محمد نجيب في مرمى الانتقادات بين الحياد والتخوين في الساحة السعودية

ثقافة الإقصاء في الرياضة: دعوة للتفكير والتغيير
تتزايد في الساحة الرياضية ظاهرة “إما معي أو ضدي”، حيث أصبح الاختلاف في الآراء يتسبب في تصعيدات غير صحية. في هذا السياق، أثار الإعلامي محمد نجيب جدلاً واسعاً بعد انتقاداته الأخيرة، مما حوله من مجرد ناقد إلى خصم في نظر بعض الجماهير التي ترفض أي نقد لا يتماشى مع توجهاتها.
بينما اعتبر البعض أن ملاحظات نجيب تعكس رؤية فنية وتنظيمية جريئة، رأى آخرون فيها تجاوزاً لحدود النقد، مشيرين إلى أنها قد تمس نزاهة المنافسات. هنا، يبرز السؤال: أين نقف بين النقد والإساءة؟
من المهم أن نوضح أن النقد المهني حق مشروع لكل إعلامي، بينما يجب التصدي لأي إساءة أو تشكيك في نزاهة المؤسسات. ومع ذلك، فإن ما يثير القلق هو ردود فعل بعض الإعلاميين والجماهير، الذين اتخذوا من الانتقادات ذريعة للتخوين والشتائم، ليس فقط ضد نجيب، بل ضد كل من يوافقه الرأي أو لا يعارضه علناً.
يجب أن نتذكر أن الناقد ليس عدواً، وأن المشجع الواعي لا يتخذ من التعصب سبيلاً. التعصب الرياضي لا ينبغي أن يتحول إلى عداوات شخصية أو تصنيفات تعسفية تسلب الآخرين حقهم في التعبير. الناقد الذي يوجه ملاحظاته قد يكون أكثر حرصاً على مصلحة النادي من بعض المشجعين.
تتطلب الرياضة السعودية، التي تشهد تقدماً ملحوظاً في البنية التحتية والاحتراف، بيئة ناضجة تتقبل النقد وتدير الحوار باحترام. يجب أن نكف عن تقسيم الآراء إلى أبيض وأسود، وأن نتوقف عن إحراج الأصوات الحرة لمجرد اختلافها عنا.
نحن بحاجة إلى رياضة أكثر وعياً وأقل ضجيجاً، حيث يصبح الاختلاف قيمة مضافة، لا تهمة جاهزة. إن تعزيز ثقافة الحوار واحترام الآراء المختلفة هو السبيل نحو رياضة صحية ومزدهرة.