شرح نظرية التوقيف والإلهام

مودة شريف

نظرية التوقيف والإلهام من النظريات التي نشأت عن أقوال العلماء حول أصل اللغة، ذلك علماء اللغة قد اهتموا اهتمامًا كبيرًا حول نشأة اللغة ومصدرها، مما نتج عن ذلك تعدد النظريات بينهم، كل منهم يدلل على صحة نظريته ببعض الأدلة والبراهين، ونبين بعضًا من تلك النظريات عبر موقع فكرة.

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التوقيف والإلهام

إن اللغة العربية هي هويتنا، لغة القرآن، تتأصل في الوجدان، لها مكانتها الكبيرة بين الأمم والشعوب، وانتشرت حتى كانت رمز للقوة والأصالة.

اختلف العلماء في كون اللغة عمومًا توقيف من الله عز وجل، أم هي من قِبل البشر، وكان لهم كثير من الآراء نتج عنها عدة نظريات.

  • يذهب أصحاب تلك النظرية إلى أن اللغة هي توقيف من الله عز وجل، ولا دخل للإنسان فيها، بل هي وحي هبط عليه جعله يتعلم وينطق الأسماء والأشياء.
  • ممن قال بتلك النظرية: عبد الله بن عباس، والإمام السيوطي رحمه الله.

الدليل على نظرية التوقيف والإلهام

استدل أصحاب تلك النظرية بالعديد من الأدلة النقلية التي تدعم قولهم، منها:

  • قول الله عز وجل: ” وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (البقرة:31) وتلك الآية دليل على أن الله عز وجل من علم آدم، بالتالي فإن اللغة توقيفية.
  • كما قال تعالى: ” إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ..” (النجم: 23)، وهذا يقتضى أن يكون غيرها من الأسماء توقيفية. ليست من وضع البشر.
  • قال تعالى: ” وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ” (الروم: 22)، وأن اختلاف الألسن دليل على كونها توقيفية من عند الله عز وجل.
  • دليل عقلي: أن ما يقول به أصحاب نظرية الاصطلاح والمواضعة من كونها استحدثت بالتواضع والاصطلاح لا يصح؛ ذلك أن الاصطلاح يحتاج إلى لغة تسبقه، وهم يرون أن وجود ذلك باطلًا، بالتالي يبطل الاصطلاح، ووجب التوقيف.

اعتراضات على نظرية التوقيف والإلهام

استدل أصحاب تلك النظرية بالعديد من الأدلة النقلية، إلا أنها لم تسلم من الاعتراضات، إذ رد عليهم المحتجون بعدة أقوال:

  • أن الاستدلال بآية “وعلم آدم الأسماء…” حجة عليهم لا لهم، ذلك أن فيها دلالة على كون آدم من وضع الأسماء.
  • كون الآية التي تم الاحتجاج بها ليست دليلًا قاطعًا، لأن المفسرين قد اختلفوا في معنى الأسماء.
  • لو كانت اللغة توقيفية، لم يكن لنا أن نتدخل فيها، إلا أن اللغة العربية الآن قد تم التدخل فيها من حيث المصطلحات والفنون كثيرًا، بيد أن حدوث الترادف والتضاد وغيرها من الأمور في اللغة أكبر دليل على كونها غير توقيفية من الله عز وجل.

نظريات نشأة اللغة

نظرية التوقيف والإلهام

توجد كثير من النظريات التي نشأت عن اختلاف العلماء حول أصل اللغة ونشأتها هي:

  • نظرية التوقيف والإلهام.
  • نظرية الاصطلاح والمواضعة: يرى أصحابها أن اللغة ابتدعت واستحدثت بالتواضع والاتفاق، أي أن الإنسان هو واضعها، ومصدر اللغة.
  • نظرية الغريزة الكلامية: فالله عز وجل غرس في الإنسان ما يعرف بالغريزة الكلامية، والتي تحمله على التعبير، وهذا هو أساس نشأة اللغة.
  • نظرية المؤثرات الخارجية: مفادها أن كل أثر خارجي للإنسان ينتج عنه النطق ببعض الأصوات، فكانت نشأة اللغة في الأساس رد فعل لما يشعر به الإنسان تجاه العالم الخارجي.
  • نظرية المحاكاة: أن اللغة نشأت في الأصل عن محاكاة أصوات الطبيعة، فبدأ يقلد كافة الأصوات التي يسمعها تعبيرًا عن مصدر تلك الأصوات.

يجدر الإشارة إلى أن كافة الآراء التي وردت عن العلماء حول نشأة اللغة ما هي إلا افتراضات لم تصل إلى درجة اليقين، مما يعني أنها محتملة الصواب والخطأ.

أسئلة شائعة

  • ما أشهر النظريات التي حاولت كشف أصل اللغة؟

    هي نظرية المحاكاة والتقليد.

  • ما هي أقدم لغة على وجه الأرض؟

    أقدم لغتان هما: اللغة المصرية القديمة والسومرية.

  • ما هي اللغة التي نتكلم بها في الجنة؟

    هي اللغة العربية.