ماذا لو كنت مخطئاً في توقعاتك حول الأحداث الجارية في السعودية؟

خالد سليمان

أهمية التساؤل في مراجعة القناعات الشخصية

يُعتبر التساؤل عن صحة الأفكار والمعتقدات من أبرز الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الفرد على نفسه، حيث يُسهم في تقييم مدى صلابة هذه الأفكار ومدى توافقها مع الواقع المعاصر. هذا النوع من التساؤل لا يُعدّ ضعفًا في القناعات، بل هو دعوة لإعادة تقييمها واختبارها.

تتكون قناعاتنا في كثير من الأحيان من موروثات ثقافية واجتماعية، وقد تُصبح جزءًا من هويتنا دون أن نمنح أنفسنا الفرصة لتفكيكها وفهم جذورها. فكم من الأفكار التي نعتنقها لمجرد أنها نشأت معنا أو لأننا نخشى أن نكون غرباء بين من يشاركوننا اللغة والمكان، لكنهم لا يتفقون معنا في الفهم.

تاريخ البشرية مليء بأمثلة لأفكار كانت تُعتبر حقائق مطلقة، حتى جاء من تحدى هذه المسلمات، مما أدى إلى تقدم العلوم وتحرر المجتمعات من قيود المألوف. في حياتنا اليومية، يمكن أن يظهر هذا التساؤل في أبسط المواقف، مثل اتخاذ القرارات أو إجراء الحوارات، حيث يجب أن نمنح أنفسنا الفرصة للتفكير: “ربما أكون مخطئًا”.

الاختبار الحقيقي لأي فكرة أو موقف لا يكمن في القدرة على الدفاع عنها، بل في الاستعداد لمساءلتها. فالأفكار التي لا تُختبر تبقى مجرد ظنون، حتى وإن بدت يقينية. الفيلسوف الأمريكي دانييل دينيت قدم مثالًا على ذلك عندما طرح سؤالًا مُحرجًا: “ماذا لو كنت مخطئًا؟”، مما يدعو الجميع إلى التفكير بعمق وإعادة النظر في قناعاتهم.

إن هذا النوع من التساؤل يُعدّ خطوة أساسية نحو التحسين الشخصي والتطور الفكري، ويُسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على التغيير.