قام بها رجلٌ جمع بين العلم والشغف.. عملية حصاد ناجحة لتجربة زراعة منزلية للقمح

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

من قلب الصحراء حيث التربة الجافة والحرارة المرتفعة التي تعتبر عائقا أمام الزراعة، وقف رجلٌ ليتحدى هذه الظروف ويطوعها لإنجاح تجاربه الزراعية التي طالت القمح وبعض أنواع النباتات والأشجار الأخرى التي أحضرها معه من أسفاره. إنه المهندس إسماعيل آمال، رجل جمع بين العلم والشغف، بين الحسابات الدقيقة لمجاله بهندسة الطب الفيزيائية وإدارة الأعمال وبين دفء التراب بين أصابعه، لتستهويه الأرض ويعشق الزراعة، وساعده على ذلك توفير إسكان المدينة التعليمية حيث يسكن مساحة مخصصة لممارسة تجاربه الزراعية التي يستغلها لتوعية الأطفال في الإسكان بعمل المزارع وأهمية الزراعة التي تعد مصدراً للغذاء. وينظم السيد آمال ورش عمل زراعية يشارك بها أبناء المجمع السكني ليغرسوا النباتات بأيديهم مع تقديم شرح مفصلة عن أنواع النباتات وطرق العناية بالزراعة واحترام عمل المزارع.

20250424_1745522518-604.JPG?1745522518
نجح المهندس آمال في زراعة بذور القمح عضوياً دون تدخل بشري من حيث تجهيز المكان أو الأسمدة الكيميائية ولا حتى المبيدات.
«العرب» واكبت عملية حصاد القمح لهذه التجربة الناجحة التي ينوي المهندس آمال إعادتها بشكل أوسع الموسم المقبل، وذلك بعد أن درس خلال التجربة الأولى مقومات إنجاح زراعة القمح والتحديات التي تواجه هذه العملية والتي ذللها لتنجح التجربة الأولى ليوسعها في التجربة الثانية بشكل أكبر وبدقة أكثر.  الرجل الذي استهوته الزراعة منذ شبابه، وجاب العالم ليتعلمها، حيث مارس الأعمال الزراعية على مدى 15 عاما مكنته من جمع أسرار الزراعة من أربع قارات، حتى أصبح خبيرًا يُستشار، يروي لـ « العرب» تفاصيل التجربة وأنواع النباتات التي جلبها من الخارج ونجح في زراعتها في دولة قطر بإسكان المدينة التعليمية، حيث يقيم، مثل المانجو التايلاندي والنخيل المدغشقري وشجر الحليب الأفريقي، بالإضافة إلى أكثر من 6 أنواع من نبات النعناع والعديد من النباتات الأخرى من بينها الخزامى.

تحديات وتكلفة اقتصادية
يوضح آمال أن زراعة بذور القمح تمت قبل 5 أشهر من الآن، حيث بدأ العمل كتجربة لدراسة إمكانية نجاح هذه البذور في دولة قطر والتحديات التي تمنع ذلك ومن بينها التكلفة الاقتصادية للعملية الزراعية والظروف المناخية، وأضاف أنه اعتمد على مقاومة نبات القمح وتأقلمه مع المناخ في دولة قطر خلال فصل الشتاء، ولم يدخل أي أسمدة أو مكملات غذائية كيميائية لتحفيز نمو النباتات، موضحاً ان التجربة الأولى لم تكن سنابل القمح مليئة بالحبوب كما كان مرجوا، ولكن بشكل عام التجربة كانت ناجحة لكونها المرة الأولى والأرض يتم استخدامها لزراعة القمح أول مرة، حيث ان تكرار الزراعة يزيد من خصوبة التربة، وبالتالي ينعكس ذلك على عمليات الزراعة الأخرى فتكون السنبلة بحال افضل ومحملة بالحبوب أكثر.
وحول إمكانية تعميم التجربة لتدخل في عملية الزراعة التجارية قال المهندس آمال إنه يمكن زراعة القمح في قطر، ولكن هذه العملية تحتاج إلى دراسة معمقة لا سيما للتكلفة الاقتصادية ودراسة جدوى لهذا النوع من المشاريع الزراعية.

ورش العمل
وحول النشاط التوعوي الذي يقوم به السيد آمال أوضح أنه يقدم ورش عمل لأبناء العائلات التي تقيم في إسكان المدينة التعليمية، موضحاً أنه يقوم بعقد ورش يسمح من خلالها للأطفال بالقيام بزراعة أنواع مختلفة من النباتات من البذور التي يملكها مثل الزعتر والخزامى والنعناع والعديد من الأنواع الأخرى كالأزهار وغيرها.
 وأضاف: استغل هذه الورش لتقديم شرح مفصل عن العملية الزراعية ومصادر الغذاء الذي نشتريه من الأسواق، لافتاً إلى أن هذه المعرفة تفيد الأطفال وتجعلهم اكثر تعلقا واحتراماً لبيئتهم ولعمل المزارع، مما يكسب الأطفال المهارات الزراعية ويرسخ حب البيئة لديهم وبالتالي يسهمون في عمليات التخضير والتشجير ويحافظون على البيئة التي يعيشون بها.

دعم الزراعات المنزلية
وأشاد المهندس آمال بدعم وزارة البلدية ممثلة بإدارة الحدائق العامة وتشجيعها للزراعات المنزلية، وقال إن الدعم الذي تقدمه إدارة الحدائق العامة من بذور خدمات إرشادية محل إعجاب ويعد حافزا كبيرا لانتشار المزارع المنزلية في دولة قطر، وهو مبادرة توعوية أيضا كون الجميع سيتعلم الزراعات المنزلية وكيفية إدارتها والعناية بالنباتات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق