محليات

0

❖ محمد العقيدي - محسن اليزيدي

■ الأسعار تبدأ من 44 ألف ريال وتصل إلى 100 ألف ريال

■ التعاقد مع المقاولين السعوديين أقل تكلفة ولكن غير ممكن حالياً

■ 44 ألف ريال للغرفة الرباعية المشتركة سعر مبالغ فيه

■ الثقة متوفرة في مصداقية المقاول القطري لكن عليه توفير البدائل الأقل تكلفة

■ ارتفاع أسعار الحج ظاهرة تتكرر كل عام

■ بعض المواطنين اضطروا لتأجيل الحج لعدم الاستطاعة بسبب ارتفاع التكلفة

■ التخوف من أن يكون أداء الفريضة مستقبلاً حكراً على الأثرياء

أكد عدد من المقاولين من أصحاب حملات الحج، والمواطنين أن تكلفة الحج من قطر تعتبر الأعلى عالميا مقارنة بأسعار الدول المجاورة والأخرى العربية، حيث إنه في الوقت الذي يسعى فيه المسلمون من كل بقاع العالم لأداء ركن الإسلام الخامس، يواجه المواطن والمقيم في قطر واقعا مختلفا، يتمثل في ارتفاع جنوني لتكاليف الحج إذ إن الحج في قطر يعتبر الأعلى تكلفة على مستوى العالم، وتصل تكلفة الفرد الواحد إلى 100 ألف ريال، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع، والجدوى من المبالغة في الخدمات المصاحبة، التي يراها البعض أنها باتت تميل للترف أكثر من كونها تسهيلات أساسية للحاج، وما هي إلا وسائل ترفيهية غير أساسية في أداء الركن الأعظم.

وتحرص الحملات في قطر على تقديم خدمات من فئة الخمس نجوم، تشمل الإقامة في فنادق فاخرة في مكة المكرمة، خياما مزودة بأجهزة تكييف متطورة، وخدمة إنترنت "واي فاي"، وتنقلات عبر باصات فخمة ومكيفة أو عبر الخدمة السريعة من خلال مترو مكة المكرمة، إلى جانب تقديم وجبات راقية، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار بشكل لافت، البعض لا يستطيعون الحج بسبب ارتفاع الأسعار المبالغ فيها.

 وطالب عدد من المواطنين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإعادة النظر بأسعار حملات الحج التي أصبحت خيالية والأغلى عالميا بشكل يكاد لا يصدق.

- حاتم الخالدي: الفنادق رفعت أسعار الغرف

قال حاتم الخالدي، حملة حاتم: إنهم في الحملة أنهوا كافة التجهيزات الخاصة بالحج هذا العام بعد الانتهاء من جميع الإجراءات الأساسية واللازمة، مشيرا إلى أن الحملات القطرية تعتمد على بعثة الحج القطرية في كل ما يخص الطواقم الطبية من الأطباء والممرضين.

وأكد الخالدي على أن ارتفاع تكلفة الحج في قطر يعود إلى بحث الحجاج عن الرفاهية وتوفر جميع الخدمات ومنها الحرص على السكن بالقرب من الحرم المكي وأن تكون الصلاة ضمن نطاق الحرم في الفنادق القريبة. ولفت إلى أن تكلفة الحج تصل إلى 97 ألف ريال للشخص في الغرفة الفردية لدى بعض الحملات وأما لدينا تصل الغرفة الفردية إلى 85 ألف ريال، أما الغرفة الثنائية 58 ألف ريال، والغرفة الثلاثية 48 ألف ريال، والغرفة الرباعية 40 ألفاً.

وأوضح أن زيادة الأسعار تعود إلى الفنادق في مكة المكرمة التي زادت الأسعار بنسبة 18 % وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى زيادة أسعار الحملة على الحجاج، مؤكدا على أن الحملات القطرية لا علاقة لها بزيادة الأسعار.

وأشار إلى أن مطالب الحجاج الباحثين عن الرفاهية في الحج على سبيل المثال خيام مكيفة وتوفير كافة الخدمات ووسائل الراحة تزيد هي أيضا من أسعار حملات الحج وذلك لزيادة مصروفات توفير كل تلك الوسائل والرفاهية.

وتابع: نحن لا نفرض الأسعار على الحجاج، بل نقدم باقات بمستويات متعددة، وهناك طلب دائم على الباقات الفاخرة، إذ إن الحجاج لا يقبلون أن يناموا في خيام حارة لا تتوفر فيها المكيفات والخدمات المناسبة، وبعضهم لا يقبل بالباقات العادية ويحرص على طلب أعلى الخدمات خلال موسم الحج، وبالتالي كل تلك الأمور تزيد من الأسعار.

- محمد الحمادي:  تحديد الأسعار تفرضه الخدمات والرفاهية

 قال محمد الحمادي صاحب حملة الحمادي: أنهينا كافة التجهيزات للحجاج هذا الموسم، وراعينا توفير كافة مطالب الحجاج، لافتا إلى أن بعثة الحج القطرية على تواصل مستمر مع الحملات القطرية وتوفر لها جميع مطالبها من طواقم طبية وتمريضية.

وأضاف الحمادي: إن تحديد الأسعار يكون على حسب السوق السعودية من الفنادق والمواصلات والخدمات الأخرى، كما أن ارتفاع أسعار الحملات يعود أيضا إلى رغبة بعض الحجاج الباحثين عن الرفاهية والراحة، إذ إنهم يطلبون حجز تذاكر طيران على الدرجة الأولى، بالإضافة إلى طلب مواصلات خاصة وغيرها الكثير من الأمور التي تدخل في الحسبان وتزيد من الأسعار، وبالتالي لا ارتفاع بالأسعار من قبل الحملات وإنما الطلبات من قبل الحجاج هي من تحدد الأسعار لأن أصحاب الحملات يوفرون كافة مطالب الحجاج التي يريدونها وبناء عليها تحدد الأسعار.

وأكد أن من بين الحجاج من يطلبون أن يسكنوا بفنادق قريبة جدا من الحرم المكي ويكون في نطاق الحرم أيضا وهذه الفنادق عادة ما تكون أسعارها مرتفعة خلال المواسم، الأمر الذي يدخل أيضا في زيادة الأسعار حيث لا يعقل أن تكون أسعار الفنادق القريبة من الحرم المكي كالأخرى البعيدة.

ولفت إلى أن الحملة اختارت موقع سكن الحجاج في مكان مناسب حيث إنه يقع في منطقة العزيزية القريبة من الحرم المكي وذلك حرصا على راحة الحجاج.

- عبد المنعم محمد: أجلت الحج لعدم استطاعتي

أشار عبد المنعم محمد وهو سوداني مقيم في قطر أن الأسعار التي تم الإعلان عنها مرتفعة جدا ولا أدري إن كانت تنطبق على المقيمين أم هي للمواطنين القطريين فقط ونحن بانتظار التوضيح لأن الأسعار فلكية وليس باستطاعتي أن أذهب للحج وأسأل الله أن يسقط عني العذر لأن الحج لمن استقطاع إليه سبيلا لأن الأسعار المعلنة فوق طاقتي وأستغرب كثيرا من الأسعار التي أعلنتها البعثات، وأستغرب أكثر من مطالبة مقاولي الحج بزيادتها ويقولون إنهم سيخسرون، والمؤكد أنهم يهدفون لربح مضاعف، لكن مع هذه الأسعار سأضطر لتأجيل الحج للعام المقبل.

- خالد السليطي: الوضع بحاجة إلى تدخل الجهات المختصة

أكد المواطن خالد السليطي أنه يثق في مصداقية المقاولين القطريين الذين يحرصون على راحة الحجاج وتوفير كل متطلبات وسبل الراحة لهم من خدمات ومرافق حيوية وأنهم بعيدون عن الاستغلال والجشع ولكن الأسعار التي تم الإعلان عنها للحج هذا العام تحتاج إلى وقفة وتعريف الناس عن أسبابها ولماذا الأسعار عندنا في قطر هي الأعلى من دون الدول المجاورة، حتى وإن كانت الأسعار ارتفعت في مكة فإنه يجب أن تشكل لجان من وزارة الأوقاف للذهاب والسفر إلى الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية والمؤسسات القائمة على خدمات الحجاج لتخفيض الأسعار لأنها مرتفعة جدا فلا يعقل أن يكون مبلغ 44 ألف ريال أقل سعر للفرد في الغرفة المزدوجة لدى بعض الحملات، بينما وصل السعر للغرفة الانفرادية قرابة 89 ألف ريال. وأضاف خالد السليطي أنه لا مانع أن يكون هناك أسعار مختلفة للفئات التي تريد الرفاهية في السكن والمواصلات ولديها المقدرة المادية وهذا من حق أي شخص ولكن أن تكون الأسعار لجميع الفئات فإن الوضع بحاجة إلى تدخل الجهات المختصة لوقف هذا الارتفاع الجنوني للأسعار.

- محمد الكواري: الحج يتطلب التواضع والتجرد من البذخ

 قال محمد صالح الكواري: إن الحج عبادة تتطلب التواضع والتجرد، ولا يفترض أن تتحول إلى تجربة محاطة بالبذخ المادي الذي يثقل كاهل الراغبين في تأدية الفريضة، موضحا: رغم تقديرنا للجهود التي تبذلها الحملات في خدمة الحجاج، إلا أن الحفاظ على جوهر الحج ومعانيه، وإتاحته بسعر مناسب لجميع المسلمين في قطر، يجب أن يكون هو الهدف الأول.

وأضاف: ليس كل الحجاج بحاجة إلى خيمة فاخرة أو أي خدمات أخرى تدخل في الرفاهية، حيث يريد البعض تأدية مناسكهم والانتهاء من الحج والعودة إلى بلدانهم بكل أريحية دون بذخ أو مصاريف تثقل كاهلهم.

وأكد أن بعض حملات الحج تبرر ارتفاع الأسعار، معتبرة أنها تقدم خدمات تناسب ذوق الحاج القطري ومستوى رفاهيته في حياته اليومية.

- سعد الغانم: هل يقتصر الحج مستقبلاً على الأغنياء فقط؟

 قال المواطن سعد الغانم إنه وبعد أن سمعت وقرأت عن الأسعار الفلكية لتكلفة الحج أصابني الذهول ولا أدري لم الأسعار في ارتفاع متزايد كل عام وإلى أين سوف تصل وهل في المستقبل القريب سيكون الحج مقتصرا على فئة معينة من أصحاب الأموال فقط؟ وأضاف سعد الغانم أن الأسعار ترتفع في كل موسم من قبل الشركات والفنادق في مكة على المقاولين الخليجيين والقطريين بصفة خاصة وأذكر أنه قبل عدة سنوات كان العديد من أهل قطر يقوم بالحج عن طريق المقاولين السعوديين وكانت الأسعار رخيصة وفي متناول الجميع وبعد أن تغيرت الإجراءات وتم منع التعاقد من المقاولين السعوديين ارتفعت الأسعار عندنا من جديد وللأسف اندهشت كثيرا عندما سمعت عن الأسعار الفلكية لتكلفة هذا العام فهل من المعقول أن تكون أقل تكلفة بمبلغ 44 ألف ريال في بعض الحملات للفرد في الغرفة الرباعية المشتركة حيث إن هذا المبلغ الضخم يجب أن يكون للفرد في غرفة منفردة ولها خدمة خاصة وليست مشتركة مع أفراد آخرين بينما الأسعار تفاوتت ما بين 77 ألفا و89 ألفا فكم ستكون تكلفة الحج للمواطن من ذوي الدخل المحدود إن رغب بالذهاب إلى الحج برفقة زوجته أو أولاده أو ربما يريد اصطحاب والديه، كم سيدفع؟ نصف مليون ريال، أعتقد أن الأمر مبالغ فيه جدا ويجب على وزارة الأوقاف والجهات المعنية التنسيق والمتابعة بين المقاولين في قطر والشركات المسؤولة في المملكة العربية السعودية في مكة للوصول إلى حلول وسط بشأن تخفيض أسعار الفنادق والخدمات الأساسية للحجاج.

- د. عبد المحسن اليافعي: السكن خارج منطقة الحرم أقل تكلفة

أشار الدكتور عبدالمحسن اليافعي إلى ظاهرة الارتفاع الكبير في أسعار الحج بأنها ظاهرة تتكرر كل عام ولا أحد يعلم ما السبب لأن المقاولين يقولون إن الأسعار في مكة ارتفعت علينا ونحن بدورنا نرفعها على الحجاج وإلا لتعرضنا لخسائر فادحة، ومن هذا المنطلق أطالب المقاولين بإيجاد البديل الأقل تكلفة فليس كل الحجاج يرغبون في السكن قرب الحرم أو في غرف مطلة على الحرم، وبإمكان المقاولين أن يستأجرا غرفا وفنادق في منطقة العزيزية في مكة وبأسعار أقل تسهيلات للحجاج لأن الأسعار الفلكية التي تم الإعلان عنها غير منطقية 55 ألفا و70 ألفا و90 ألفا وإن استمر الوضع بهذه الحالة فإنه في المستقبل القريب سيكون الحج مقتصرا على فئات معينة وهم التجار والأثرياء فقط وهذا الأمر لا يقبله دين ولا عرف لذلك أناشد المقاولين القطريين بالبحث وإيجاد البديل الأرخص وأن تكون هناك عروض وبدائل أمام الحاج أما أن يكون مبلغ 44 ألفا وفي غرفة رباعية مشتركة في بعض الحملات، هو الخيار الأقل تكلفة فهذا ضرب من الخيال وسبب تعجيزي للكثير من الراغبين في أداء مناسك الحج. وأضاف الدكتور اليافعي أن الملاحظ أن معظم المقاولين يختارون فنادق قريبة من الحرم وهذا الأمر جيد للبعض ولكنه لا يناسب الآخرين الذين ليس باستطاعتهم دفع هذه المبالغ الباهظة ورغم أن السكن بعيد عن الحرم توجد فيه الكثير من الصعاب ولكن الحاج هنا يأخذ نوع الخدمة التي يريدها والتي تناسب ميزانية الحج وأنا أذكر عندما كنت في الحج قبل عدة سنوات دفعت مبلغا كبيرا ثم لاحظت أن العديد من الجاليات الآسيوية تسكن نفس الفندق الذي أسكن فيه ودفعت فيه مبلغا كبيرا وتساءلت هل من المعقول أن هؤلاء الفقراء والبسطاء دفعوا نفس المبلغ الذي دفعته أنا، أشك في أن الأسعار للحجاج القطريين ربما تكون فيها مبالغة كبيرة.

- خليفة العمادي: الأسعار عندنا مرتفعة وهذه هي الأسباب

أكد المواطن خليفة العمادي على أهمية تدخل الجهات المعنية للتوصل إلى حلول لظاهرة زيادة تكلفة الحج التي وصلت لأسعار فلكية واقتربت من حاجز المائة ألف ريال فلا يعقل أن يلقى اللوم على الشركات المتعددة في السعودية والتي تقوم بحجز الفنادق والمواصلات للمقاولين القطريين وتستغلهم برفع الأسعار في كل موسم، وسعر 44 ألف ريال ربما يكون مناسبا للمواطن القطري إن كان المقابل توفير خدمة مميزة وغرفة انفرادية ولكني تفاجأت أن مبلغ 44 ألف ريال للفرد في غرفة رباعية مشتركة وهو أمر غير معقول ومبالغ فيه، وأضاف العمادي أن المقاولين القطريين يبذلون قصارى جهدهم في توفير أفضل سبل الراحة للحجاج القطريين وتقديم أشهى أنواع المأكولات إضافة إلى توفير المواصلات المناسبة والمريحة لذلك نجد أن الأسعار عندنا مرتفعة نوعا ما ولكن الشيء غير المنطقي هو ارتفاع التكلفة هذا الموسم بشكل مبالغ فيه جدا.