انتخابات مجلس الشعب السوري تلوح في الأفق كاستحقاق مصيري يتطلب الحسم

الرئيس السوري يصدر مرسوماً بشأن الانتخابات النيابية
أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم، الأربعاء 20 أغسطس 2025، المرسوم رقم “143” الذي يوافق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب. ويؤكد هذا القرار أن الانتخابات النيابية ستُجرى في موعدها المحدد بين 15 و20 سبتمبر المقبل، رغم التوترات الأمنية في محافظة السويداء وعدم استقرار الأوضاع في شمال شرق سوريا.
ستشمل الانتخابات جميع المحافظات السورية، حيث سيتضمن المجلس الجديد ممثلين عن كافة المناطق، بما في ذلك السويداء ومناطق شمال شرق سوريا، التي تشمل دير الزور والحسكة والرقة، والتي لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. يأتي ذلك في وقت تتحدث فيه تقارير عن تفاهمات محتملة بين “قسد” والحكومة السورية، تتعلق بدمج قواتها في الجيش السوري، بينما ترفض الحكومة أي دعوات للتقسيم.
فيما يتعلق بمحافظة السويداء، ستُجرى الانتخابات ضمن الدائرة الانتخابية المخصصة لها، حيث تمتلك 6 مقاعد. ومن المتوقع أن تُجرى انتخابات شمال شرق سوريا في مراكز اقتراع تابعة للحكومة، مع إمكانية تصويت الناخبين من تلك المناطق في أماكن وجودهم. ومع ذلك، قد يمثل فتح مراكز الاقتراع في السويداء وضمان حضور الناخبين تحدياً للحكومة، في ظل الأجواء المتوترة التي قد تؤثر على المشاركة الشعبية.
يتكون مجلس الشعب من 250 ممثلاً عن 15 محافظة، ويُفتح باب الترشيح قبل شهرين من موعد الاقتراع. يشترط أن يكون المرشح سورياً، قد أتم الـ30 من عمره، وغير محكوم بجناية أو جرم شائن. وقد أصدرت وزارة العدل قراراً يحدد الجنح التي تمنع من ممارسة حق الترشح، والتي تشمل الجنح الواردة في قانون العقوبات لعام 1949 وقوانين أخرى ذات صلة.
وفي سياق متصل، أكد رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، محمد طه الأحمد، أن إجراءات المصادقة على النظام الانتخابي ستبدأ غداً، حيث تم تقسيم الدوائر الانتخابية إلى 62 دائرة، وستبدأ اللجنة باستقبال طلبات عضوية الهيئات الناخبة.
تعتبر هذه الانتخابات محطة سياسية هامة في الوقت الراهن، حيث يُعول عليها في تشكيل السلطة التشريعية التي ستتولى مهمة تشريع القوانين ومراقبة أداء الحكومة.