​​​​ جاء في التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024 أن متوسط العمر المتوقع في المملكة بلغ 78.8 عام، متجاوزًا مستهدف عام 2023 الذي حُدد عند 78.2 عام. هذا الرقم يعكس تقدمًا ثابتًا منذ عام 2016، حين كان متوسط العمر يقف عند 77.06 عام، في مسار واضح نحو تحقيق مستهدف 2030 المحدد بـ 80 عامًا.

هذا الارتفاع جاء نتيجة تحول جوهري في نموذج الرعاية الصحية، وتوسّع في مفاهيم الوقاية والتوعية، وتكامل في الأدوار بين القطاعات الحكومية المختلفة. النظام الصحي رفع جاهزيته، والتعليم أسهم في ترسيخ الوعي، والرياضة دعمت أنماط الحياة النشطة، والبلديات وفّرت بيئة عمرانية صديقة للصحة، فيما ساعدت الجهود المرورية على تقليص معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث.

انعكس هذا الحراك الشامل على سلوك الأفراد، سواء في التغذية، أو الحركة اليومية، أو العناية بالوقاية، مما ساعد في تحسين نوعية الحياة، ورفع سنوات العمر المأمولة بكرامة وكفاءة.

المملكة اليوم تواصل التقدم بخطى محسوبة نحو عام 2030، مدفوعة برؤية تؤمن بأن الإنسان هو محور التنمية، وأن رفاهيته مؤشر على نجاح السياسات العامة.

تقول الدكتورة منى الحربي، استشارية طب الأسرة والصحة المجتمعية لـ«عكاظ»: «الوصول إلى متوسط عمر متوقع يبلغ 78.8 عام في السعودية لم يأتِ من فراغ، وإنما هو ثمرة استثمار عميق في صحة الإنسان. خلال السنوات الماضية، لمسنا تحولًا جذريًا في مفهوم الرعاية الصحية، لم يعد المريض يُستقبل فقط في العيادة، بل أصبح المستهدف الأول في بيئته، وسلوكياته، ونمط حياته اليومي».