مناورة جريئة تنقذ طائرة عملاقة من كارثة في سماء كاليفورنيا

خالد سليمان

هبوط اضطراري لطائرة “ساوث ويست إيرلاينز” لتفادي اصطدام مع مقاتلة بريطانية

شهدت رحلة رقم 1496 التابعة لشركة “ساوث ويست إيرلاينز” الأمريكية لحظات من الفزع، عندما اضطرت الطائرة للهبوط المفاجئ بمقدار 91 متراً (حوالي 300 قدم) في 36 ثانية فقط، لتفادي اصطدام محتمل مع مقاتلة بريطانية من طراز “هوكر هانتر Mk.58”. كانت الطائرة في طريقها من مطار هوليوود بوربانك في كاليفورنيا إلى لاس فيغاس.

الحادثة أدت إلى حالة من الفوضى على متن الطائرة، حيث سقط عدد من الركاب من مقاعدهم، وأُصيب اثنان من أفراد طاقم الضيافة بجروح استدعت رعاية طبية. وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، استجابت الطائرة لتنبيه من نظام التحذير من الاصطدام الجوي (TCAS)، الذي اكتشف اقتراب الطائرة العسكرية بشكل خطر.

وأوضحت إدارة الطيران الفيدرالية أن الطيار تلقى تنبيهين متتاليين، أحدهما للصعود والآخر للهبوط الحاد لتفادي المقاتلة. وقد أكدت شركة “ساوث ويست” أن الرحلة واصلت مسارها نحو لاس فيغاس وهبطت بسلام، لكن الحادثة تركت الركاب في حالة من الصدمة. تجري إدارة الطيران الفيدرالية حالياً تحقيقاً لفهم ملابسات الحادث وتحديد كيفية اقتراب المقاتلة من مسار الطائرة المدنية.

الممثل الكوميدي الأمريكي جيمي دور، الذي كان على متن الرحلة، شارك تفاصيل الحادث عبر منصة إكس، مشيراً إلى أن الطيار اضطر للهبوط بسرعة لتفادي الاصطدام، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الركاب. وذكر أن إحدى المضيفات احتاجت إلى رعاية طبية، وأن الركاب صفقوا بحرارة عند هبوط الطائرة بسلام.

تُعتبر حوادث الاقتراب الخطير بين الطائرات المدنية والعسكرية نادرة، لكنها تثير قلقاً كبيراً بشأن إجراءات التنسيق في المجال الجوي. يُعد نظام التحذير من الاصطدام الجوي (TCAS) أداة حيوية لتنبيه الطيارين عند اقتراب طائرة أخرى بشكل يهدد السلامة، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية.

يُعتقد أن المقاتلة “هوكر هانتر Mk.58″، وهي طائرة عسكرية بريطانية قديمة تُستخدم في العروض الجوية أو التدريبات، كانت تعمل في منطقة قريبة من مسار الرحلة. ولم يسجل برج المراقبة في مطار هوليوود بوربانك أي هبوط حاد في المجال الجوي المحلي، مما يشير إلى أن الحادثة وقعت خارج النطاق المباشر للمطار.

تُعد “ساوث ويست إيرلاينز” واحدة من أكبر شركات الطيران منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة، وتشتهر بسجلها القوي في مجال السلامة، ومع ذلك، أثارت هذه الحادثة تساؤلات حول كيفية إدارة المجال الجوي عندما تتواجد الطائرات العسكرية والمدنية في مناطق قريبة.