ميرتس يدعو لقيادة نسائية في ألمانيا وسط ترقب لتاريخ جديد في رئاسة الجمهورية

ميرتس يدعو إلى انتخاب امرأة لرئاسة ألمانيا في 2027
في خطوة تاريخية، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى انتخاب امرأة لمنصب رئيسة جمهورية ألمانيا الاتحادية في الانتخابات المقررة عام 2027، وهي المرة الأولى التي يتم فيها طرح هذا الاقتراح في تاريخ البلاد.
جاءت تصريحات ميرتس خلال مشاركته في فعالية “الأبواب المفتوحة” لمقرات الحكومة في برلين، حيث أكد على أهمية تعزيز تمثيل النساء في المناصب القيادية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستكون “أمراً جيداً” لألمانيا.
يُعرف فريدريش ميرتس، البالغ من العمر 69 عاماً، بأنه زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي منذ يناير 2022، وقد تولى منصب المستشار الألماني في 6 مايو 2025 بعد فوز تحالفه في الانتخابات الفيدرالية التي أُجريت في فبراير من نفس العام. يُعرف ميرتس بتوجهاته المحافظة ودعمه لليبرالية الاقتصادية، بالإضافة إلى التزامه بتعزيز العلاقات الأوروبية والأطلسية.
يُعتبر منصب رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية منصباً تمثيلياً بامتياز، حيث يُمثل الرئيس رمز وحدة الأمة ويشرف على العمليات السياسية، بينما يتولى المستشار القيادة التنفيذية للحكومة. ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1949، لم تتولى أي امرأة هذا المنصب. الرئيس الحالي، فرانك فالتر شتاينماير، يشغل المنصب منذ عام 2017، ومن المقرر أن تنتهي ولايته الثانية في مارس 2027.
تصريحات ميرتس جاءت رداً على سؤال من أحد المواطنين خلال الفعالية، حيث أعرب عن دعمه لتعزيز دور النساء في السياسة الألمانية. كما أشار إلى ترشيحه السياسية يوليا كلوكنر لمنصب رئيسة البرلمان كخطوة شخصية تهدف إلى تحسين التمثيل النسائي في المناصب العليا، مؤكداً: “أبذل كل ما بوسعي من أجل تحسين تمثيل النساء في المناصب القيادية العليا في بلدنا”.
تأتي دعوة ميرتس في سياق سياسي معقد، حيث يواجه تحالفه الحاكم، الذي يضم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي، تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، تشمل إصلاح الاقتصاد وخفض أسعار الطاقة ومعالجة قضايا الهجرة. تعكس دعوته لانتخاب امرأة رئيسة رغبته في تعزيز صورة الحزب كقوة تقدمية، رغم توجهاته المحافظة التقليدية.
تاريخياً، شهدت ألمانيا تقدماً في تمثيل النساء في السياسة، حيث تولت أنغيلا ميركل منصب المستشارة من 2005 إلى 2021، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب. ومع ذلك، لا يزال التمثيل النسائي في المناصب العليا محدوداً، إذ تشكل النساء حوالي 31% من أعضاء البرلمان الألماني (البوندستاغ) في عام 2025.