خسارة 17 ألف دولار في مكالمة واحدة من خدمة العملاء إلى الاحتيال

خالد سليمان

احتيال سفر يكلّف مسافراً أمريكياً آلاف الدولارات

تعرض مسافر أمريكي لعملية احتيال خطيرة في مجال السفر، حيث فقد آلاف الدولارات بعد تلقيه مكالمة هاتفية مزيفة تفيد بإلغاء رحلته مع شركة يونايتد إيرلاينز. هذه الواقعة تسلط الضوء على تزايد عمليات الاحتيال عبر الهاتف التي تستهدف الركاب القلقين بشأن تغييرات في رحلاتهم.

بدأت القصة عندما أُبلغ دان سمكر بإلغاء رحلته من دنفر إلى لندن هيثرو، والتي كانت جزءاً من عطلة عائلية مدتها 18 يوماً. اتصل سمكر بخدمة العملاء الرسمية لشركة يونايتد إيرلاينز، حيث تحدث في البداية مع وكيلة وضعت المكالمة على الانتظار، ثم تم تحويله إلى شخص آخر قدم نفسه باسم ديفيد.

أفاد ديفيد سمكر بأنه لا يمكن تعديل الحجز الحالي، لكنه عرض عليه إعادة حجز رحلة مع لوفتهانزا إلى لندن عبر نيوارك، مقابل دفع مبلغ 17,328 دولاراً مقدماً، مع وعد برد المبلغ لاحقاً بسبب إلغاء الرحلة الأصلية. في حالة من الإلحاح لإنقاذ خطط عطلة أسرته، وافق سمكر على الدفع عبر رابط أرسله ديفيد، معتقداً أنه رابط رسمي من يونايتد.

لكن بعد فترة، اكتشف سمكر أن الرسالة التأكيدية التي تلقاها لم تكن من يونايتد، بل من مصدر آخر، وأن المبلغ ظهر في كشف حسابه المصرفي تحت اسم “AIRLINEFARE”، وليس يونايتد إيرلاينز. وعندما تواصل مع الشركة لاحقاً، أكدت له أن آخر رسوم تم فرضها على بطاقته كانت 17 دولاراً منذ ثلاث سنوات، وأن المبلغ الكبير لم يكن ضمن سجلاتهم.

بعد التحقيق في الحادثة، أوضحت يونايتد أن وكيلتها الأصلية التي حاولت مساعدة سمكر، قامت بالبحث عن رقم هاتف لوفتهانزا عبر الإنترنت بدلاً من استخدام الأنظمة الداخلية للشركة، مما أدى إلى تحويل المكالمة إلى رقم احتيالي.

أثارت هذه الواقعة تساؤلات حول تدريب وكلاء خدمة العملاء وسياسات الشركة في التعامل مع عمليات إعادة الحجز، خصوصاً مع شركاء مشاركة الرمز. وأكدت يونايتد أنها تعمل مع شركة أمريكان إكسبريس، الجهة المصدرة لبطاقة سمكر، لحل النزاع، لكنها لم تتعهد برد المبلغ مباشرة، مما أثار استياء سمكر الذي قال: “لقد وثقت بهذا النظام، ولم يكن هناك سبب لعدم ثقتي به، لكنني تعرضت للاحتيال من خلاله”.

يُعتبر الاحتيال في مجال السفر من أكثر أنواع الاحتيال شيوعاً في الولايات المتحدة، حيث أبلغت لجنة التجارة الفيدرالية عن أكثر من 100,000 شكوى متعلقة بالاحتيال في عام 2024 فقط، مع خسائر مالية تجاوزت 1.1 مليار دولار. وتستهدف هذه الاحتيالات عادةً الركاب الذين يحجزون رحلات طيران عبر الإنترنت أو التطبيقات، مستغلين القلق الناتج عن تأخيرات الرحلات أو الإلغاءات، خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى زيادة الإلغاءات بنسبة 40% في عام 2020.