لليوم السادس والثلاثين على التوالي، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، بينما تتصاعد التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية على وشك الانفجار. خمسون يوماً من الحصار الجائر، لا شيء يدخل غزة إلا الموت والدمار، وسط أنين السكان ومعاناتهم المتزايدة.
ورغم الظروف القاسية، لا يزال الأمل ضعيفاً في التوصل إلى اتفاق توقف بموجبه إسرائيل عدوانها، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى القاهرة حيث من المتوقع أن يصل وفد من حركة حماس في الأيام القادمة لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
لكن الفلسطينيين باتوا يشككون في نجاح هذه المفاوضات. فالحصار لا يزال قائماً، وتهديدات الاحتلال لا تتوقف، بينما تزداد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تصلباً.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صرح بشكل قاطع أن هدف إسرائيل الأول هو القضاء على حماس، وأن قضية الأسرى ليست أولوية في الوقت الراهن.
في الوقت ذاته، كشفت تقارير إسرائيلية عن فجوة متزايدة بين القادة العسكريين والمجتمع الإسرائيلي، حيث يعاني جنود الاحتياط من إرهاق شديد، مما يعكس الضغوط المتزايدة على الجيش الإسرائيلي.
غزة تحت نيران الاحتلال
وفي ظل هذه الأجواء الملبدة، تؤكد الأمم المتحدة أن النظام الصحي في غزة قد بلغ مرحلة الانهيار، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية.
الطعام والوقود والأدوية لم تعد موجودة، والمخزونات من المواد الأساسية تشارف على النفاد.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة مهددون بالإصابة بالشلل، بينما يعاني الجميع من نقص حاد في الرعاية الصحية. الوضع في غزة أصبح كارثياً، والآلاف يفرون من ديارهم بحثاً عن ملاذ آمن، لكن لا مكان يلوذون إليه.
من جانبها، أكدت وكالة “الأونروا” أن أكثر من مليوني شخص في غزة يتعرضون لعقاب جماعي، حيث تُستخدم المساعدات الإنسانية كأداة للمساومة.
المفوض العام للأونروا دعا إلى رفع الحصار بشكل فوري لتقديم الإمدادات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن، في وقت تكشف فيه وزارة الصحة في غزة عن المخاطر المتزايدة بسبب منع إدخال تطعيمات شلل الأطفال منذ أكثر من 40 يوماً.
ورغم كل هذه المآسي، لا يزال صوت المقاومة في غزة قوياً، حيث دعت حركة حماس المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإيصال المساعدات.
في هذا السياق، دعت الحركة إلى تنظيم إضراب شامل في جميع أنحاء العالم يوم السبت المقبل، دعماً لغزة وإدانة للعدوان الإسرائيلي.
وفي الميدان، تواصل الطائرات الإسرائيلية غاراتها على القطاع، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً منذ فجر اليوم.
ومع تدمير المزيد من المنازل والمرافق المدنية، يستمر النزيف الفلسطيني في ظل صمت دولي وتحركات دبلوماسية محدودة.
غزة، التي كانت رمزاً للصمود، لا تزال تدافع عن حياتها ضد آلة الحرب الإسرائيلية، بينما تلوح في الأفق آمال ضئيلة في توقف القصف وفتح معابر المساعدات.
0 تعليق