في لقاء صحفي خاص أجرته الإعلامية مارتا زابلوكا لصالح وكالة الأنباء البولندية (P.A.P)، استعرض قداسة البابا تواضروس الثاني رؤيته حول قضايا الإيمان، وأهمية المحبة، وخطوات تحقيق الوحدة بين الكنائس، بالإضافة إلى وضع الأقباط في الخارج.
عند سؤاله عن كيفية التعامل مع من يعانون من أزمات إيمانية أو حالات شك، أكد البابا تواضروس أن الابتعاد عن الله هو السبب الرئيسي لدخول الإنسان في دائرة الشك واليأس، مما قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإلحاد أو حتى الانتحار.
العالم يحتاج إلى المحبة
وأضاف أن العالم اليوم لا يحتاج إلى المزيد من المادة بقدر ما يحتاج إلى المحبة الحقيقية، مشددًا على أن الجوع الحقيقي الذي يعانيه الناس ليس جوعًا ماديًا بل جوعًا للمحبة. وأكد قداسته أن الكنيسة يقع على عاتقها دور أساسي في تقديم المحبة والخدمة لكل إنسان.
وبالحديث عن الوحدة بين المسيحيين، أوضح البابا أن تحقيق هذه الوحدة يتطلب السير في عدة خطوات مهمة، تبدأ أولًا بإقامة علاقات محبة بين جميع الكنائس، تليها دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة بشكل أعمق، ثم الدخول في حوارات لاهوتية معمقة بين مختلف الطوائف، وأخيرًا ضرورة الصلاة المستمرة من أجل تحقيق هذه الرغبة التي تعبر عن إرادة المسيح نفسه بأن يكون الجميع واحدًا.
وأشار البابا إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة في هذا الاتجاه، لافتًا إلى وجود محبة متبادلة بين الكنائس وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية.
الانقسام بين الكنائس
وأكد أن هذه الحوارات ساعدت الطرفين على فهم بعضهما البعض بشكل أعمق، موضحًا أن الانقسام بين الكنائس حدث منذ عام 451 ميلاديًا، أي قبل أكثر من خمسة عشر قرنًا، وهو ما يجعل عملية تصحيح المسار بحاجة إلى وقت طويل وجهد دؤوب.
وفيما يخص تعميق الفهم بين الكنائس، شدد قداسة البابا على أهمية أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية بصورة أوضح على العقائد والتقاليد القبطية.
وأشار إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمتلك تراثًا ضخمًا من تعاليم الآباء الأولين، ولديها أكثر من 200 يوم صيام في العام، بالإضافة إلى تراث غني من الألحان الكنسية باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة.
وأضاف أن زيارة الأديرة القبطية والتعرف على نمط الحياة الرهبانية يُعد خطوة مهمة نحو مزيد من التقارب بين الكنائس.
وعن زيارته لبولندا، أوضح قداسة البابا أن هذه الزيارة هي الأولى له لهذا البلد، مشيرًا إلى أنه كان قد قرأ كثيرًا عن بولندا منذ عهد قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، البولندي الأصل. كما أبدى إعجابه بتاريخ مدينة كراكوف ورموز بولندا مثل الرئيس الشهير ليخ ڤاونسا.
وأكد أن رغبته في زيارة بولندا تعززت بعدما استقبل الرئيس البولندي الحالي وزوجته خلال زيارتهما إلى مصر، حيث زارا كاتدرائية مار مرقس بالعباسية، كما التقيا بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
عدد الأقباط في الخارج
أما عن عدد الأقباط في الخارج، فقد كشف قداسة البابا تواضروس الثاني أن عدد الأقباط المقيمين خارج مصر يبلغ حوالي 3 ملايين قبطي، من أصل نحو 9 ملايين مصري يعيشون في الخارج.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا تضم أكبر تجمعات قبطية.
كما أوضح أن الكنيسة تهتم برعاية أبنائها أينما كانوا، حتى لو كان عددهم قليلًا جدًا في بعض البلدان، مؤكدًا أن الكهنة يقومون بزيارة المجتمعات القبطية الصغيرة بمعدل مرة كل ستة أشهر لتقديم الرعاية الروحية لهم.
0 تعليق