الناشط اللبناني جورج عبد الله يعود إلى بيروت بعد 41 عاماً في سجون فرنسا

خالد سليمان

الإفراج عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله بعد 41 عاماً في السجون الفرنسية

وصل الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، البالغ من العمر 74 عاماً، إلى مطار بيروت الدولي اليوم (الجمعة) بعد أن أُفرج عنه بقرار من محكمة الاستئناف الفرنسية في 17 يوليو 2025. وقد جاء هذا القرار مشروطاً بمغادرته الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.

يُعتبر عبد الله، الذي قاد سابقاً تنظيم “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، من أقدم السجناء السياسيين في أوروبا. وقد حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987 بتهمة التورط في اغتيال دبلوماسيين أمريكي وإسرائيلي في باريس عام 1982. وُلد في عام 1951 في بلدة القبيات بشمال لبنان، وانخرط مبكراً في النضال السياسي والعسكري، حيث انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1978، وشارك في تأسيس “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية” عام 1981.

تجدر الإشارة إلى أن عبد الله أُدين عام 1987 بالتواطؤ في اغتيال الملحق العسكري الأمريكي تشارلز راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس، بالإضافة إلى محاولة اغتيال القنصل العام الأمريكي روبرت هوم في ستراسبورغ عام 1984. وعلى مدار فترة محاكمته، رفض عبد الله هذه التهم، مشيراً إلى أنه “مقاتل وليس مجرماً”، واعتبر أفعاله جزءاً من “المقاومة ضد القمع الإسرائيلي” خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والغزو الإسرائيلي للبنان عام 1978.

رغم كونه مؤهلاً للإفراج المشروط منذ 25 عاماً، قوبلت 12 طلباً للإفراج عنه بالرفض، وذلك بسبب ضغوط أمريكية وإسرائيلية على السلطات الفرنسية، وفقاً لمحاميه جان لوي شالانسيه. وفي فبراير الماضي، تم تأجيل قرار الإفراج مرة أخرى بشرط دفع تعويضات لعائلتي الدبلوماسيين، وهو ما رفضه عبد الله بشدة، متمسكاً ببراءته.

جاء قرار الإفراج الأخير بعد حملات تضامن واسعة في لبنان وفرنسا، حيث زارت النائبة الفرنسية أندريه تورينا عبد الله في سجن لانميزان، وشاركت مجموعات مثل “فلسطين ستنتصر” في التظاهر للمطالبة بإطلاق سراحه.

غادر عبد الله سجن “لانميزان” في موكب مكون من 6 مركبات، متوجهاً إلى مطار تارب، ثم إلى مطار رواسي في باريس، قبل أن يستقل طائرة متجهة إلى بيروت.