الجيش الباكستاني يحقق انتصارًا حاسمًا في مواجهة حدودية مع مقتل 33 مسلحًا

خالد سليمان

الجيش الباكستاني يعلن مقتل 33 مسلحاً حاولوا التسلل من أفغانستان

أعلن الجيش الباكستاني، اليوم الجمعة، عن مقتل 33 مسلحاً أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود من أفغانستان إلى منطقة سمبازا في إقليم بلوشستان، وذلك في ليلة 7-8 أغسطس.

وصف الجيش هؤلاء المسلحين بأنهم مدعومون من الهند وينتمون إلى جماعة تُعرف باسم “فتنة الخوارج”، وهو مصطلح يُستخدم في باكستان للإشارة إلى جماعات مثل حركة طالبان الباكستانية. وأفاد بيان صادر عن الجيش أن القوات الأمنية تمكنت من رصد المسلحين والاشتباك معهم بدقة، مما أسفر عن مقتلهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات.

وأكد الجيش أن هذه العملية تعكس الاحترافية العالية واليقظة لقوات الأمن في التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار، مشيراً إلى أن هذه الجماعات تسعى إلى تنفيذ أعمال إرهابية بدعم خارجي. تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين باكستان والهند، حيث تتبادل الدولتان الاتهامات بشأن دعم الإرهاب، بينما تنفي الهند أي صلة لها بالمسلحين في باكستان.

تاريخياً، تشهد العلاقات بين باكستان والهند، الجارتين النوويتين، توترات مستمرة منذ استقلالهما عام 1947، خاصة بسبب النزاع حول كشمير، الذي أدى إلى ثلاثة حروب واشتباكات متكررة. تتهم باكستان الهند بدعم جماعات مسلحة مثل حركة طالبان الباكستانية وجماعات انفصالية في بلوشستان، بينما تتهم الهند باكستان بدعم جماعات مثل لشكر طيبة وجيش محمد في كشمير.

منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، لجأت عناصر من طالبان وتنظيم القاعدة إلى المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة لأفغانستان، مما أدى إلى تصاعد العمليات الإرهابية. وقد بدأت باكستان حملات عسكرية مكثفة منذ عام 2004، مثل عملية “ضرب عضب” عام 2014 وعملية “رد الفساد” عام 2017، للقضاء على الجماعات المسلحة. كما شرعت باكستان في بناء سياج حدودي بطول 2611 كيلومتراً مع أفغانستان، تم إنجاز 90% منه بحلول عام 2021، بهدف الحد من التسلل.

في الآونة الأخيرة، شهدت الحدود تصاعداً في الهجمات، حيث أعلن الجيش الباكستاني في يوليو الماضي عن مقتل 30 مسلحاً آخرين في منطقة وزيرستان، متهماً الهند أيضاً بدعمهم. كما أثارت الضربات الهندية على باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها في مايو الماضي توترات جديدة، حيث ردت باكستان بإسقاط خمس طائرات هندية، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.