الوساطة العقارية في السعودية تشهد تحولاً ملحوظاً في السوق العقاري

انطلاق ملتقى الوساطة العقارية في السعودية لتعزيز الشفافية والكفاءة
تستعد الهيئة العامة للعقار في المملكة العربية السعودية لإطلاق فعاليات ملتقى الوساطة العقارية، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على دور الوساطة كأحد الأعمدة الأساسية في القطاع العقاري. سيجمع الملتقى مجموعة من الخبراء والمختصين لمناقشة التحديات التشريعية واستعراض التجارب الميدانية، بالإضافة إلى تقديم أحدث الحلول والتقنيات المتعلقة بالوساطة العقارية.
شهدت الوساطة العقارية في السعودية تحولات جذرية، حيث انتقلت من الاعتماد على الطرق التقليدية، مثل نداءات “الدلال” في أزقة الأحياء، إلى استخدام أدوات رقمية متطورة. في الماضي، كانت الصفقات تعتمد على العلاقات الشخصية والمعرفة المحدودة بالسوق، بينما اليوم، أصبح الوسيط العقاري يلعب دورًا محوريًا في بناء الثقة وتحقيق الشفافية في السوق، مستفيدًا من الأنظمة الرقمية التي تدير العمليات بشكل أكثر كفاءة.
هذا التحول لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجة جهود تنظيمية وتشريعية، أبرزها نظام الوساطة العقارية الذي أطلقته الهيئة العامة للعقار. يهدف هذا النظام إلى تنظيم الممارسات وتوفير بيئة استثمارية عادلة وجاذبة.
الفارق بين الماضي والحاضر لا يقتصر على الأدوات المستخدمة، بل يمتد إلى الفلسفة التي تحكم الوساطة. فهي لم تعد مجرد وساطة، بل أصبحت مسؤولية تتطلب الشفافية والبيانات الدقيقة، مما يسهم في رفع كفاءة السوق وتقليل المخاطر وتعزيز الثقة بين البائعين والمشترين.
يأتي ملتقى الوساطة العقارية بنسخته الثانية في إطار جهود مستمرة لتطوير القطاع وتعزيز المنافسة والاستدامة. فالوسيط اليوم لا يقتصر دوره على إبرام الصفقات، بل يمتد ليكون عنصرًا رئيسيًا في نجاح المنظومة العقارية ونمو الاقتصاد الوطني.
ختامًا، يمثل تعزيز منظومة الوساطة العقارية خطوة مهمة نحو تحقيق سوق عقارية أكثر كفاءة وشفافية، تلبي تطلعات المواطنين والمستثمرين، وتساهم في تطوير مهارات الوسطاء من خلال تبادل الخبرات في الجلسات المهنية خلال الملتقى.