اليونان تعزز قدراتها الدفاعية بإنشاء نظام مضاد للطائرات بدون طيار
نجاح نظام “سنتوروس” المضاد للطائرات المسيرة في اختباراته الأولى
حقق نظام “سنتوروس” المضاد للطائرات المسيرة، الذي تنتجه شركة الصناعات الجوية الهيلينية (HAI) اليونانية، نجاحًا ملحوظًا خلال أول اختبار له مع دورية الاتحاد الأوروبي، حيث تمكن من إسقاط طائرتين مسيرتين أطلقتهما جماعة الحوثيين في البحر الأحمر.
يُعتبر “سنتوروس” الأول من نوعه في أوروبا الذي يمتلك تجربة قتالية مثبتة، ويأتي في إطار جهود اليونان لتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تطوير صناعة محلية للطائرات المسيرة وأنظمة مكافحتها، وذلك ضمن برنامج دفاعي قيمته 30 مليار يورو يمتد حتى عام 2036.
النظام يتميز بقدرته على كشف الطائرات المسيرة من مسافة تصل إلى 150 كيلومترًا، وإطلاق النار من مسافة 25 كيلومترًا. كما أظهر فعالية في تعطيل الإلكترونيات لطائرتين مسيرتين أخريين، مما أجبرهما على التراجع.
وفي سياق تعزيز القدرات الدفاعية، أشار كيرياكوس إينوتياديس، مدير الإلكترونيات في HAI، إلى أن النظام سيتم دمجه في الأسطول البحري اليوناني، مما يعزز من قدرات الدفاع الجوي للبلاد.
يدعم نجاح “سنتوروس” خطط الحكومة اليونانية لتطوير صناعة دفاعية محلية، تشمل إنتاج أنظمة مضادة للطائرات المسيرة وطائرات قتالية بدون طيار. وقد تم تخصيص 800 مليون يورو للاستثمار في الابتكار الدفاعي، بهدف تصدير منتجات دفاعية تعادل نسبة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لليونان.
تستورد اليونان حاليًا طائرات استطلاع من فرنسا وإسرائيل، لكن البرنامج الجديد يركز على دمج أنظمة محلية، مثل درع أخيل المضاد للصواريخ. كما تم تطوير طائرة “كيرفيروس” المسيرة بالتعاون مع شركة MBDA الفرنسية، والتي تحمل صواريخ مضادة للدبابات.
تخطط HAI لإنتاج نظامين محمولين مضادين للطائرات المسيرة بحلول عام 2026، بالإضافة إلى إطلاق طائرة “أرخيتاس” المسيرة الكبيرة، التي تهدف إلى أن تكون الأفضل في فئتها.
وأكد إينوتياديس أن “سنتوروس” هو النظام المضاد للطائرات المسيرة الوحيد في أوروبا الذي يمتلك تجربة قتالية مثبتة، مما يعكس التقدم الذي تحرزه اليونان في هذا المجال. وفي هذا السياق، أعرب زاخارياس ساريس، الشريك في “ألتوس”، عن تفاؤله بمستقبل صناعة الطائرات المسيرة اليونانية، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لهذه التكنولوجيا في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجه البلاد.
