زوجة الأب تضع حداً لحياة 6 أطفال ووالدهم في مصر بخبز مسموم

خالد سليمان

جريمة مروعة تهز محافظة المنيا: زوجة الأب الثانية تتسبب في وفاة ستة أطفال ووالدهم

في حادثة مأساوية هزت أرجاء محافظة المنيا المصرية، أعلنت الأجهزة الأمنية أمس (الأحد) عن تفاصيل جريمة بشعة تتعلق بتسميم ستة أطفال ووالدهم، حيث أظهرت التحقيقات أن زوجة الأب الثانية هي المسؤولة عن هذا الفعل الإجرامي، بدافع غيرة مرضية.

بدأت الأحداث في ليلة هادئة من يوليو الماضي، عندما اجتمعت الأسرة حول مائدة العشاء في قرية صغيرة بمركز ديرمواس. تناول الأطفال الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عامًا، “خبزًا شمسياً” أعدته زوجة الأب. بعد فترة قصيرة، بدأت أعراض التسمم تظهر على الطفل الأصغر، عمر، الذي نُقل إلى مستشفى ديرمواس المركزي، لكنه توفي فور وصوله.

توالت المآسي، حيث توفي أشقاء عمر، محمد، وريم، وأحمد، في غضون أيام قليلة، مما أثار حيرة الأطباء الذين اشتبهوا في البداية بإصابتهم بالتهاب سحائي. كما تدهورت حالة الشقيقتين فرحة ورحمة، اللتين تم نقلهما إلى مستشفى صدر المنيا، حتى فارقتا الحياة أيضًا. وفي نهاية المطاف، توفي الأب الذي كان يعاني من صدمة فقدان أبنائه، ليصبح الضحية السابعة في هذه المأساة.

تجددت الشكوك حول أفراد الأسرة، بما في ذلك الأم (الزوجة الأولى)، التي احتُجزت مؤقتاً في مستشفى للصحة النفسية بسبب تضارب أقوالها، قبل أن يتم إخلاء سبيلها بعد استبعاد تورطها.

بفضل جهود فريق طبي بقيادة أستاذ السموم بكلية طب المنيا، الدكتور محمد إسماعيل، تم تحديد سبب الوفيات، حيث كشفت الفحوصات عن وجود مادة “كلورفينابير”، وهو مبيد حشري شديد السمية يصعب اكتشافه في التحاليل التقليدية، ولا يوجد له ترياق معروف.

هذا الاكتشاف قاد إلى تقليص دائرة الاشتباه، لتتجه الأنظار نحو زوجة الأب الثانية، التي اعترفت بوضع السم في الخبز بدافع الانتقام. وأوضحت التحقيقات أن الدافع وراء الجريمة كان غيرة مرضية، حيث قرر الأب إعادة زوجته الأولى إلى عصمته بعد انفصال سابق، مما أثار حفيظة الزوجة الثانية، التي شعرت بتهديد مكانتها داخل الأسرة.

تجري النيابة العامة تحقيقات موسعة في القضية، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتهمة التي تواجه تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومن المتوقع إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.