بالمحافظات بدعم ذاتي وتطوعي. كما استعرضت فاطمة عطية، رئيس محور الحوكمة بوزارة الشباب، أبرز مبادرات الاتحاد مثل “كأس بشبابها” داخل الجامعات، ومعسكر شبابي في المنيا، إلى جانب شراكات مع وزارة الأوقاف والكنيسة لنشر الوعي ومحاربة الشائعات.

الجدير بالذكر أن اتحاد “بشبابها” يعمل تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة، ويعد نموذجًا حيويًا لمشاركة الشباب في صنع السياسات المجتمعية، بما يسهم في بناء جيل أكثر وعيًا وقدرة على إحداث التغيير المنشود في المشهد السكاني.