«الترند» والمراهقون بين الانجذاب والتساؤلات الحقيقية

عناصر المقال
تأثير “الترند” على سلوكيات المراهقين: أبعاد نفسية واجتماعية وحلول تربوية
أصبح مفهوم “الترند” في عصرنا الحالي ظاهرة تتجاوز كونها مجرد محتوى عابر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تؤثر بشكل ملحوظ على سلوكيات الأفراد، وخاصة المراهقين. يسعى هؤلاء الشباب إلى الانجذاب نحو ما هو رائج بحثًا عن القبول الاجتماعي والاندماج في المجتمع.
تتجلى التساؤلات حول هذه الظاهرة في مدى تعبير “الترند” عن قناعاتهم الحقيقية، أو ما إذا كانوا يندفعون خلفه بدافع التقليد. لذا، من المهم تسليط الضوء على الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تؤثر على تفكير وسلوكيات المراهقين، بالإضافة إلى تقديم حلول تربوية فعّالة.
دوافع انجذاب المراهقين نحو “الترند”
تتعدد الأسباب التي تجعل المراهقين يتوجهون نحو “الترند”، ومنها:
- السعي نحو الهوية الذاتية: يسعى المراهقون لتكوين هويتهم الخاصة من خلال الانخراط في ما هو شائع.
- تأثير المشاهير: تلعب ثقافة المشاهير والمؤثرين دورًا كبيرًا في توجيه اهتماماتهم.
- الحاجة للانتماء: يسعى المراهقون إلى الانتماء إلى جماعات معينة، مما يعزز من شعورهم بالقبول.
- الضغط الاجتماعي الرقمي: يواجه الشباب ضغوطًا من أقرانهم تدفعهم لتبني ما هو رائج.
- ضعف الاستقرار الانفعالي: قد يعاني بعض المراهقين من عدم استقرار عاطفي يدفعهم للبحث عن مصادر خارجية للتأكيد على ذواتهم.
- التمرد على السلطة التقليدية: يسعى البعض لتحدي المعايير التقليدية من خلال الانخراط في “الترندات”.
- الهروب من الواقع: قد يكون “الترند” وسيلة للهروب من الضغوط الحياتية.
- ضعف الوعي بالنفس: قد يفتقر بعض المراهقين إلى الوعي الكافي بمستقبلهم وهويتهم.
استراتيجيات تربوية لمواجهة تأثير “الترند”
لمواجهة هذه الظاهرة، يمكن اعتماد عدة أساليب تربوية:
-
تعزيز الوعي النقدي: يجب تعليم الأطفال كيفية التفكير النقدي، من خلال مناقشة محتوى “الترند” والتساؤل حول منطقيته وقيمته.
-
بناء الثقة بالنفس: تعزيز شعور الطفل بالقبول في أسرته يمكن أن يقلل من رغبته في تقليد الآخرين.
-
ضبط استخدام وسائل التواصل: يتطلب الأمر مراقبة ذكية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع تخصيص وقت للمشاهدة المشتركة.
-
التربية بالقيم: يجب ربط تقييم السلوك بالقيم الأخلاقية والدينية، بدلاً من فرض الأوامر.
-
تقديم بدائل جذابة: يمكن تقديم محتوى ترفيهي هادف ينافس “الترندات”، وتشجيع الأطفال على ابتكار محتوى خاص بهم.
-
القدوة الوالدية: يجب أن يكون الآباء قدوة حسنة في تعاملهم مع “الترندات”، حيث يتأثر الأطفال بسلوكياتهم.
-
دور المجتمع والمؤسسات: ينبغي على المدارس تعزيز مهارات التفكير النقدي والإعلامي لدى الطلاب، لضمان فهمهم العميق لهذه الظاهرة.
تتطلب مواجهة تأثير “الترند” جهوداً جماعية من الأسرة والمجتمع، لضمان تنشئة جيل واعٍ وقادر على التمييز بين ما هو مفيد وما هو ضار.