ارتفاع مفاجئ في طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة يصل إلى 241 ألف طلب

ارتفاع طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة إلى 241 ألف طلب

سجل عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا طفيفًا، حيث بلغ 241 ألف طلب، بزيادة قدرها 9 آلاف طلب مقارنة بالأسبوع السابق الذي سجل 232 ألف طلب، وفقًا لبيانات وزارة العمل الأمريكية.

على الرغم من هذه الزيادة، لا تزال مستويات التسريح في الولايات المتحدة عند معدلات تاريخية صحية، حيث تتراوح الطلبات الأسبوعية لإعانات البطالة بين 200 و250 ألف طلب منذ تعافي الاقتصاد الأمريكي من تداعيات جائحة كوفيد-19 في ربيع 2020. تُعتبر طلبات إعانات البطالة مؤشرًا رئيسيًا على مستوى التسريح، مما يشير إلى استقرار سوق العمل رغم التحديات الاقتصادية، بما في ذلك عدم اليقين الناتج عن السياسات التجارية، خاصة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب.

كما ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات البطالة المستمرة بمقدار 13 ألفًا ليصل إلى 1.88 مليون شخص للأسبوع المنتهي في 9 أغسطس، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن المحللين الاقتصاديين يعتبرون هذا الرقم غير مقلق.

تأتي هذه الأرقام في أعقاب تقرير وظائف مخيب للآمال في يوليو، حيث أضاف أرباب العمل 73 ألف وظيفة فقط، وهو أقل بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى 115 ألف وظيفة. كما تم مراجعة أرقام مايو ويونيو بشكل سلبي، مما أدى إلى حذف 258 ألف وظيفة من التقديرات السابقة. وارتفع معدل البطالة إلى 4.2%، بعد أن كان 4.1%، مما أثار المخاوف من تباطؤ في سوق العمل.

رغم هذه التحديات، يظل سوق العمل الأمريكي مرنًا، حيث واجه العديد من الضغوط الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم في عامي 2022 و2023. وقد دفع ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة 11 مرة بهدف تهدئة الاقتصاد، مما أسفر عن انخفاض التضخم ليقترب من الهدف المحدد بـ 2%، ما دفع البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة في آخر اجتماعين له في عام 2025 لدعم النمو الاقتصادي.

ومع ذلك، فإن السياسات التجارية، وخاصة التعريفات الجمركية، أثارت حالة من عدم اليقين بين أرباب العمل، مما جعلهم أكثر حذرًا في التوسع في التوظيف. في يونيو، أضاف الاقتصاد الأمريكي 147 ألف وظيفة، وهو رقم فاق التوقعات، لكنه يعكس تباطؤًا مقارنة بالسنوات السابقة.

تشير التقارير أيضًا إلى انخفاض عدد الوظائف الشاغرة في يونيو 2025 إلى 7.4 مليون من 7.7 مليون في مايو، كما تراجع عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم طوعًا إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر، مما يعكس تراجع الثقة في إيجاد فرص عمل أفضل. ومع ذلك، يؤكد الاقتصاديون أن استقرار طلبات إعانات البطالة وانخفاض معدلات التسريح يعكسان مرونة الاقتصاد الأمريكي في مواجهة التحديات الخارجية.