إيفرغراند تسقط وتفتح صفحة جديدة في تاريخ العقارات الصينية

خالد سليمان

شطب مجموعة “تشاينا إيفرغراند” من بورصة هونغ كونغ: نهاية حقبة من الانهيارات المالية

بعد 16 عامًا من إدراجها في بورصة هونغ كونغ، شُطبت مجموعة “تشاينا إيفرغراند” رسميًا، مما يختتم واحدة من أكبر الأزمات المالية في تاريخ الصين. وقد أثرت هذه الأزمة على الاقتصاد الوطني بشكل كبير، حيث تراكمت على الشركة ديون تجاوزت 300 مليار دولار، مما أدى إلى ترك أكثر من 1300 مشروع غير مكتمل في 280 مدينة، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المشترين الذين علقوا بين آمال الحصول على شقق لم تُسلّم وواقع مليء بالدعاوى القضائية.

في سياق جهود تصفية أصول الشركة، كلف القضاء في هونغ كونغ شركة “ألفاريز آند مرسال” بالقيام بهذه المهمة. ومع ذلك، وبعد عام ونصف، لم يتمكن المصفّون من جمع سوى 255 مليون دولار من أصل 45 مليار دولار يطالب بها الدائنون. وتواجه محاولات استرداد الأموال تحديات كبيرة، بسبب تعقيد هيكل الشركة ووجود آلاف الشركات التابعة.

وعلى صعيد آخر، وسع المصفّون نطاق تحقيقاتهم ليشمل مؤسسي الشركة، بما في ذلك الرئيس السابق هوي كا يان، الذي اعتُقل في عام 2023 بتهم تتعلق بـ”تنظيم احتيال”، وزوجته ومديرين كبار آخرين. وقد كشفت الملفات القضائية أن بعض هؤلاء المديرين استثمروا في عقارات فاخرة في كاليفورنيا حتى بعد انهيار الشركة.

يمثل انهيار “إيفرغراند” نقطة تحول في الاقتصاد الصيني، حيث هزّ الاعتقاد السائد بأن “أكبر الشركات لا تفشل”، وأظهر هشاشة الاعتماد المفرط على قطاع العقارات كمحرك للنمو. والآن، لم يتبقَ من هذا العملاق العقاري سوى أطلال مشروعات مهجورة وطابور طويل من الدائنين الذين يأملون في استرداد أموالهم.