جميل البارودي من صحفي إلى تاجر وصولاً إلى قيادة منظمة أممية بارزة

خالد سليمان

محمد عبدالله السيف يعيد إحياء السير الأدبية من خلال سيرة جميل مراد البارودي

في خطوة جديدة تبرز اهتمامه بالسير الأدبية، أصدر الصحفي محمد عبدالله السيف سيرة جديدة تتناول حياة السيد جميل مراد البارودي، أول مندوب للمملكة العربية السعودية في هيئة الأمم المتحدة. الكتاب، الذي يحمل عنوان “جميل البارودي سيد الأمم المتحدة”، صدر عن دار “جداول” ويستعرض حياة البارودي منذ ولادته في بلدة سوق الغرب بلبنان عام 1905 وحتى وفاته في نيويورك عام 1979.

يتناول السيف في كتابه تفاصيل دقيقة عن جذور عائلة البارودي ونشأته وتعليمه، موثقًا أبرز محطات حياته المهنية. من بين هذه المحطات، لقاؤه التاريخي مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز في عام 1939، حيث كان البارودي ضمن وفد المملكة المشارك في مؤتمر الدائرة المستديرة في لندن. وقد أسهم هذا اللقاء في توطيد العلاقة بينهما، خاصة عندما قام البارودي بمرافقة الأمير فيصل في زيارته الأولى إلى نيويورك، حيث حمل رسالة من الملك عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.

بعد استقراره في نيويورك، كلف الأمير فيصل البارودي بتأسيس المكتب السعودي هناك، الذي أصبح مقراً للوفد السعودي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة. وقد استطاع البارودي خلال فترة عمله التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً، استقطاب كفاءات متخصصة في مجالات القانون والاقتصاد والسياسة والإدارة، مما ساهم في تعزيز الدبلوماسية السعودية على الساحة الدولية.

يتكون الكتاب من 260 صفحة، ويحتوي على سرديات تتضمن شخصيات من عائلة البارودي وأصدقائه، بالإضافة إلى مواقف تاريخية تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية التي أسسها. من خلال هذا العمل، يسعى السيف إلى إعادة إحياء ذكرى شخصيات بارزة لم تأخذ حقها من التوثيق، مما يساهم في إغناء المكتبة العربية بمعلومات قيمة عن تاريخ الدبلوماسية السعودية.