دار عوضة تروي حكايات الوفاء في عالم الأدب السعودي

خالد سليمان

أحمد بن عوضة: من إرث الأهل إلى مسيرة النجاح

تجسد قصة أحمد بن عوضة بن أحمد القرشي الزهراني نموذجًا ملهمًا للوفاء والإصرار، حيث تشكلت ملامح شخصيته من إرث والديه، اللذين تركا له قيمًا عظيمة ليست مالية ولا اجتماعية، بل تجسدت في حكايات ومواقف ستظل محفورة في ذاكرته.

يستذكر أحمد والده، أبي عوضة، الذي كان شخصية معروفة في القرية بطيبته وابتسامته، حيث عمل في مكتب الإشراف التعليمي وكان يحمل رسالة سامية في حياته. يروي أحمد كيف أن والده استشهد أثناء محاولته إنقاذ رجل وطفله من قاع بئر، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسه.

أما والدته، جمعة بنت مسفر الدحية، فقد كانت رمزًا للحنان والنقاء، حيث كانت تسعى دائمًا لمساعدة الآخرين، حتى رحلت وهي تحاول إنقاذ توأم لم يكتب لهما النجاة.

بعد فقدان والديه، تحولت دار عوضة إلى رمز للوفاء، حيث اجتمع أفراد الأسرة حول جدهم مسفر وخالهم حسن، الذين تحملوا مسؤولية التربية وتوفير الأمان لأحمد وإخوته. يعبر أحمد عن مشاعره تجاه البيت بعد ترميمه وزراعة أشجاره، مؤكدًا أنه ليس مجرد بناء، بل هو “قلب نابض بذكراهم”، ويعكس قيم التضحية والوفاء.

على الصعيد الأكاديمي، يحمل أحمد شهادة الدكتوراه في القيادة التربوية (2010) والماجستير في الإدارة التربوية (2006) والبكالوريوس في التعليم الابتدائي (2003). وقد شغل عدة مناصب قيادية في التعليم وقطاع الأعمال، منها مدير عام أكاديمية خبراء الإدارة ورئيس قطاع الشراكات والاتصال في المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام (إخاء).

أسس أحمد العديد من المبادرات والبرامج التربوية، وقدم مئات الدورات التدريبية في مجالات التفكير والقيادة والإبداع، وله إسهامات إعلامية وثقافية بارزة.

اليوم، تعكس دار عوضة مسيرة الدكتور أحمد، حيث أصبحت رمزًا للنجاح والتفاني، تجسد قيم والديه وتستمر في إلهام الأجيال القادمة بأن الحب والوفاء أقوى من غياب الأحبة.