الصين تبدأ عملية بحث شاملة عن مفقودين إثر انهيار مشروع عملاق في البلاد

خالد سليمان

كارثة انهيار جسر جيانزها في تشينغهاي: مصرع 12 عاملاً و4 مفقودين

هزّت كارثة مروعة مقاطعة تشينغهاي شمال غرب الصين، حيث انهار جزء من جسر جيانزها للسكك الحديدية قيد الإنشاء فوق نهر اليانغتسي، مما أسفر عن مصرع 12 عاملاً على الأقل، ولا يزال 4 آخرون في عداد المفقودين، مما أثار حالة من الصدمة والحزن في جميع أنحاء البلاد.

وفقاً لوكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”، وقع الانهيار في الساعة 3 صباحاً بالتوقيت المحلي أثناء عملية شد الكابلات الفولاذية، وهي خطوة حاسمة لضمان استقرار الهيكل. كان 16 عاملاً يعملون في ذلك الوقت على الجسر الذي يمتد بطول 1.6 كيلومتر ويبلغ ارتفاعه 55 متراً فوق سطح نهر اليانغتسي.

صور جوية أظهرت جزءاً كبيراً مفقوداً من القوس الأخضر المائي للجسر، حيث كان سطحه متدلياً بشكل خطير نحو النهر. يُعتبر جسر جيانزها أكبر جسر قوسي فولاذي مزدوج المسار في العالم، وكان من المقرر إغلاق قوسه الرئيسي بحلول نهاية أغسطس الجاري.

التحقيقات الأولية تشير إلى أن انقطاع كابل فولاذي أدى إلى انهيار الجزء الأوسط من القوس، مما تسبب في سقوط العمال إلى النهر أو الحطام. وقد تم نشر 91 مركبة إنقاذ، بما في ذلك 27 قارباً وطائرة هليكوبتر و5 روبوتات، بمشاركة 806 من أفراد الإنقاذ للبحث عن المفقودين، كما تم تجهيز 6 مستشفيات في المنطقة لاستقبال الضحايا.

يُعتبر جسر جيانزها جزءاً من مشروع السكك الحديدية سيتشوان-تشينغهاي، الذي يهدف إلى ربط المناطق الغربية النائية في الصين بشبكة السكك الحديدية عالية السرعة. ورغم أن تصميمه القوسي الفولاذي يُعتبر إنجازاً هندسياً، إلا أنه يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها مشاريع البنية التحتية في البلاد، حيث تتطلب الجسور فوق الأنهار الكبرى مثل اليانغتسي دقة هندسية عالية.

حتى الآن، لم تصدر السلطات الصينية بياناً رسمياً حول أسباب انقطاع الكابل، لكن التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كانت هناك أخطاء في التصميم أو المواد أو التنفيذ. الحادثة أثارت نقاشاً عاماً حول معايير السلامة في مشاريع البنية التحتية، خاصة مع الطموحات الكبيرة للصين في بناء شبكات سكك حديدية متقدمة.